"تحـ ـرير الشـ ـام" تتغلغل داخل "الجيش الوطني"

اعداد سامر الخطيب

2022.11.21 - 07:13
Facebook Share
طباعة

 أعلن الفيلق الثاني التابع لما يسمى "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا يوم السبت الفائت، ضمَّ "حركة أحرار الشام-القاطع الشرقي" (الفرقة-32) ، المعروف بخضوعها بمعظم قرارتها المفصلية لزعيم هيئة تحـ ـرير الـ ـشام أحمد الشرع الملقب بـ "الجـ ـولاني" الذي كان قد استخدمها في مناسبتين للدخول إلى مناطق الجيش الوطني وضرب "الفيلق الثالث" (الجبهة الشامية) التابع له في "غصن الزيتون" و"درع الفرات" شمال حلب.
ونقلت تقارير صحفية معارضة عن مصدر بـ"الجيش الوطني" قوله انه بانضمام الفرقة 32 إلى الفيلق الثاني الذي تولى قيادته قبل أيام الرجل الأكثر قرباً من تركيا في الفصائل المعارضة وقائد تكتل " ثائرون للتحرير"، فهيم عيسى، أصبح ضمن الفيلق الثاني وبالتالي ضمن الجيش الوطني 3 فرق مؤيدة لتحـ ـرير الشـ ـام، هي فرقتا "الحمزات" و"العمشات" اللتان أعلنتا قبل أيام العودة إلى ثائرون للتحرير بعدما كانتا قد انشقتا قبل أشهر عنها، والفرقة 32.
ويوضح المصدر أن ضمّها يأتي في سياق الخطة التركية الرامية إلى إصلاح الجيش الوطني وتوحيده ضمن فيالق عسكرية ثلاثة، لكنه يؤكد أن التغيير على الرغم من أن ظاهره إذابة الفصائل المعارضة ضمن الفيالق، لكن واقعه هو تقسيمهم إلى فيلق أمني هو الفيلق الثاني، وفيلقين عسكريين هما الفيلق الثالث والأول، لافتاً إلى أن ضم الفرقة 32 يثبت نيّة التقسيم على ذلك الشكل.
وسيطرت الانقسامات على حركة أحرار الشام بعد مقتل مؤسسها حسان عبود وعشرات القادة في الصف الأول في العام 2014، وما لبثت الحركة أن تحولت بعد عام 2017، إلى قسمين رئيسين الأول: "أحرار الشام- القيادة العامة"، تنتشر في عفرين ومناطق سيطرة تحرير الشام في إدلب وتابعة ل"الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة بدورها للجيش الوطني، فيما القسم الثاني "أحرار الشام-القاطع الشرقي" التي كانت ضمن صفوف الفيلق الثالث.
وفي بداية 2021، انقلب عامر الشيخ المقرب من الجـ ـولاني على أحرار الشام- القيادة العامة وقائدها آنذاك جابر علي الباشا، بسبب نيّته الاندماج مع الفيلق الثالث حينها، بتحريض من الجـ ـولانـ ـي ورجله المقرب منه في الحركة حسن صوفان ونائب الشيخ، أبو محمد الدالاتي. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت قرارات القيادة العامة خاضعة للجولاني أمنياً وعسكرياً.
إلا أن هذا التقسيم تغيّر قبل أيام، عندما أعلنت الكتل ال5 الرئيسية في القيادة العامة عزل الشيخ ونائبه الدالاتي. وبناءً عليه، أصبحت أحرار الشام ضمن ثلاثة أقسام رئيسية هي "أحرار الشام-القاطع الشرقي"، فيما أُطلق مجازاً على القسم الثاني "أحرار الشام-القيادة المعزولة" والقسم الثالث " أحرار الشام-القيادة الشرعية" المكونة بشكل رئيسي من الكتل ال5 والمُعترف بها رسمياً ضمن الجبهة الوطنية للتحرير.
وأعلنت، في 8 تشرين الثاني، ألوية: "لواء الإيمان" (محافظة حماة)، و"لواء الخطاب" (سهل الغاب)، وقوات النخبة في "لواء العاديات" (سهل الغاب)، و"لواء الشام" (دمشق)، و"كتيبة الحمزة" (إدلب)، "نزع الشرعية" من قيادة الحركة التي وصفتها بـ"الانقلابية"، وعزل عامر الشيخ من موقعه كقائد عام للحركة واختيار يوسف الحموي (أبو سلیمان) قائداً جديداً، وفق بيان أصدرته تلك الألوية المنضوية ضمن الحركة.
ودعت الألوية الموقّعة على البيان "بقية تشكيلات الحركة إلى الالتحاق بها، لإعادة الحركة إلى مسارها القويم، والحفاظ على نهجها السليم، لتكون سهماً في كنانة الثورة السورية المباركة"، بحسب البيان.
ويأتي الانقسام في حركة "أحرار الشام"، بعد نحو شهر من استغلال "هيئة تحـ ـرير الشـ ـام" لخلافات بين فصائل المعارضة السورية في الشمال السوري للتقدم باتجاه منطقة عفرين (ريف حلب الشمالي الغربي)، حيث تلقّت كما يبدو مساندة وتسهيلات من بعض الأجنحة في "أحرار الشام" في منطقة جندريس في ريف عفرين.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 4