"التشليح" والسرقات تزداد في لبنان.. ودعوات لإعتماد الأمن الذاتي

زينة أرزوني - بيروت

2022.11.29 - 06:09
Facebook Share
طباعة

 يتخوف الشاب الثلاثيني من عمليات "التشليح" التي كثرت في المنطقة المحيطة به، حتى انه بات يفكر جدياً في شراء سلاح حربي للدفاع عن نفسه، بحسب ما أكد لوكالة انباء اسيا، مشيراً في الوقت نفسه الى ان السلاح غدار ويُمكن ان يورطه بجريمة في حال اطلق النار على المعتدي واصابه، فعلى حد قوله "لا هيك مرتاح.. ولا هيك مرتاح"، والاجهزة الامنية لا تُعير هذه المخاوف أي اهمية، ولا تُسير دوريات لعناصر الامن بين الاحياء السكنية ليلاً لنشر الآمان بين السكان.
"تحولنا إلى غابة بكل ما للكلمة من معنى، الناس تفترس بعضها البعض، او نحن أصبحنا في عصر الزومبي، لا تعرف من أين سيخرج عليك الخطر في الشوارع، دون أن يحميك أحد"، بحسب سهى خضر، التي لا تعرف كيف تعود من عملها ليلاً، حيث تبقي خط هاتفها مفتوحاً مع شقيقها على طول الطريق"، بحسب ما أكدت لوكالة انباء اسيا، مشيرة الى انه في حال حصل معها اي مكروه على طريق العودة.
عشرات الحوادث المتنقلة، تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي في لبنان، نشل وسلب في الشوارع، كمائن وترصد للسيارات في الأحياء والطرقات الدولية، وعمليات تشليح واقتحام منازل وسرقات على أنواعها، باتت تهدد الأمن الاجتماعي في البلاد، وتنذر بموجات فلتان تثير مخاوف المواطنين وتفقدهم الثقة بأجهزة الدولة، وتدفعهم نحو مخاطر أكبر في سبيل حماية أنفسهم.
ثلاث عمليات سلب وقتل في اقل من 24 ساعة، اخرها تم الاعلان عنها صباح اليوم، حيث تعرضت اللبنانية ندى شبشول من ابناء مدينة بعلبك وسكانها لعملية سلب ليلا عند مدخل مدينة بعلبك الجنوبي قرب السوق الشعبي.
وفي التفاصيل، اعترضها مسلحون في سيارتها من نوع سوبر شارج رباعية الدفع لون ابيض فاطلقوا عليها النار بعد سلبها هاتفها الخلوي ومبلغاً من المال، لكن ما لبثت ان فارقت الحياة.
كما هزّت المنطقة الواقعة بين الزرارية وأنصار في جنوب لبنان جريمة مروّعة، إذ أقدم أشخاص مجهولون على إطلاق النار باتجاه المواطن "ع.م."، وبحسب المعلومات، فإنّ الجريمة حصلت في الوادي بين الزرارية وأنصار، وبحسب معلومات صحافية فأنّ المغدور هو تاجر سيّارات وكان يحملُ مبلغ 30 ألف دولار بحوزته لحظة مقتله.
وأشارت المُعطيات إلى أنّ المغدور جرى رصدهُ من قبل القاتلين، وقد جرى اقتيادهُ إلى الوادي حيثُ تمّ قتله رمياً بالرصاص.
هذه الحوادث ارتفعت نسبتها هذا الشهر، بسبب الاوضاع الاقتصادية التي يعاني منها الشعب اللبناني، فيما الخبراء ومراصد البحث دقوا ناقوس الخطر وحذروا الاجهزة الامنية والدولة من انفلات الوضع الاجتماعي والمعيشي، وارتفاع نسبة الجرائم والسرقات، حيث بات يعاني نحو 80 بالمئة من اللبنانيين من فقر متعدد الأوجه وفق تقديرات الأمم المتحدة، فيما تتخطى نسبة البطالة الـ 40 بالمئة، وذلك بعد مرور عامين ونصف على أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ البلاد، أفقدت رواتب اللبنانيين قدرتها الشرائية، ورافق ذلك تدهور دراماتيكي في أداء المؤسسات الرسمية، انعكس سلباً على الواقع الاجتماعي والأمني في البلاد.
وبحسب أرقام قوى الأمن الداخلي اللبناني، فإن نسبة جرائم السرقة والنشل إرتفعت في الأشهر الثلاث الأولى من العام 2022، 21% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2021، حيث بلغ عدد السرقات المسجلة للعام الحالي 1745 فيما بلغ الرقم 1439 في المرحلة نفسها من العام 2021.
وبناء على الأرقام الصادرة عن قوى الأمن الداخلي، كشفت "الدولية للمعلومات" عن أن الأشهر الثلاث الأولى من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، شهدت ارتفعاً في جرائم سرقة السيارات بنسبة 26.2% وجرائم السرقة بنسبة 21.2% والقتل بنسبة 15%. وفي مقارنة مع الأشهر الثلاث الأولى من العام 2019 تصل نسبة الارتفاع إلى 306%.
ومن بين مختلف أشكال السرقة وانواعها، تزداد عمليات النشل في الطرقات والأماكن العامة، وعمليات السلب بقوة السلاح بشكل خاص، حيث تحول ارتياد الشوارع ليلاً إلى مخاطرة قائمة بحد ذاتها، نظرا لنشاط تلك العصابات تحت جنح الظلام مستفيدة من انقطاع الكهرباء العام في البلاد، وتراجع الحضور الأمني في الشوارع بعد تأثر قدرات الأجهزة الأمنية وامكاناتها بالوضع الاقتصادي المتدهور والانهيار المالي.
هذا الأمر لم يعد يقتصر على فترات الليل فقط، بل باتت عمليات النشل والسرقة تسجل في وضح النهار كما حصل مع هبة حمود التي نُشل هاتفها من يدها خلال تلقيها اتصالا هاتفياً اثناء تنقلها في الشارع.
وتنشط سرقة الهواتف المحمولة كظاهرة منفصلة بحد ذاتها، وذلك بعد ارتفاع أسعارها ومبيعها بالدولار النقدي، الأمر الذي جعلها هدفاً سهلاً ومتوفراً مع أي شخص. كذلك الأمر بالنسبة لسرقة السيارات.
وكانت القوى الأمنية قد ألقت القبض على عصابة كبيرة في منطقة البقاع، تعمد إلى استلام السيارات المسروقة وتفكيكها من أجل بيعها، ونشرت القوى الأمنية صوراً للمستودع الذي ضبط فيه عشرات السيارات المسروقة والمفككة.
"الأرض السايبة بتعلّم الناس الحرام"، من هذا المنطلق برزت دعوات شبابية مطالبة البلديات في محتلف المناطق اللبنانية بالتعاقد مع شبان من البلدة لحراسة قراهم ومناطقهم ليلاً.
كذلك إرتفعت الأصوات الداعية لاعتماد الأمن الذاتي في المناطق، بسبب غياب العناصر الامنية على الارض، وارتفاع نسبة السرقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1