هل نحن على أبواب صفقة تبادل أسرى مع حكومة الاحتلال، أو ما زالت الصفقة في المرحلة الرمادية، وكل طرف يحاول الضغط على الطرف الآخر، وتهيئة مناخ يلائمه؟! الإجابة عن السؤال بنعم أو لا ربما يملكها قادة من القسام، وتمتلكها حكومة الاحتلال. ونحن نقارب الإجابة لعلنا نستشرف بالمقاربة ما يمكن أن يحدث.
المعلومات الخلفية تفيد بوجود تقدم في ملف التبادل برعاية مصرية، والطرفان يتكتمان خشية ما يتولد عن الفشل من إحباط. هل يمكن القول إن لابيد متحمس لعملية تبادل بغرض تحقيق مكاسب انتخابية؟ الجواب عن السؤال: ربما. ثمة ما يغري لابيد لفعل ذلك، ولكن يده أيضا مكبلة بمواقف الآخرين، وبقيود الكنيست، ومن ثمة يجدر الضغط عليه، وعلى مسؤولي ملف التبادل حتى يتحقق التبادل.
قادة القسام يدركون ما يجري في ساحة العدو، بل هم على علم بما يجري في فكر قادة الجيش والمسؤولين عن ملف التبادل، لذا فإن كل صورة، وكل تصريح هو نتاج هذه المعرفة، ويتم توظيفه لخدمة الصفقة في التوقيت المناسب.
في اعتقادي أن الإجراءات الخفية في هذا الملف تجاوزت قليلا المنطقة الرمادية، ولكنها لم تبلغ المنطقة الخضراء، وإن الملف يحتاج لجهود مصرية أكبر، ليصل الملف إلى عتبة التنفيذ. والتبادل أمر طبيعي، ولكن العدو يعمل على تعقيد إجراءاته ومضامينه، ليحبط مبدأ خطف الجنود وأسرهم لدى قادة المقاومة، وليعمق درجة الإحباط أيضًا عند أسرى شعبنا في سجونه. لعبة العدو يعرفها من نجحوا في صفقة وفاء الأحرار.
المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبّر عن رأي كاتبه فقط