جدل بعد فتوى حول تحريم الهجرة بطرق غير آمنة

اعداد سامر الخطيب

2022.11.14 - 06:54
Facebook Share
طباعة

 أثار مجلس الإفتاء السوري التابع للمجلس الإسلامي السوري المعارض، حالةً من الجدل، بعدما أفتى بعدم جواز السفر إلى أوروبا بطرق “غير آمنة”.
وأصدر "مجلس الإفتاء السوري" فتوى حول السفر والهجرة بطريقة غير آمنة، وذلك في وقت يواصل فيه السوريون محاولات الوصول إلى أوروبا أو غيرها هرباً من تردّي الوضع المعيشي في سوريا، وحتى في دول اللجوء المجاورة من خلال التضييق عليهم.
واعتبر المجلس في الفتوى أن "من سلك طريقاً غير آمن للهجرة فهو آثم، وإذا أفضى ذلك إلى موته أو موت من هم تحت ولايته، فالإثم أعظم، وهو من التسبب في القتل".
وقال المجلس في بيان، يوم الجمعة، إن المتسبّب بلجوء الناس للهجرة وسلوك طرق الهجرة الخطرة، ثم غرقهم أو قتلهم فهو آثم ومشارك بالجريمة.
وأشار البيان إلى أن "كل سفر لم يكن آمنًا، ويتعرض فيه المسافر لخطر الموت أو الضياع أو الغرق، فهو سفر ممنوع شرعًا، ويأثم قاصده وطالبه".
وجاءت فتوى المجلس على خلفية تزايد وتيرة هجرة السوريين تهريباً نحو أوروبا، على مدار الأشهر الماضية. وأدت هذه الرحلات، إلى مقتل وفقدان المئات في أثناء رحلة اللجوء، غرقاً في البحر، أو جوعاً وعطشاً في الغابات، على الطريق نحو أوروبا.
وتأتي الفتوى في وقت تشهد فيه سورية أوضاعا اقتصادية واجتماعية مأساوية وحرب مستمرة وتبادل للعنف والفوضى في تحدّ لكل القرارات الدولية الخاصة بوقف إطلاق النار، وفي وقت يجوع فيه السوري ولا يجد قوته ويعطش فيه ويشرب من مياه غير صالحة للشرب تسببت في انتشار مرض الكوليرا وغيرها من الأوبئة القاتلة، وفي وقت بات السوري ورقة تفاوض بين الدول ولا أحد يهتم لجوعه وفقره.
وقال القيادي في "الجيش الحر" عمار الواوي: “مجلس الافتاء السوري يفتي بحرمة السفر عبر الطرق الغير آمنة هربا من كلاب الجولاني وبنادقه”. وأضاف: “لم يصدر المجلس السوري الاسلامي إفتاء بحرمة الدم السوري من بنادق الجولاني التي قتلت اكثر من مئة وخمسون قتيل.. باتت الهجرة هربا حرام والقتل ببنادق الجولاني وبقية العصابات حلال.. عش رجبا ترى عجبا”.
وكتب ناشط سوري: “حبايبنا في مجلس الإفتاء السوري بما أنكم تكرمتوا وحكيتوا بمسألة تحريم السفر عبر الطرق غير الآمنة، فيا ترى عقوبة هاد الشي بتكون القتل والتعذيب والإذلال يلي بتمارسه الجندرما التركية بحق هالبشر على الحدود مع سوريا وقتلهم حلال يعني؟ ما سمعت شو قلتوا؟؟ ….عفوا انقطع الخط!”.
من جهته، قال "المرصد السوري" لم يُصدر مجلس الافتاء بيانا يندد فيه بهذا الجوع والحرب المستعرة التي قتلت وهجرت السوريين، وحرقت منازلهم، بل أصدر بيانه لتحريم هجرة لم يختارونها بل خُيُروا وأُجبروا عليها هربا من الموت والجوع والألم والقتل والخطف والاعتقال والاغتيال.
وأضاف: إن كانت الهجرة غير النظامية محرمة، بحسب وجهة نظر مجلس الإفتاء السوري، فإن سياسة التجويع والتفقير والجهل والأمراض المتنقلة بسبب التلوث وانعدام التغذية السليمة هي من يجب تحريمها ليعيش السوري آمنا.
ودعا المرصد السوري الهيئات الدولية والأممية إلى إيجاد حل لمسألة الهجرة غير النظامية وعدم ترك السوريين لتجار البشر وغيرهم من المافيا المتاجرة بآلام شعب ذاق الأمرين منذ بداية ثورته، وتكثيف الجهود الدولية والإقليمية لحلحلة القضية السورية، فلم يعد بجعبة هذا الشعب أملا للعيش في ظل هذه الأوضاع الكارثية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8