بين مطرقة الجفاف وسندان الاحتلال الأمريكي و"قسد" .. خبز السوريين بخطر

أنس السليم - الحسكة

2022.05.21 - 08:11
Facebook Share
طباعة

لجأ جميع فلاحي ومزارعي الجزيرة السورية التي تعتبر سلة غذاء البلاد وعاصمة القمح إلى تضمين أرضيهم الزراعية المزروعة بمحصولي القمح البعل والشعير البعل ( بيعها لمربي المواشي والأغنام) وذلك مع شح الأمطار في هذا الموسم وللموسم الثاني على التوالي بعد فقدان الأمل بجنيها وسط خطر يهدد الأمن الغذائي للسوريين مع توقعات بأرقام لكميات الإنتاج تعادل اقل من ربع كميات الإنتاج من القمح السنوية.

 

ودفعت الظروف المناخية الصعبة المزارعين إلى تضمين المحاصيل على اختلاف مساحتها إلى أصحاب المواشي بأسعار زهيدة في محاولة منهم لتغطية مصاريف البذار والفلاحة ، ما يجعل الجزيرة السورية تواجه خطر الجفاف والتصحر نتيجة الاحتباس المطري، مع تحول نحو80% من حقول القمح إلى مراع للمواشي بسبب قلة المياه مع استمرار الدولة التركية منذ أكثر من عام و شهرين بحبس مياه نهر الفرات.

ووجد مربي المواشي في عمليات تضمين الأراضي الزراعية متنفساً كبيراً لهم ولمواشيهم نتيجة ارتفاع أسعار المواد العلفية في الأسواق المحلية نتيجة تحكم المسلحون الموالون للجيش الأمريكي ،ميليشيا "قسد"، في عمليات البيع والشراء وتصديرها وسرقتها باتجاه مناطق خارج الحدود ، وأهمها أسواق إقليم شمال العراق ( كردستان العراق ) بمباركة وبتوجيهات أمريكية ضمن ما يسمى قانون "قيصر".

 

توقعات متدنية

من جانبه أكد مدير مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي الحكومية بالحسكة المهندس علي خلوف الجاسم أن كامل المساحة المزروعة بالقمح البعل والبالغة 243 ألف و500 هكتار خرجت من الإنتاج بسبب الظروف المناخية الصعبة وانحباس الأمطار، وبالتالي فهي غير قابلة للحصاد.

وأوضح الجاسم لــ "أسيا" أن المساحات المروية البالغة 95 ألف و200هكتار بحالة جيدة، أما بالنسبة لمحصول الشعير فهو الآخر خرجت كامل المساحة المزروعة والبالغة 250 ألف هكتار عن الإنتاج بسبب الظروف نفسها أما الشعير المروي، فهناك مساحة 132 ألف هكتار بحالة جيدة.

وحول تقديرات الإنتاج الأولية بيّن مدير الزراعة أنه يتوقع إنتاج 250 ألف طن من القمح المروي و150 ألف طن من الشعير المروي، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجان التسويق في الدوائر الزراعية كما تم تأمين مجلدات مناشىء التسويق.

 

وتيرة الاستعداد

مع ارتفاع وتيرة الاستعدادات من قبل الفلاحين و المزارعين في منطقة الجزيرة السورية ،للبدء بعمليات حصاد محصول القمح المروي ، أصدرت ميليشيا "قسد" قراراً عممته على جميع الفلاحين في مناطق سيطرتها شمال وشمال شرق سوريا بضرورة تسليم محصول القمح لها حصراً ومنع بيعه لمراكز الدولة السورية، لترتفع معه وتيرة التنافس بين الطرفين لظفر بلقمة خبز السوريين.
ونشرت "الإدارة الذاتية الكردية " التي تقودها ميليشيا "قسد" تعميماً على صفحتها الرسمية في “الفيسبوك”، أن "الإدارة ستتاخذ بعض الإجراءات بحق المزارعين المخالفين من بينها إلغاء الترخيص الزراعي للمزارع المخالف سواء كان مالكاً أو مستأجراً " ، وبحسب التعميم أن "المزارع سيفقد حقه بأي دعم مقدم من لجنة الزراعة والري وإلغاء الترخيص للموسمين الصيفي والشتوي للعام الجاري وإلغاء الدعم المقرر له".

