الخليفة الرابع لدا ع ش يعلن نفسه من التنف

كتب جمال بندقجي - وكالة انباء اسيا

2022.12.23 - 07:49
Facebook Share
طباعة

تقول مصادر سورية أن تسجيل الفيديو الذي نشرته معرفات تنظيم داعـ ـش على مواقع التواصل الاجتماعي، لإعلان البيعة لزعيمه الجديد "أبو الحسين الحسيني القرشي"، صوّر ضمن منطقة خفض التصعيد التي تحيط ببلدة التنف والتي تعرف باسم "منطقة الـ 55 كم"، وأن خلية التنظيم التي ظهرت في تسجيل الفيديو والتي تتشكل مما يقارب 30 عنصراً، كانت في وضعية تأمن من خلالها عمليات الطيران السوري – الروسي المشترك في البادية، وذلك بفعل أن أجواء المنطقة التي تحيط بقاعدة قوات الاحتلال الأمريكي لا تشهد أي تحليق للطيران الحربي.


بعد إعلان المتحدث باسم تنظيم الدولة مقتل "أبو الحسن القرشي"، دون إشارة إلى مكان الحدث، سارعت واشنطن لتأكيد الخبر زاعمة في بيان صدر عن القيادة المركزية للقوات الأمريكية أن "أبو الحسن"، قتل في مدينة درعا، إلا أنها نسبت فعل قتله إلى ما اسمته بـ "الجيش السوري الحر"، وهو التنظيم الذي لم يعد له وجود أساساً منذ أن عمدت الحكومة التركية لتشكيل ما تسميه حالياً بـ "الجيش الوطني"، الأمر الذي عنى بطريقة مباشرة أن زعيم التنظيم قتل خلال العمليات الأمنية التي نفذتها القوات السورية مؤخراً في درعا التي كان يحاول من خلالها داعـ ـش أن يعيد تشكيل نفسها في هيئة خلايا قادرة على التحرك، ويبدو أن دمشق كانت ترصد هذه التحركات دون التركيز على هوية متزعمي هذا الحراك الأصلية، وبدأت عملياتها ليتم حصار القيادي العراقي "عبد الرحمن العراقي"، الملقب بـ "سيف بغداد"، ضمن منزل بالطرف الشمالي من مدينة جاسم الواقعة بريف درعا، ما دفعه مع أحد مرافقيه لتفجير أحزمة ناسفة أدت لمقتله والمجموعة التي كانت معه منتصف شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي، ليتبين لاحقاً أن "سيف بغداد"، هو ذاته زعيم داعـ ـش الذي عرف بعد إعلانه "خليفة"، للتنظيم باسم "أبو الحسن الهاشمي القرشي"، لوجوده في محافظة درعا مهمة مدّ نفوذ خلايا التنظيم على طول الحدود مع فلسطين المحتلة والأردن في درعا، إلا أن مقتله أربك المخطط الذي كان يدار أساساً من قبل الاستخبارات الأمريكية، والأخيرة حاولت جاهدة لاستثمار مقتله لصالحها، ولأن الولايات المتحدة لم تكن تريد الاعتراف بأن أحد أهم أدواتها قتل خلال مواجهة مع الجيش السوري، فقد زعمت إن "الجيش الحر"، هو من تمكن من قتل زعيم التنظيم، علماً أن عناصر "اللواء الثامن"، من الفيلق الخامس، والذين يعرفون باسم "عناصر التسويات"، هم من فرضوا الحصار على "سيف بغداد"، قبل أن يقتل نفسه، والفيلق جزء من المؤسسة العسكرية السورية الرسمية.


يعد "أبو الحسن"، الخليفة الأول الذي يقتل خارج مناطق الشمال السورية، ودون أن ينسب فعل قتله للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن مصادر كردية معارضة لـ "قـ ـسد"، تربط بين حدث الإعلان عن مقتل زعيم التنظيم والتحركات التركية في الشمال السورية، إذ إن تكرار الصدف بالنسبة لـ "قـ ـسد"، ومن خلفها واشنطن يعد مسألة ملفتة للنظر، وتشرح المصادر أن مقتل زعيم التنظيم قد يكون فعلاً وهمياً أساساً وأن "أبو الحسن"، لم يكن في درعا، فهو إلى حين إعلان مقتله شخصية مجهولة الوجه، ومع الإشارة إلى أن التنظيم لم يكن ملزماً بالإعلان عن مقتل زعيمه بعد شهر من الحدث، فإن هذا التأخير جاء لتميكن الإدارة الأمريكية من صياغة سيناريو قد يكون ورقة ضغط على الحكومة التركية لمنعها من شن عملية عسكرية ضد "قـ ـسـ ـد"، ويدعم روايتها بإحتمال "قدرة التنظيم على إعادة تشكيل نفسه"، ولهذا الغرض جنح الزعيم الجديد للتنظيم "أبو الحسين الحسيني"، إلى إعادة تفعيل ماكينته الإعلامية ليظهر مجموعة من عناصره في تسجيل فيديو تعلن البيعة، الأمر الذي لم يحدث بعد مقتل الزعيم الأول "أبو بكر البغدادي"، أو الزعيم الثاني "أبو إبراهيم القرشي"، وإن كان زعيم تنظيم داعـ ـش هو ذاته "سيف بغداد"، فإن ذلك يعني أن الاسم الحقيقي له هو "بشار خطاب غزال عثمان الصميدعي"، وفقا للتقارير الإعلامية والأمنية التي صدرت عقب إعلان تنصيبه، بكونه "الأخ غير الشقيق لمؤسس التنظيم "أبو بكر البغدادي".


تربط المصادر ذاتها بين مسارعة الولايات المتحدة الأمريكية لتأكيد ما أعلنه "أبو عمر المهاجر"، عن موت "خليفته"، بإعلانها وقف العمليات العسكرية المشتركة مع قـ ـسـ ـد ضد تنظيم داعـ ـش، وهو يشكل إضافة إلى داعيتها المستندة لزيادة الحديث عن خطر داعـ ـش وتبرير استمرار وجودها في الداخل السوري بحجة قتاله، ويبدو أن الزعيم الجديد "أبو الحسين الحسيني"، يتواجد ضمن الأطراف الشمالية لمنطقة الـ 55 كم، وهي منطقة تعيش فيها خلايا داعـ ـش في أمن مطلق بكون قوات الاحتلال الأمريكي لا تقوم بأي حراك ضد وجود
خلايا التنظيم والتي تقوم بشن هجمات ضد مواقع الجيش السوري إنطلاقا من هذه المنطقة، ويتزامن كل هجوم بموجات تشويش متعمدة على أجهزة الاتصال السورية من قبل قاعدة التنف، ما يؤكد أن التنظيم أعاد تفعيل نفسه على مستوى الإعلام ليخدم هدفاً أمريكياً يختصر بالضغط على تركيا، ومنح "قـ ـسـ ـد"، شرعية الوجود بزعم إنها قوات تحارب التنظيم المتطرف، وهذا الاستقراء من قبل المصادر يقوم أساساً على إن الحرب السورية لم تكن يوماً مسرحاً لـ مصادفات من هذا العيار. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9