إيطاليا نحو الفاشية، فهل تعمل أميركا على مواجهة هذا الخطر؟

كتب أيمن سفياني - روما

2022.09.26 - 05:26
Facebook Share
طباعة

 يستعيد المراقبون الايطاليون بكثير من الدهشة المذكرات السياسية لعملاء أميركيون كشفوا عن وثائق تؤكد تورط المخابرات الاميركية في تزييف الانتخابات في ايطاليا ابان الخمسينيات و الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وذلك منعا لوصول الحزب الشيوعي الايطالي الى الحكم مع أن ذاك الحزب كانت شعبيته تتجاوز الثلاثين بالمئة من الناخبين في أسوأ الاحوال.

فقد كانت واشنطن تعتبر أن الشيوعية خطر على أوروبا الغربية وبالتالي حاربتها، فهل ستحارب الفاشيين الفائزين في الانتخابات في كل من السويد وإيطاليا يا ترى أم هي التي تعاونهم؟؟

سؤال مطروح على طاولة البحث في ايطاليا حاليا، وأول الاجوبة عليه ستكون في نوعية تصرفات الطبقة السياسية الايطالية المرتبطة إرتباطا وثيقا بالاميركيين، لا بالاتحاد الاوروبي حيث فاز اليمين المتطرف في إيطاليا بقيادة جورجيا ميلوني رئيسة حزب "إخوة إيطاليا" بربع الاصوات. ما يجعل الحزب اليميني الاقدر على تشكيل إئتلاف حكومي يضع" ميلوني" في رئاسة الحكومة. لكن الامور ليست سهلة أمام الفاشيين، فاذا ما قررت الاحزاب المخالفة التوحيد يمكن منع الفاشيين من تسلم الحكم، وهذا لن يتم الا برضى ودعم أميركي. فمع من سيتقف أدوات النفوذ الاميركي في إيطاليا؟

من يشكل الحكومة هو من سيقدم الجواب. فان اصبحت زعيمة حزب الإخوة إلايطالية" رئيسة للوزراء فذاك يعني أن الفاشيين ليسوا خطرا على الاميركيين والعكس بالعكس.

ومثّل تقدّم اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الإيطالية "صدمة" في الشارع الايطالي خصوصه وأنها المرة الاولى التي يصل فيها حزب تعود جذوره إلى الفاشية الجديدة الى نيل فرصة حكم البلاد، للمرة الأولى منذ عام 1945

وفاز حزب الاخوة الايطالية بربع الاصوات في إنتخابات يوم أمس، في حين أنه لم يتجاوز عتبة الاربعة بالمئة من الأصوات في إنتخابات العام 2018. ويعود الفضل في تقدم الحزب الى عوامل عدة أبرزها الشخصية الجذابة لزعيمة الحزب جيورجيا ميلوني (45 عاما).

والى التذمر لدى الإيطاليين المستائين والغاضبين من "إملاءات زعماء الاتحاد الاوروبي ومن غلاء المعيشة وانسداد أفق الشباب الذين توجهوا نحو اليمين المعادي للمهاجرين الذين يحملهم العاطلين عن العمل مسؤولية مشاكلهم.

كما أن خطاب ميلوني المعادي للمسلمين يجتذب المتدينين الكاثوليكي والمتطرفين العنصريين البيض على حد سواء.

تميزت زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف، الذي تصدّر النتائج في الانتخابات التشريعية، بتصريحاتها ومواقفها المثيرة للجدل، فما الذي قالته عن العقيدة والإسلام والمثليين والفاشية وأوروبا والدفاع؟

هذا ما لخصه تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أوردته صحيفة "لوتان" (Le Temps) السويسرية حددت فيه مواقف جورجيا ميلوني من خلال تصريحات متفرقة لها، فهي تقول:

أولا: عن العقيدة

نعم للعائلة الطبيعية لا للوبي المثليين، نعم للهوية الجنسية ولا لأيديولوجية الجندر، نعم للقيم العالمية، للصليب، لا للعنف الإسلامي! نعم لحضارتنا لا لمن يريدون تدميرها!

ثانيا: عن الإسلام

"يا هذا" إذا شعرت أن في الصليب إهانة لك، فهذا ليس المكان الذي ينبغي أن تعيش فيه، فالعالم شاسع وممتلئ بالأمم الإسلامية، وسنحارب أسلمة أوروبا لأننا لا نعتزم أن نصبح قارة مسلمة.

ثالثا: عن المثلية

يقولون إنهم يريدون إزالة الإشارة إلى الأب والأم في الوثائق الرسمية، يريدون منا أن نكون الوالد الأول أو الوالد الثاني من جنس المثليين، أن نكون مواطنين من فئة الرمز "س"، لكننا لسنا رموزا، نحن بشر وسندافع عن هويتنا، أنا جورجيا، أنا امرأة، أنا أم، أنا إيطالية، أنا مسيحية

رابعا: عن الفاشية

أعتقد أن موسوليني كان سياسيًّا جيدًا، وهذا يعني أن كل ما فعله قد فعله من أجل إيطاليا.. لدي علاقة هادئة مع الفاشية، فأنا أعدّها فصلًا من تاريخنا الوطني، ولئن كان موسوليني قد ارتكب جملة أخطاء مثل القوانين العنصرية، ودخول الحرب، ونظامه استبدادي، إلا أنه تاريخيًّا أنجز أيضًا الكثير، لكن ذلك لا يعفيه.

خامسا: عن أوروبا

على أوروبا أن تهتم بالمجالات الرئيسة كالسياسة الخارجية على سبيل المثال، فإيطاليا ستبدأ في الدفاع عن مصالحها الوطنية كما يفعل الآخرون، ومن ثم نبحث عن حلول مشتركة.

سادسا: عن الدفاع

"إخوة إيطاليا" (Fratelli d’Italia) هو الحزب الوحيد الذي نصّ في برنامجه على زيادة الإنفاق العسكري، فالحرية لها ثمن… وإذا قررت أوروبا أن توكل دفاعها إلى الآخرين، فإنها بذلك تتخلى لهم أيضا عن حريتها، لأنه لا أحد يدافع عنك مجانًا

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 9