كشف شيخ عام قبيلة البقارة " نواف راغب البشير " عن تعزيز أمريكا لقواتها المتواجدة في مناطق الشرق والشمال الشرقي السوري ، عبر إعادة دعم قاعدتها في "خراب عشق" الواقعة غرب مدينة " عين عيسى) بريف الرقة الشمالي .
وأوضح " البشير " أنّ السلوك الأمريكي لايوحي بأي توجه لحلٍ ما في الوضع السوري ، خصوصاً إذا ما أخذنا ما جرى بالنسبة لما يُسمى " الائتلاف السوري" مؤخراً في تركيا ، إذ تم تحييد كافة الجهات الدوليّة والإقليميّة المؤثرة فيه ، ليُصبح أداةً تركيّة خالصة فيما خصّ الشأن السوري ، لافتاً لمخاطر ماتخطط له في الشمال عبر مسعاها لإقامة وحدات سكنيّة لإيواء اللاجئين السوريين لديها ، ومنهم عناصر من التنظيمات المسلّحة السورية المدعومة من قبلها ، وكل ذلك يأتي ضمن خطط تغيير " ديمغرافي" تضمن لها تقطيع أوصال التواجد الكردي جغرافياً ، وفي الآن ضمان استمرار دورها في صياغة مشهد الحل في سورية ، إذا ما قُدّرتوافق دولي ما حوله ، مُعرباً عن مخاوف بهذا الصدد في ظل فوضى التوازنات الجارية الآن على مستوى العالم .
لا يُرجح الشيخ " البشير " حلولاً في الراهن ، لاسيما بشأن التواجد الأمريكي في الشرق السوري ، " بات لأمريكا حسابات جديدة بعد اندلاع الحرب الروسيّة
مع أوكرانيا ، هي تعمل وفق قاعدة تجميع أوراق قوة لتفاوضاتها مع القوى العالميّة ومنها " روسيا" ، وأعتقد أنّ العدوان الجوي الأخير الذي استهدف منطقة " حويجة كاطع " ، التي لاتبعد أكثر من 500م عن موقع الجسر المؤقت ، والذي افتتحه رئيس الحكومة مؤخراً كرسالة ما من قرار سوري للعبور نحو منطقة الجزيرةالمُحتلة ، خصوصاً أنّه تجري منذ أشهر دراسات فنيّة لتأهيل جسر " حطلة " ، أو مايُعرف بجسر " السياسّة ، الرابط بين مركز المحافظة مدينة دير الزور والريف الشمالي ، علماً أنّ أمر التأهيل خدمي اقتصادي للتخفيف من معاناة الأهالي في التنقل ، ولانسيابية دخول البضائع ومختلف الخدمات بين ضفتي الفرات " ، وأضاف : " يُضاف لذلك انقسامات الكرد ، لاسيما وكما يبدو فإنّ قرارهم يُسيطر عليه قادة حزب العمال "pkk"
الذي يعمل برؤية مشروع كردستان الكبرى ، ولاننسى وسط ذلك الدور الإسرائيلي في استمرارالأزمة السورية ، في مسعى منها للوصول لبوليصة تأمين لوضعها كنتيجة لقلقها من الوجود الإيراني في سورية" ويرى مراقبون أنّ الخطوات الأمريكيّة لا تشي سوى بمزيد التوترات لحين انجلاء بوصلة مصالحها في هذه المنطقة ، خصوصاً والصراع على أشده كما في " أوكرانيا" مع روسيا ، وربما لاحقاً مع الصين ، رغم أنّ ذلك جارٍ وإن بصمت ، مُضافاً لذلك صراعها مع إيران.
يشار إلى أن الحضور العسكري الأمريكي يتفاوت ما بين قواعد ذات طبيعة ارتكازية ونقاط عسكرية تتركز في منطقة الجزيرة بدير الزور والحسكة والرقة وهي 7 قواعد تتوزع ضمن محافظة الحسكة في كلٍ من رميلان ، والمالكية ، وفي مدينة الحسكة، وتل بيدر ، وخراب عشق التي أعيد تفعيلها حالياً في الرقة ، إضافةً لقواعده بدير الزور في حقل غاز " كونيكو " ، حقل العمر النفطي .. وغيرها ، ناهيك عن قاعدته بمنطقة التنف قرب الحدود مع العراق والأردن ، و قاعدة " الزكف " التي تبعد نحو 70 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من " التنف" .