"حروب الظلال" تستعر جنوب لبنان.. هل من حرب إسرائيلية وشيكة؟

زينة أرزوني – بيروت

2023.01.25 - 05:44
Facebook Share
طباعة

 فيما الداخل اللبناني يشهد غلياناً شعبياً احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار الى مستويات قياسية وصلت الى 56 الف ليرة في السوق السوداء، الى جانب تخبط سياسي قضائي بسبب تداعيات القرار الاخير للمحقق العدلي طارق البيطار القاضي بإستئناف التحقيقات بملف انفجار بيروت، بدأت رياح ساخنة تلفح الاجواء في جنوب لبنان، ليس آخر فصولها مواجهة الامتار القليلة التي خاضها الجيش اللبناني قبل ايام بوجه تعديات جرافات الاحتلال الاسرائيلي في وادي هونين، عندما نصب عناصر الجيش خيمة، ودفع بتعزيزات ليمنع الورش الهندسية لجيش الاحتلال من قضم بضعة امتار تُعتبر رسمياً ارضاً لبنانية.

بعد الخروقات الاسرائيلية الاخيرة للبنان بحراً وجواً، توالت الخروقات براً عند الخط الازرق، حيث كثف جيش الاحتلال منذ الاحد الماضي نشاطه الهندسي على طول الحدود الشمالية، بعدما أوعز قائد القيادة الشمالية اللواء أوري جوردين، لجيش الاحتلال القيام بعملية هندسية دائمة ومستمرة على طول الحدود، "بهدف تحويل السياسة الجديدة إلى عنصر ضاغط على حزب ال له، الذي لم يعتد على رؤية نشاط غير عادي في المنطقة"، بحسب زعمه.
زيادة النشاط الهندسي على جانبي الحدود، كان قد إستبقه حزب ال له بسلسلة إجراءات في المنطقة المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة، تلبي حاجاته لناحية الاستطلاع المباشر أو الانتشار أو غيرهما من الأعمال العسكرية، وزعمت اسرائيل ان الحزب قام بنصب هوائيات وأبراج على الجانب اللبناني، بحجم بناء من سبع طبقات مزوّدة بكاميرات ووسائل رصد متطورة على طول الحدود، لافتة الى ان بعض هذه المراصد بني بالخرسانة، والبعض الآخر مخصص للملاحظات وجمع المعلومات الاستخباراتية تحت ستار منظمات حماية البيئة والحيوان، في اشارة الى جمعية "أخضر بلا حدود".
وتحت ذريعة نصب هذه الابراج لمراقبة العمق الإسرائيلي، قرّر جيش الاحتلال القيام بأعمال هندسية خلف السياج الحدودي، حيث بدأ في كل المناطق الحدودية التي لا يتطابق فيها السياج التقني مع الخط الأزرق بعملية تجريف عند الخط الأزرق.
وأبرز هذه النقاط كانت في خلة المحافر (عديسة) التي تعتبر نقطة تحفظ، فعمد العدو إلى ضمها للأراضي المحتلة عبر تمديد أسلاك حولها، وعمل على تحصين السياج الحدودي في المناطق التي يعتقد أن عناصر حزب ال له قد يستخدمونها كمحاور هجومية.
كما زاد جيش الاحتلال من مراكز العمل لبناء الحاجز الهندسي على الحدود اللبنانية، وبناء طرق جديدة ليست كلها مرئية من الجانب اللبناني، وبناء الأسوار، ووضع عناصر أمنية لحماية المنطقة الحدودية.
"حروب الظلال" التي يسعى جيش الاحتلال الى ترسيخها من خلال رفع وتيرة تحركاته على الحدود، أظهرها التقييم الإسرائيلي الاستراتيجي للعام 2023 الصادر عن معهد دراسات الأمن القومي، والذي انتهى إلى خلاصات منها أن حزب ال له في لبنان يزداد قوة عسكرية، وقد أصبح التهديد التقليدي الرئيسي لإسرائيل.
كما ورد في التقييم، اقرارٌ من القيادة العسكرية الاسرائيلية بأنها قد شرعت في رحلة زيادة النشاط الهندسي على الحدود كرد فعل على الحزب الذي يبني مواقع تحت اسم "اخضر بلا حدود" في الجانب اللبناني من الحدود، على حد زعمه.
واللافت في التقييم ايضا، إقرار "القيادة الشمالية"، انها وسّعت دائرة نشاطها العملياتي المعتاد واقامت مزيدا من الاسوار (جدار الفصل المرئي)، ونشرت عناصر امنية اضافية، مبرراً ذلك بأن "إسرائيل بعيدة عن الاستعداد الكافي، لا سيما في الظروف المحتملة للحرب مع حزب ال له"، متوقعاً في أي حرب مقبلة أن "تتعرض البنى التحتية لضربات شديدة غير مسبوقة بسبب الهجمات بأسلحة بعيدة المدى، بعضها دقيق وثقيل".
كما اعترف التقرير ايضاً، بازدياد نشاط دبابات "الميركافا" وناقلات الجند المدرعة مع زيادة الدوريات والتدريب، وذلك لرفع مستوى الجاهزية واللياقة.
حيال كل هذه التطورات الحدودية، يفضل "حزب ال له" وجرياً على عادته، التزام الصمت لقناعته الراسخة بعدم الانجرار الى البوح بمعلومات والرد على مزاعم اسرائيلية، تتحدث عن نصب الحزب 20 بُرجاً ومركز حراسة في الجانب اللبناني من الحدود الشمالية، وذلك رداً على الجدار الذي تبنيه سلطات الإحتلال.
وكان قد زعم أوري إلياهو أحد مستوطني شتولا أنه "قبل أيام قليلة رأينا شاحنة كبيرة تضع الشرفة فوق المبنى، وربط العمال بها، ويستخدمونها كموقع للمراقبة، أي أن مشروع نقاط المراقبة التابع لحزب ال له وصل إلى مدخل مستوطنته، إنهم يبنون الأبراج كردّ على الجدران القوية التي تضعها إسرائيل أمامهم، وبالقرب منا توجد قرية عيتا الشعب اللبنانية التي اختطف فيها الجنديان إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف، ما أدى إلى اندلاع حرب لبنان الثانية في 2006".
ورغم كل هذه المناخات الساخنة التي تعززها التحركات والاستعدادات على جانبي الحدود، اشار الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس فرحات الى ان ما يجري حاليا هو مواجهة في الاستطلاع والتمويه والاحتجاب عن الانظار بين المقاومة وجيش العدو الاسرائيلي.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 8