روسيا تحشد آلاف الجنود للسيطرة على سيفيرودونيتسك

2022.06.19 - 01:43
Facebook Share
طباعة

 دفع الجيش الروسي بأعداد كبيرة من قوات الاحتياط باتجاه مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية في لوغانسك شرقي أوكرانيا، في المقابل أعلن الجيش الأوكراني إسقاط صاروخين روسيين في محيط العاصمة كييف.

يأتي هذا في وقت يواصل فيه الجيش الروسي ضرب البنية التحتية العسكرية الأوكرانية في مختلف أرجاء البلاد خصوصا في جبهة إقليم دونباس (شرق) المكون من مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.

وأفاد مراسل الجزيرة في إقليم دونباس -نقلا عن مصادر عسكرية أوكرانية- بأن المنطقة الصناعية، خصوصا مصنع آزوت في مدينة سيفيرودونيتسك، ما زالت تتعرض لقصف روسي شديد من دون توقف، مشيرا إلى أن القصف دمّر أحد مداخل المصنع ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي.

وقال حاكم مقاطعة لوغانسك الأوكرانية سيرغي غايداي إن روسيا بدأت إرسال أعداد كبيرة من قوات الاحتياط إلى سيفيرودونيتسك من مناطق قتال أخرى، وذلك في محاولة للسيطرة الكاملة على المدينة الواقعة على خط المواجهة في شرقي البلاد، وآخرِ معقل مهم للجيش الأوكراني في لوغانسك.

ووصف غايداي الوضع في سيفرودونيتسك بأنه صعب جدا وأن المسيّرات الروسية تحلق فوق مصنع آزوت على مدار الساعة، وهو ما يساعد المهاجمين على ضبط اتجاهات قصفهم بسرعة مع تغير المواقع الدفاعية للقوات الأوكرانية داخل المنطقة الصناعية.

وأضاف أن مدينة ليسيشانسك المحاذية لسيفيرودونيتسك تتعرض لقصف مستمر، واصفا تدمير مباني المدينة بسرعة جراء القصف الروسي بأنه يشبه الانهيار الجليدي.

قصف روسي
وفي مقاطعة دونيتسك المجاورة، قال عمدة مدينة دونيتسك أليكسي كوليمزين إن القصف الذي تعرضت له المدينة أمس السبت أدى إلى مقتل موظفين من خدمة الطوارئ.

وذكر مراسل الجزيرة أن القصف استهدف مباني سكنية ورسمية عدة في المدينة، وأدى إلى وقف خدمات النقل وقطع المياه عن آلاف السكان.

في المقابل، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن القوات الروسية دمرت منشآت لتكرير النفط ومستودعات لتخزين الوقود مخصصة لإمداد القوات الأوكرانية في منطقتي كريمنتشوك وليسيتشانسك بإقليم دونباس.

وأضاف المتحدث أن صواريخ عالية الدقة دمرت 4 مدافع من طراز هاوتزر "إم- 777" أميركية الصنع و12 مربضا لوحدات المدفعية التابعة للقوات الأوكرانية، بالإضافة إلى 4 منظومات لراجمات الصواريخ غراد في مناطق أفدييفكا، وكيراميك، وجيلانويه.

وقالت قيادة العمليات الجنوب الأوكرانية إن 6 صواريخ روسية استهدفت مدينة ميكولايف جنوبي البلاد مساء السبت، أُسقط منها صاروخان، في حين انفجرت الصواريخ الأربعة الأخرى في أكثر من موقع من المدينة.

زيلينسكي في ميكولايف
وفي سياق متصل، قالت القوات المسلحة الأوكرانية إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي بحث مع القيادة الإقليمية لميكولايف، خلال زيارته للمدينة، التهديدات التي تتعرض لها ميكولايف من البر والبحر والوضع في جزيرة زِميني.

وأوضح أن الاجتماع ناقش الدعم اللوجستي لمجموعة قوات بريموري واحتياجاتها الدفاعية إلى جانب الوضع الزراعي واستعادة إمدادات المياه في المقاطعة.

وهذه هي الزيارة الثالثة لزيلينسكي خارج العاصمة (كييف) منذ بداية الحرب وذلك بعد زيارته منطقتي خاركيف وزاباروجيا.

