إنقاذ قرابة 700 مهاجر خلال 48 ساعة بينهم رضيع

2022.07.25 - 09:34
Facebook Share
طباعة

 تستمر السفن الإنسانية العاملة في المتوسط بإنقاذ أرواح مئات المهاجرين، فخلال ثماني عمليات منفصلة أنقذت سفينتي "سي ووتش3" و "أوشن فايكنغ" أكثرمن 700 شخص بينهم أكثر من 100 قاصر ورضيع واحد، كانوا على متن قوارب تعاني من صعوبات ملاحية في عرض البحر المتوسط.

مع تحسن الأحوال الجوية، تستمر عمليات عبور المهاجرين البحر المتوسط عبر قوارب قديمة متهالكة ومكتظة، في ظروف سيّئة، غالبا بدون سترات نجاة ومع القليل من الطعام وتحت أشعة الشمس الحارقة. فيما تواصل المنظمات غير الحكومية بإنقاذ مئات من هؤلاء المهاجرين الفارين من الفقر أو القمع والطامحين إلى حياة أفضل في أوروبا وذلك رغم الموت المحتمل المتوسط.

فيومي السبت والأحد 23 و24 تموز/يوليو، تلقت سفينتي الإنقاذ "أوشن فايكينغ" و"سي ووتش3" نداء استغاثة عبر منصة "هاتف إنذار"، بوجود قوارب في المتوسط على متنها مهاجرين تعاني من صعوبات في عرض البحر، فتوجهت سفن الإنقاذ للقيام بمهماتها.

في تغريدة على تويتر، أعلنت منظمة "أس أو أس ميديتيرانيه"، المشغلة لسفينة "أوشن فايكينغ"، عن تنفيذ الأخيرة ثلاث عمليات إنقاذ مختلفة.

الأولى لقارب على متنه 87 شخصا بينهم 57 قاصرا غير مصحوبين بذويهم، كانوا على متن "قارب مطاطي مكتظ مهدد بالخطر في المياه الدولية قبالة ليبيا" كما جاء في التغريدة، ولم يكن لدى أي منهم سترات نجاة.

 أنقذت السفينة في عملية ثانية 108 مهاجرين بينهم العديد من النساء والأطفال، كانوا على متن قارب مكتظ في ظروف مماثلة للعملية الأولى. حيث كانوا يشعرون بالإرهاق بعد قضاء ساعات في البحر تحت أشعة الشمس.

أما الثالثة فكانت لقارب على متنه 73 شخصا بينهم رضيع يبلغ عاما واحدا. ولفتت المنظمة في بيان إلى أن "268 شخصا أصبحوا الآن على متن أوشن فايكينغ". بما في ذلك أكثر من 100 قاصر غير مصحوبين بذويهم.

 في سياق مماثل ، أكدت منظمة "سي ووتش" (Sea-Watch) الألمانية غير الحكومية على حسابها على تويتر إن سفينة الإنقاذ التابعة لها "سي ووتش 3"، العاملة في المتوسط نفّذت خمس عمليات إنقاذ يومي السبت والأحد.

فصباح السبت أنقذت السفينة في عمليتها الأولى 106 أشخاص كانوا على متن قارب خشبي مكتظ، وبعد ساعات تم إنقاذ 99 شخصا كانوا على متن قارب مطاطي.

العملية الثالثة، أغاثت خلالها 113 شخصا بينهم امرأة حامل مع طفلها المريض الذي كان يعاني من حروق شديدة، حضر الطاقم الطبي عبر مروحية خاصة لعلاج المصابين.

أما في العملية الرابعة فقد تم إنقاذ أكثر من 100 شخصا، وصباح الأحد أنقذت السفينة 16 شخصا.

بالمحصلة أنقذت السفينة "444 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وامرأة حامل في الشهر التاسع، ومريض يعاني من حروق شديدة"، وأضافت المنظمة الألمانية في تغريدة على تويتر، أنه تم نقل المهاجرين إلى مكان آمن، وأنهم "يعالجون الآن من قبل الفرق الطبية"، كما أن "السفينة تبحث عن ميناء آمن للنزول إلى اليابسة".

وسفينة "سي ووتش 3" التابعة لمنظمة ألمانية غير حكومية تحمل الاسم نفسه، تبحر في منطقة البحث والإنقاذ قبالة السواحل الليبية منذ عام 2017، لإغاثة المهاجرين الذين يغادرون سواحل أفريقيا على متن قوارب متهالكة ومكتظة.

وعبر البحر الأبيض المتوسط الذي تعتبره المنظمة الدولية للهجرة من أخطر طرق الهجرة في العالم، وصل 34 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام الجاري وحتى 22 تموز/يوليو، بالمقارنة مع 25,500 خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، و10,900 في 2020، بحسب وزارة الداخلية الإيطالية. كما تقدر الوكالة التابعة للأمم المتحدة عدد الوفيات والمفقودين في هذه المنطقة بـ990 منذ بداية العام الحالي.

 تتزامن هذه الزيادة الموسمية في عدد المهاجرين إلى إيطاليا خلال فصل الصيف هذا العام مع اضطراب المشهد السياسي الايطالي، خصوصا بعد استقالة رئيس الوزراء ماريو دراغي التي نجمت عن عدم تعاون أطراف عديدة في حكومته.

كما تخشى منظمات غير حكومية ومتابعون لشؤون الهجرة عبر المتوسط من ارتفاع عمليات مغادرة المهاجرين لسواحل شمال أفريقيا، خاصة من ليبيا وتونس، مع تحسن الأحوال الجوية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلدان التي يحاولون الهرب منها.

ويشار إلى أن السفن الإنسانية تغطي جزءا محدودا جدا من البحر الأبيض المتوسط. إن وجود هذه المنظمات غير الحكومية بعيد كل البعد عن أن يكون ضمانا لإغاثة المهاجرين الذين يرغبون في محاولة العبور من الساحل الأفريقي. تمر العديد من القوارب دون أن يلاحظها أحد في عرض البحر، كما تغرق العديد من القوارب دون أن يتم اكتشافها. لا يزال البحر الأبيض المتوسط اليوم أكثر الطرق البحرية خطورة في العالم.


 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10