هكذا قُلبت معادلة مفاوضات الترسيم لصالح لبنان

2022.10.04 - 02:18
Facebook Share
طباعة

وسط الحديث الرسمي عن أنّ ملف ترسيم الحدود البحرية يسير على الطريق الصحيح، وأن لا تنازل عن حقوق لبنان، بفضل وحدة موقفه الرسمي في المفاوضات، ظهر الانقسام داخل إسرائيل الى العلن، بعدما قُلبت المعادلات في ملف الترسيم، الامر الذي جعلها أسيرة مزايدات يتنافس فيها رئيس الحكومة الحالي يائير لابيد الذي سارع الى الترحيب بالموقف اللبناني مشيدا بالاتفاق وما يتضمنه من بنود، ورئيس الحكومة السابق نتنياهو الذي يحاول إضعاف منافسه شعبيا باتهامه بأنه "إستسلم لحزب ال له وتهديداته وقدم تنازلات كبيرة"، متوعدا أنه سيكون "في حل من هذا الاتفاق عندما يعود الى رئاسة الحكومة".


نتانياهو، الذي يرى في "اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان صفقة مخزية"، يشير الى انه "لمدة 10 سنوات لم أكن مستعدًا للخضوع لإملاءات الأمين العام لحزب ال له السيد حسن نصر الـ ـله، الا ان الأمر استغرق من لابيد 3 أشهر للاستسلام والتنازل عن ثروة ضخمة من الغاز".


الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم يشير الى ان حزب ال له نجح مرة جديدة في وضع نفسه كمدافع عن حقوق لبنان وثرواته الطبيعية، مضيفاً: "حزب ال له يرى في مسودة الاتفاق على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل انتصاراً له على إسرائيل والدول الغربية".


بل يذهب بن مناحيم الى القول بأن "اسرائيل اعترفت بهزيمتها امام حزب ال له في هذا الملف، وأقرت بأن المسيّرات غير المسلّحة التي اطلقها الحزب في اتجاه منصة كاريش، نجحت في تغيير معادلة المفاوضات لمصلحة لبنان".


اما معلق الشؤون العربية في القناة 13 الإسرائيلية، تسفي يحزقلي، فيقول إنّ "إسرائيل تصلّبت خلال المفاوضات مع لبنان إلى أن جاءت تهديدات الحزب فتراجعت، وأدخلت إسرائيل في حالة من الضغط، فهذه التهديدات ستمنع تل أبيب من استخراج الغاز".


وفيما تعترف اسرائيل بانجاز لبنان، يحاول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التقليل منه معتبراً ان "الإتفاق هو نفسه الذي كان منذ 10 سنوات وعنتريات حزب ال له هي للإستهلاك المحلي".


اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فيرى أنّ "إسرائيل خضعت لقوّة حزب ال له في الترسيم، والمسيرات نفعت، والحاجة الغربية للغاز نفعت"، مؤكداً في حديث تلفزيوني أنّ لبنان بحاجة إلى حزب ال له في مجال الدفاع، داعياً للابتعاد عن وضع القرار 1559 في مواجهة سلاح المقاومة والاكتفاء بالدعوة لاستراتيجية دفاعية يكون سلاح المقاومة جزءاً منها.


في غضون ذلك، تساءل رئيس حزب "التّوحيد العربي" وئام وهاب، "هل يخبرنا بعض الخائبين في لبنان عن موقفهم؟"، لافتاً الى أنّ "التّخبّط الإسرائيلي واضح بين الحكومة والمعارضة حول التّرسيم، وهناك اعتراف إسرائيلي واضح بما حقّقه موقف حزب ال له".


اما وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى فرأى ان "الموقف السياسي الموحد، المؤيد بقوة المقاومة، جعل لبنان على موعد قريب مع حقه في ثرواته التي تحت الماء. ليس في الأمر إنتصار فحسب، بل عبرة لجميع اللبنانيين كي يتوحدوا ويحافظوا على المقاومة عنوان قوتهم وسبيلهم إلى نيل حقوقهم وحمايتها".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6