ملف الترسيم يعود الى الواجهة والحزب يدخل على الملف بحذر وجدية

زهراء احمد- وكالة أنباء آسيا

2022.06.20 - 08:16
Facebook Share
طباعة

 يمر لبنان اليوم بمرحلة حساسة امام عدة استحقاقات اولها، استئناف الترسيم ، والثاني بيان موقف رسمي موحد من الرئاسات الثلاث بعد زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، ولقائه بأركان الدولة في محاولة للتوسّط بين لبنان وإسرائيل لحل النزاع القائم حول الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية في جنوب لبنان.


وقد تلقى هوكشتاين أجوبة من رئيس الجمهورية ميشال عون حول الأفكار التي كان قد حملها معه في زيارته السابقة للبنان وتعامل معها على أنها تشكّل أرضية صالحة لمعاودة المفاوضات غير المباشرة بين البلدين ووعد بأنه سوف يقوم بإيصال كل المطالب.


وتأتي زيارة الوسيط الأميركي لإيجاد صيغة تفاهم لتخفيف التصعيد بين إسرائيل ولبنان بعد دخول الباخرة اليونانية ومباشرتها التنقيب عن الغاز والمشتقات النفطية في المنطقة المتنازع عليها ودخول الحزب على خط التفاوض الذي بيّنه أمينه العام في كلمته الأخيرة ، والتي احتوت على التهديد واختلف استراتيجياً عن موقفه السابق واكتفى بأنه لن يتدخل في هذا الأمر، وهو يقف خلف الدولة في مباحثات الترسيم لتحصيل حقوق لبنان الاقتصادية والاستفادة منها.


واظهر وبشكل واضح بأنه مهتم لهذا الأمر من خلال عدة اجراءات اتخذها وكانت ملفتة للنظر أولها تكليف النائب السابق نواف الموسوي بترأس لجنه بملفّ الحدود البحريّة وعمليّة الترسيم بالإضافة إلى تنسيق المواقف مع القوى السياسية والإجراء الآخر هوتغطية رئيس الجمهورية واعطائه دعماً كاملاً بتولي مسؤولية التفاوض والتفاهم على ملف الترسيم . وكذلك استخدام ورقة التلويح بالرد على إسرائيل عسكرياً في حال استمرارها بأعمال التنقيب والاستخراج بمقابل الفيتو المفروض على لبنان في استخراج ثروته من الغاز والبترول، وهذه الموضوع الذي طالما دافع عنه أمام خصومه الذين استخدموا شعار نزع السلاح كدعاية ضده اليوم فرض الحزب بقوة ورقة السلاح ، واعتبرها السبب الأساسي الذي من أجله جاء الموفد الأميركي وحتى رفع سقف الخطاب التصعيدي من إسرائيل والتلويح بحرب مدمرة على لبنان يرتبط بشكل أساسي على المفاوضات
للضغط على إنجازها، وان إسرائيل من مصلحتها انجاز ملفات الترسيم وهي ليست مستعدة لحرب في المنطقة . وكذلك تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون منطقة البحر المتوسط آمنة لتمرير الغاز إلى اوروبا.


لذلك تلقفت القوى اللبنانية هذه النقطة للضغط على العدو الاسرائيلي والحصول على كامل مكتسباتها وحتى من يختلف مع الحزب لم يتخذ اي موقف قوي ولافت ضد تهديداته الأخيرة ولم يستنكر من تشكيل لجنه تابعه له لمتابعة هذا الملف ، لأنهم يدركون أنها نقطة وان اختلفوا عليها الا انها تصب في مصلحة الملف التفاوضي وورقة ضغط محورية.


الخبير العسكري والاستراتيجي عمر معربوني أدلى لوكالة آسيا بعد سؤاله عن رؤيته لأسباب دخول الحزب بشكل مباشر على ملف الترسيم فأجاب انه ( لابد من الإشارة إلى تحولات كبيرة دخلت على خط المسألة المرتبطة بترسيم الحدود البحرية والسبب بهذه التحولات استقدام العدو الإسرائيلي لباخرة يونانية لاستخراج النفط من حقل كاريش، وفي الأساس ومنذ فترة ليست بالقصيرة أعلنت قيادة الحزب أنها تنتظر وجهة نظر وموقف الحكومة اللبنانية بما يرتبط بمسالة الترسيم والمفاوضات في شقيها التقني والسياسي . وفي الأساس هذه المفاوضات هي غير مباشرة برعاية أمريكية الذي اثبت انه وسيط منحاز للجانب الإسرائيلي من خلال مواقفه وتصريحاته وسلوكه على هذا الأساس ارتأت قيادة الحزب ان يكون لديها اطلاع أوسع وادق على هذا الملف ، وبالتالي اتجهت الامور الى تعيين النائب الموسوي مع فريق يعمل معه لمواكبة الملف، لأن المسأله لا ترتبط فقط بالمستجدات المتعلقة بحقل كاريش والسفينة اليونانية، فالموضوع ابعد من هذا ويرتبط بمجمل الملف المتعلق بالغاز والنفط سواء في البحر أو اليابسة.


وبالتالي أعتقد أن هذه المسألة هي خطوة مهمة جدا تدخله على خط الملف بشكل مباشر والهدف منها التأثير في حيثيات ومضامين هذا الملف، انطلاقاً من قاعدة البيانات التي ستتشكل بنتيجة المتابعة السياسية والتقنية من خلال مسؤول هذا الملف.
لأن دخوله رسمياً على خط ترسيم الحدود كان لاستدارج الوساطات الدولية للحل لا سيما ان واشنطن بعثت رسائل في اكثر من اتجاه عن رغبتها بالتهدئة، وايجاد حل نهائي لهذا الملف ( بعد أن كشفت مصادر دبلوماسية عن ان واشنطن طلبت سابقاً عبر الفرنسيين وغيرهم الجلوس مع الحزب للتفاهم حول الملف النفطي وترسيم الحدود البحرية وان دخوله بهذا الشكل ملوحاً باستخدام القوى للدفاع عن ثروة لبنان البحرية هو من حرك المياه الراكدة في المنطقة. لذلك فإن المراقبين يرون بأن هذه الخطوة كانت في مصلحة الحكومة اللبنانية وان لبنان ليس لديه ما يفاوض عليه سوى ورقة المقاومة التي فرضها الحزب بقوة بوجه إسرائيل).

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8