بعد العملاء وشبكات التجسس.. إسرائيل تحاول التطبيع إقتصادياً مع لبنان!

زينة أرزوني - بيروت

2022.12.05 - 09:16
Facebook Share
طباعة

 لم تترك إسرائيل باباً، إلا وحاولت من خلاله إختراق لبنان أمنيا، فبعد محاولتها التطبيع ثقافياً، وتجنيد عملاء لها في لبنان، ها هي تحاول اليوم التطبيع إقتصادياً، عبر شركات تجارية تقدّمت بعروض للعمل مع كازينو لبنان.
فإسرائيل تبذل جهوداً كبيرة للسيطرة على عالم المقامرة الإلكترونية كونها باباً لجمع المال والمعلومات الأمنية، وتسيطر شركات إسرائيلية أو مرتبطة بها على جزء كبير في عالم المُقامرة والكازينوات في العالم، ولبنان على لائحة الدول المستهدفة، وإختارت إختراقه هذه المرة عبر كازينو لبنان، فالشركات المشغّلة لألعاب القمار عبر الانترنت تملك قدرة الاطلاع عبر نظامها التشغيلي على معلومات دقيقة عن الكازينو وزبائنه وبياناتهم الشخصية، بما فيها عناوينهم وكيفية الاتصال بهم وغيرها من المعلومات الدقيقة والأمنية، ما يعرّضهم لمحاولات التهديد والابتزاز والتجنيد.
وبحسب المعلومات فأن كازينو لبنان أجرى تلزيماً مع شركة لادارة خدماته، في مناقصة مموهة ومخالفة للقوانين، قبل عام ونصف، وبعد الإعلان عن فوز شركة ORYX GAMING بالمناقصة، بادر مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لوزارة الاقتصاد والتجارة الى تعليق هذه الموافقة لاشتباهه بإرتباطها بشركة BRAGG GAMING GROUP، والتي يتولى ادارتها إسرائيليون.
وبعد احالة الملف الى التحقيق لدى المديرية العامة للامن العام، صدرت عن الجهاز المذكور توصية قضت بعدم التعامل مع الشركة اذ ان التداول بالاموال عبر الانترنت يستوجب حصول الشركة المشغلة، والتي بحسب الامن العام مركزها كيان العدو الإسرائيلي، على كافة معلومات المستخدم الامر الذي يخالف القوانين المرعية الاجراء لناحية حماية بيانات المستخدمين الشخصية، ويساهم في نجاح العدو باختراق لبنان امنياً، ويفتح له باباً جديداً لمحاولة السيطرة على الأسواق المالية.
وفي شهر أيلول من العام 2021، طلبت ادارة كازينو لبنان من وزارة الاقتصاد افادتها عن بيانات الشركات الخمس الأخرى وهي: INTUITION SOFTWARE SOLUTIONS LIMITE، TV Zaidimal LTD، The Holdings A.S، EvenBet Gaming Limited، EZUGI N.V، فجاء الرد من المديرية العامة للامن العام واصفاً علاقة هذه الشركات مع العدو الاسرائيلي بأنها "تقاطع مصالح".
فما كان من وزارة الاقتصاد الا ان أرسلت كتاباً الى إدارة كازينو لبنان تمنعها فيه من التعامل مع أي من الشركات المذكورة لحين البت بموضوعها من قبل مكتب مقاطعة إسرائيل الرئيسي.
الا ان من يلج موقع www.betarabia.com المشغل لكازينو لبنان، يجد انه بات باستطاعته المقامرة اونلاين وتعبئة بياناته اثر اتفاقية أجراها الموقع مع شركة OMT غير ان اللافت في الامر ان الشركة المشغلة للموقع وهي Onlive Support Services SAL تعمل من الأراضي اللبنانية مستخدمة برامج وخدمات متعلقة بالمراهنات من شركات إسرائيلية موجودة في الأراضي المحتلة، ما يؤمن استباحة اسرائيل لبيانات المستخدمين، اضافة الى خرق احد ابرز المرافق السياحية في لبنان.
وبعد الكشف عن هذا الخرق، تقدّم المحاميان الشريف سليمان وضياء حمود بإخبار قضائي إلى النيابة العامة التمييزية ضدّ شركة "كازينو لبنان" حول "انتهاك قانون مقاطعة إسرائيل"، وأُحيل إلى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية وفق الاختصاص.
وتعليقاً على الخبر، أكد رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان رولان خوري أن "إدارة الكازينو "تحت القانون" ونملك كل الملفات الموثّقة لتأكيد شرعيّة عملنا وقانونيّته، وطالما صدر هذا "الإخبار" نتمنى على القضاء أن يساعدنا في إقفال كل المحال غير الشرعيّة التي تتعاطى لعب الميسَر والمنتشرة في المناطق بشكل واسع، من أجل حماية امتياز كازينو لبنان".
واوضح أن "هناك نوعَين من آلية عمل كازينو لبنان عبر الـ"أونلاين": الأول يُسمّى Sports Betting " المراهنات الرياضيّة"، والثاني يُسمّى Online Casino أي كل ما يتعلق بألعاب القِمار"، مؤكداً انه في ما يتعلق بالنوع الأول "لدينا التراخيص الكاملة من وزارة الاقتصاد والتجارة و"مكتب مقاطعة إسرائيل" للتعامل مع الشركات المعنيّة بالـ"المراهنات الرياضية"، لذلك انطلقنا بالعمل في هذا المجال".
وتابع: أما في ما يخصّ الشق الثاني المتعلق بألعاب القِمار، "فلم نبدأ بعد بالعمل على المنصّة المخصّصة لها، فنحن لا نزال ننتظر ردّ وزارة الاقتصاد والتجارة لأنها أرسلت لائحة أسماء الشركات المعنية، إلى المكتب الإقليمي لمقاطعة إسرائيل، وبالتالي نحن في انتظار ردّ الأخير لمعرفة ما إذا كنا نستطيع التعامل مع تلك الشركات أم لا، من هنا لا يزايدنَ علينا أحد في هذا الموضوع، فنحن لا نتعامل مع إسرائيل فحسب بل نعتبرها أيضاً عدوّنا اللدود الذي لا نرغب به إطلاقاً".
وسأل خوري "عن الجهة التي تراقب الشركات التي تعمل في السوق السوداء المنتشرة على الأراضي اللبنانية؟! مَن يراقبها لمعرفة ما إذا كانت تتعامل مع شركات إسرائيلية أم لا؟".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6