قتالات عشائرية في دير الزور.. لماذا لا تتدخل "قسد" لفضها؟

اعداد سامر الخطيب

2022.11.17 - 01:13
Facebook Share
طباعة

تشكل القبائل العربية أغلبية التعداد السكاني شرقي وشمال شرقي سوريا، وتنتشر على طول نهر “الفرات”، وفي الجزيرة السورية ومدن ومناطق أخرى من سوريا، لكن على الرغم من هذا الانتشار، فإنهم لا ينضوون تحت تنظيم عسكري أو زعامة واحدة، إذ تفرق رأيهم خلال سنوات الصراع الماضية في سوريا، في ظل انقسام بالآراء السياسية والمنافع.
وتُعتبر الخلافات وقضايا الثأر وغيرها، مقومات تؤدي إلى الاقتتال العشائري الذي ينشب في مناطق وجود القبائل العربية وخاصة في المنطقة الشرقية بسوريا.
وآخر اقتتال عشائري اندلع أمس بين أهالي قرية الشنان وقرية درنج بريف دير الزور الشرقي، إثر قيام مجموعة تابعة لقيادي من عشيرة النجرس بقطع الطريق على شاب وأمه من بلدة الشنان، وتم اطلاق النار على سيارته، كما أقدم قيادي من عشيرة النرجس المدعو (أ.ن) بتكسير ومصادرة عدد من السيارات تعود لأبناء قرية الشنان بتهمة تهريب المازوت عن طريق المعابر النهرية ليتطور الأمر إلى اشتباكات مسلحة وقطع للطرق، دون ورود معلومات عن قتلى، وسط دعوات من قبل الأهالي للوجهاء وشيوخ العشائر بالتدخل وفض النزاع.
وقبل يوم، اندلع اقتتال بين عائلتين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إثر خلاف قديم بينهما على عمليات التهريب، تجدد أمس في سوق مدينة البصيرة بريف ديرالزور الشرقي، مما أدى لمقتل اثنين أب وابنه وإصابة ما لا يقل عن 6 مواطنين بجروح متفاوتة، تم نقلهم إلى مستشفى جديد بكارة بريف دير الزور، والحالات الحرجة إلى مشافي الحسكة، وسط دعوات أهلية بضرورة التدخل وفض الاشتباكات الدائرة في المنطقة وتدخل فرق من قوات سوريا الديمقراطية لفض الاشتباكات.
ويوم الثلاثاء، قتل مواطن بريف دير الزور الشرقي، نتيجة ثأر بين عائلتين في بلدة أبو حمام شرق ديرالزور.
وفي 19 أكتوبر الفائت، قتل شخصين من عائلة واحدة برصاص مسلحين محليين، على خلفية ثأر قديم تجدد في بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي ضمن مناطق “قسد”.
و في 14 من تشرين الأول الجاري، قتل مواطن برصاص أطلقه شخص آخر، على خلفية ثأر قديم في بلدة سويدان جزيرة بريف دير الزور الشرقي ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد”.
وفي 5 من تشرين الأول اندلع اقتتال عائلي بين أبناء عمومة، في بلدة الشحيل شرقي دير الزور، بسبب خلاف قديم بين الطرفين، حيث بدأ عراك بالأيدي والعصيّ، وتطور لاستخدام السلاح الخفيف، وسط حالة من الخوف والذعر بين الأهالي من النساء والأطفال، وأسفر الاقتتال عن إصابة طفلين برصاص طائش، نقلا على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج.
وتتبع “قسد” في أغلب الاقتتالات العشائرية سياسة النأي بالنفس، إذ تمثل هذه العشائر مراكز قوة قد تكون منافسًا مستقبليًا لـ”قسد” على المنطقة، وبالتالي يرى الباحث السياسي المختص بشؤون منطقة شرق الفرات أنس شواخ، أن هذه المناحرات والاقتتالات القائمة تقوّض أي عمل مشترك بين هذه العشائر، وتلغي احتمال جعلها قوة منافسة في وقت ما.
كما تخشى “قسد” تدخلها لحل النزاعات، خوفًا من أن تُحسب على طرف من الأطراف المتناحرة وتخسر الطرف الآخر، إذ إن أغلب المناطق التي تسيطر عليها هي مناطق عشائرية، سواء عربية أو كردية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1