بدوره، كشف رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف عن تعرض الرئيس الأوكراني لـ5 محاولات اغتيال منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال دانيلوف لصحيفة "ذا غلوب آند ميل" (The Globe and Mail) الكندية إن جميع محاولات اغتيال زيلينسكي جرت في أواخر فبراير/شباط وأوائل مارس/آذار، من دون أن يكشف عن تفاصيلها.

مساعدات غربية
دوليا، نقل موقع "بوليتيكو" (POLITICO) عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لا تزال تدرس جميع الخيارات في دعم أوكرانيا عسكريا، وإن قرار إرسال 4 قاذفات صواريخ ليس نهائيا.

وأضاف المسؤول العسكري أن إسهامات الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا تتم بالتشاور مع الحلفاء والشركاء، وأن القرار سيستند إلى احتياجات أوكرانيا العاجلة.

وقال كبير المفاوضين الأوكرانيين ديفيد أراخاميا -لموقع بوليتيكو- إن كييف تحتاج إلى أن تكون قادرة على تدمير أنظمة الدفاع الجوي الروسية من على بعد مئات الأميال، حتى تتمكن القوات الأوكرانية من استخدام طائرات من دون طيار وأسلحة أخرى دون التخوف من إسقاطها.

حرب طويلة
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية، إن الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا قد تستغرق سنوات، مضيفا أن تزويد القوات الأوكرانية بأحدث الأسلحة من شأنه أن يزيد من فرص تحرير منطقة دونباس من السيطرة الروسية.

وكان الأمين العام للناتو قال في وقت سابق إن من المتوقع موافقة قمة الحلف المرتقبة في مدريد على حزمة مساعدات لأوكرانيا تنقلها من من أسلحة الحقبة السوفياتية إلى عتاد الحلف الذي يتسم بمواصفات قياسية.

وفي بريطانيا قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن ما وصفها بإخفاقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تعني أنه ستكون لديه الحكمة في التراجع.

وأضاف في مقال بصحيفة "التايمز" (Times) البريطانية أن بلاده والدول الغربية بحاجة إلى تهيئة نفسها لخوض حرب طويلة الأمد.

وقال جونسون إن كل شيء سيعتمد على إمكانية تعزيز أوكرانيا لقدرتها على الدفاع عن أراضيها على نحو أسرع من تجديد روسيا لقدرتها على الهجوم.

الحوار مع بوتين
صرح المستشار الألماني أولاف شولتز، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، بأن من الضروري إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدا حرصه على مواصلة ذلك.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن بلاده حريصة على أن تتمتع أوكرانيا بالديمقراطية والاستقلال والسيادة بشكل يضمن قدرتها على حفظ أمنها وسِلمها، مشددا على أن شحنات الأسلحة الثقيلة التي تعهدت بها بلاده ستصل إلى أوكرانيا في الوقت المناسب.

دبلوماسيا، قال رئيس المجموعة التفاوضية الأوكرانية ديفيد أراخاميا إن المفاوضات بين موسكو وكييف قد تُستأنف أواخر أغسطس/آب المقبل في تركيا بمشاركة الأمم المتحدة.

وأضاف كبير المفاوضين الأوكرانيين أن الحد الأدنى المقبول لأي اتفاق مع الروس هو طردهم أو انسحابهم طواعية إلى حيث كانوا قبل 24 من فبراير/شباط، وفق تعبيره.

وأشار إلى أنه ليس من المنطقي عقد مفاوضات بشأن عبور السفن من الموانئ الأوكرانية ما لم تبتعد السفن الروسية من شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول.

في المقابل، جدد رئيس الوفد الروسي للمفاوضات مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي موقف بلاده بأن شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس لا يشكلان محورا للنقاش في المفاوضات مع أوكرانيا.

وشدد ميدينسكي في تصريحات صحفية على أن القرم جزء من روسيا ومكرّس في الدستور.

وأضاف ميدينسكي أن إرادة روسيا وموقفها من دونباس لم يتغيرا أيضا وأن سكان الإقليم يريدون تقرير مصيرهم.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 10