"تحـ ـرير الشـ ـام" تعتقل كل من يعارض السياسة التركية

اعداد سامر الخطيب

2023.01.23 - 11:03
Facebook Share
طباعة

اعتقل عناصر جهاز الأمن العام التابع لـ هيئة “تحـ ـرير الشـ ـام” شابين من أنصار “حزب التحرير”، وذلك بعد مشاركتهما في مظاهرة نظمها أنصار الحزب في مدينة إدلب، تحت عنوان “النظام التركي وادواته شركاء نظام الأسد في القضاء على ثورة الشام”، حيث جرى اقتيادهما إلى المراكز الأمنية التابعة لـ “الهيئة”.


وتجدر الإشارة، بأن المتظاهرين طالبوا بحاضنة ما سموه "الثورة والصادقين من أبنائها باستعادة القرار، والتمسك بمبادئ الثورة، وإسقاط النظام، في إطار رفضهم للتقارب السوري التركي ورفضاً للمصالحات، على حساب دماء أبناء الشعب السوري"، بحسب وصفهم.


و بتاريخ 17 كانون الثاني الجاري، خرج عشرات النساء في قرية حربنوش بريف إدلب الشمالي، بوقفة احتجاجية، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في سجون هيئة تحـ ـرير الشـ ـام، وندد المتظاهرون بممارستها، بعد حملة اعتقالات نفذتها الهيئة طالت عدة أشخاص اعترضوا على ممارساتها. وحمل المتظاهرون لافتات تنتقد وتندد بسياسات الهيئة في مناطق سيطرتها.


وتستمر هيئة تحـ ـرير الشـ ـام في ارتكاب أنماط متعددة من انتهاكات حقوق الإنسان، بشكل رئيس في مراكز الاحتجاز التابعة لها، وقد وثَّقت منظمات حقوقية مقتل ما لا يقل عن 550 مدنياً على يد الهيئة بينهم أطفال ونساء بسبب التعذيب.


كما ارتكبت هيئة تحـ ـرير الشـ ـام انتهاكات واسعة للقانون الدولي لحقوق الإنسان بحق الأهالي عبر عمليات الخطف والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب، وعبر الأحكام الجائرة الصادرة عن محاكم لا ترقى بأي حال من الأحوال إلى القواعد الأساسية للمحاكمات العادلة.


وتتبع الهيئة سياسة ماكرة تقوم على استدعاء النشطاء المعارضين والمتظاهرين، والمنتقدين لسياسة حكومة الإنقاذ والأخطاء التي ترتكبها، حيث يجري التحقيق معهم، بهدف احتوائهم عن طريق الترغيب أو التهديد، وهذه المرحلة تعتبر بمثابة إنذار وتهديد، وتتجنب من خلالها الهيئة نهج الاحتجاز المفاجئ، وتكون بمثابة ذريعة أمام المجتمع وأمام ذوي الناشط، وقد تركَّز هذا التكتيك بحق النشطاء البارزين والشخصيات الاجتماعية بشكل أساسي، أما المدنيين العاديين الذين لا يثير اعتقالهم أي رد فعل، فتقوم الهيئة باعتقالهم مباشرة، دون اللجوء إلى هذه المرحلة التمهيدية، التي يتخللها الطلب من الناشط التعهد بعدم تكرار ما قام به، وتقديم اعتذار عنه، وطلب الرحمة، وغالباً ما يرضخ الشخص المستدعى، ويدفع غرامة مالية، قد تترافق مع سجن بضعة أيام، وإيقاف عن مزاولة مهنته، وجميع ذلك مقابل عدم احتجازه/ إخفائه قسرياً لسنوات.


وتستخدم هيئة تحـ ـرير الشاـ ـم أساليب تعذيب متعددة ضمن مراكز الاحتجاز التابعة لها وتتوزع بين أنواع أساليب التعذيب الجسدي، و تعذيب نفسي، وأعمال السخرة. وعرض رسومات تحاكي أساليب التعذيب هذه.


كما تعاني المرأة السورية في مناطقها من التمييز السلبي تجاهها بشكل عام، وتزداد معاناتها أضعافاً مضاعفة إذا كانت عاملة أو ترغب أن تعمل في الشأن العام، أو في منظمات المجتمع المدني أياً كانت، إعلامية، إغاثية، سياسية .


يذكر أن الجهاز القضائي لدى الهيئة مكوَّن من أجهزة قضائية عديدة، تكاد تكون منفصلة عن بعضها البعض ولا يوجد تنسيق بينها، كما أنه لا يستند إلى أحكام ولوائح قضائية محددة ومعروفة، ويعتمد بشكل رئيس على التعاميم والتعليمات الوزارية التي تعتبر بمثابة قانون ينظم عمل المحاكم، ولا يوجد قانون للإجراءات الناظمة لعمل المحاكم “قانون أصول المحاكمات”. ويعتمد في كثير من المناصب الإدارية والقضائية على طلاب العلوم الدينية أو طلاب الحقوق، وهؤلاء الطلاب من المنتسبين لهيئة تحـ ـرير الشـ ـام، أو الخاضعين لها بالولاء التام؛ مما يعني انعدام استقلالية وكفاءة القضاء لدى هيئة تحرير الشام. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1