بإنتظار تبديد "شياطين" الاتفاق: ارتياح لبناني.. وتخبط إسرائيلي

زينة أرزوني

2022.10.03 - 05:00
Facebook Share
طباعة

 مع اقتراب موعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، دخل كيان الاحتلال الاسرائيلي سجالاً سياسياً وقانونياً حول الاتفاق.

في المقابل وبفضل الموقف الموحد في لبنان، وعامل القوة المعروف لدى الجميع والدبلوماسية التي استندت على هذين العاملين، فقد بدا لبنان مرتاحاً لهذا الاتفاق، بحسب ما اكد نائب رئيس مجلس النواب ​الياس بو صعب، مشيراً الى أن "الجو إيجابي جدا، وهذا واضح من خلال اعتراف الفريق الآخر أن لبنان نال أكثر من الجانب الآخر باعترافه".

وفي دردشة مع الإعلاميين في مجلس النواب، اكد بو صعب أنه "كان هناك خلاف أساسي قبل أسبوعين من شأنه أن يطيح بالإتفاقية، ولكن هذا الخلاف تبدد خلال الزيارة الأخيرة إلى ​نيويورك​، ولو استمر هذا الخلاف كان لبنان سيرفض هذه الإتفاقية"، لافتاً إلى "أننا مررنا بعدد من النقاط الخلافية واتخذنا الوقت الكامل لحل هذه الخلافات كل على حدة"، مشدداً على أن "لبنان لم يتخل عن أي جزء من حقوقه، ولن يدفع اي تعويضات للعدو الإسرائيلي".

وعن ما إذا كان لبنان سينتظر الموقف الإسرائيلي قبل الافصاح عن موقفه، ذكر بو صعب، أن "ما تقول فول قبل ما يصير بالمكيول"، موضحاً أنه "في آخر صيغة وصلتنا لدينا تعديلات عليها والشياطين تكمن في التفاصيل".

اما الاصوات الرافضة لهذا الاتفاق داخل حكومة الاحتلال ترى فيه خضوعاً لحزب ال له وتخلّياً عن ثروات كان يمكن أن تكون لإسرائيل، وفي مقدم هؤلاء رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو الذي تعهّد عدم الالتزام باتفاق الترسيم في حال عاد إلى رئاسة الحكومة، متهماً حكومة يائير لابيد بالخضوع للتهديدات.

وفي المقابل، يرى تيار سياسي فيه إنجازاً ويوفر للكيان مكاسب اقتصادية، وعلى رأس هؤلاء رئيس الحكومة مدعوماً بموقف الأجهزة الأمنية التي ترى أن معادلة "منصة مقابل منصّة" توفر توازناً في الردع!

لابيد سخر من موقف نتانياهو وتوجه اليه بالقول: "ان إسرائيل تحصل على مئة بالمئة من احتياجاتها الأمنية، ومئة بالمئة من ​حقل كاريش​، وحتى بعض أرباح الحقل اللبناني".

اما السفير الأميركي السابق لدى ​إسرائيل​ ​ديفيد فريدمان​، فقد اشار إلى "أننا أمضينا سنوات نحاول التوسط في صفقة بين إسرائيل و​لبنان​ بشأن حقول ​الغاز​ البحرية المتنازع عليها".

واضاف: أنه "اقترب هذا بشدة من الانقسامات المقترحة بين 55-60 بالمئة للبنان و45-40 بالمئة لإسرائيل، لكن لم يتخيل أحد حينها أن مئة بالمئة سيذهب للبنان وصفر بالمئة لإسرائيل"، وأردف قائلاً: "أحب أن أفهم كيف وصلنا إلى هنا".

ولفت فريدمان إلى أنه "قد أكون مخطئا، لكنني أعتقد أن إسرائيل تحصل على صفر. ما أفهمه هو أن إسرائيل تحصل على عائدات فقط على الحفر داخل أراضيها السيادية، وهذا خارج نطاق النزاع البحري مع لبنان".

وتابع: "بالنسبة للمناطق المتنازع عليها، أفهم أن لبنان يحصل على كل شيء".

وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي عمرو بارليف، علق على تصريحات نتانياهو بالقول: "أنظر بجدية بالغة، كل ما يتعلق بالسياسة​ هو إرباك الجمهور وجعلهم يشعرون بعدم الأمان. لا شك في أن نتانياهو يضر بأمن إسرائيل بتصريحاته غير المسؤولة، كما أنه يجهل التفاصيل ويضلل الجمهور"، مضيفاً: "أننا لن نتخلى عن شبر واحد من السيادة الإسرائيلية".

التخبط داخل اسرائيل بشأن الاتفاق البحري مع لبنان، ظهر مع استقالة أودي أديري المدير العام السابق لوزارة الطاقة والمفاوض الرئيسي في ملف الترسيم، واشارت وسائل اعلام اسرائيلية الى ان إستقالة رئيس وفد التفاوض الاسرائيلي من منصبه كانت الأسبوع الماضي، أي قبل أيام من تقديم الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين اقتراحه النهائي للاتفاق.

وأضافت: إنه "استقال لشعوره بالإحباط من تعامل مكتب رئيس الوزراء مع المحادثات حيث دافع رئيس الوزراء يائير لابيد عن الصفقة أمام منتقديها".

وتابعت: "رد أديري إنه شعر بالإحباط من الطريقة التي أجرى بها مستشار الأمن القومي إيال هولاتا المحادثات بعد نقل المسؤولية إلى مكتب رئيس الوزراء".

في غضون ذلك، ذكرت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصدر مطلع، بأن "المدير العام لوزارة الطاقة​ الإسرائيلية كان في ​باريس​ يوم الاثنين لإجراء محادثات مع شركة "​توتال​ إنرجي"، بشأن تقاسم الأرباح المحتمل من عمليات التنقيب التي تقوم بها الشركة في حقل للغاز الطبيعي قبالة لبنان".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 1