وكشفت مصادر محلية مطلعة بمحافظة الحسكة السورية لــ "وكالة أنباء أسيا" بان قيادة ميليشيا "قسد" عممت على جميع الحواجز العسكرية التابعة لها بجميع مسمياتها في مناطق سيطرتها شمال وشمال شرق سوريا بمصادرة أي كمية قمح يتم شحنها بجميع أنواع الآليات إذ لم تكن تحمل ورقة منشأ زراعي أو ترخيص من قبل ما يسمى "هيئة الزراعة والاقتصاد" التابعة لــ"للإدارة الذاتية الكردية" وذلك لمنع وصول أي كميات من القمح إلى المركز الحكومية السورية في مدينة القامشلي من مناطق سيطرتها.

 

مراكز واستعدادات حكومية

وفور صدور قرار وبتوجيه من الرئيس بشار الأسد من المؤتمر السنوي للحبوب برفع سعر شراء كيلوغرام القمح من الفلاحين إلى 1700 ليرة سورية مع منح مكافأة 300 ليرة لكل كيلو غرام يتم تسليمه من المناطق الآمنة بحيث يصبح سعر الكيلو غرام 2000 ليرة إضافة إلى منح مكافأة 400 ليرة لكل كيلوغرام يتم تسليمه من المناطق غير الآمنة ليصبح سعر الكيلو غرام 2100 ليرة.

أعلن فرع المؤسسة السورية للحبوب في محافظة الحسكة ( فرع القامشلي ) بانجاز الإجراءات اللازمة لاستقبال القمح من الفلاحين في ثلاثة مراكز تسويق حكومية في مدينة القامشلي حصراُ وهي ( الثروة الحيوانية وجرمز والطواريج) وذلك بسبب خروج جميع المراكز الحكومية عن السيطرة والتي كانت تبلغ 46 مركزاً في المحافظة.

وحول الاستعدادات للحصاد والتسويق ومنغصات والصعوبات ، بين مدير فرع المؤسسة السورية لتجارة وتصنيع الحبوب في محافظة الحسكة عبد الله العبد الله لــ "لوكالة أنباء أسيا" بان أهم الصعوبات التي تواجه عمليات شراء الأقماح من الفلاحين في الجزيرة السورية وهو منع ميليشيات "قسد" والاحتلال الأمريكي الفلاحين والمنتجين من تسويق محاصيلهم إلى مراكز الشراء الحكومية بالإضافة إلى سيطرتهم واستيلائهم على المطاحن العامة في مدينتي الحسكة و القامشلي ما يجعل لقمة عيش السوري بخطر كبير.

وتابع العبدالله على أن افتتاح المراكز سيكون في الأول من حزيران القادم أما بالنسبة للأقماح القديمة من المواسم السابقة فسيتم استقبالها قبل أسبوع من الموعد المحدد لافتتاح المراكز مع وجود رصيد فرع المؤسسة من أكياس الخيش حالياً يبلغ مليوناً و537 ألف كيس ، حيث تم تجهيز ساحات التخزين وتوزيع الكوادر الفنية والمحاسبة على مراكز الشراء لتسهيل الإجراءات أمام المنتجين كما يتم حالياً العمل على تأهيل صويمعة مركز حبوب الطواريج بالتنسيق مع المحافظة عبر المنظمات الدولية ويتم التجهيز لمطحنة في مركز جرمز بطاقة إنتاجية 30 طناً يومياً.

وكانت اللجنة الفرعية لتسويق الحبوب في محافظة الحسكة الإجراءات اللازمة لتسهيل عمليات التسويق مؤكدة حرص الحكومة على استلام كامل إنتاج الفلاحين من القمح خلال الموسم الحالي خصوصا مع رفع سعر شراء القمح ودورها في تشجيع الفلاح على تسليم كامل إنتاجه من القمح إلى مراكز الشراء المعتمدة من قبل المؤسسة السورية لتجارة الحبوب.

 

مراكز "قسد"

بدورها أعلنت ما تسمى "شركة تطوير المجتمع الزراعي في الإدارة الذاتية الكردية"، إلى أنّهم وضعوا خطة لشراء كامل إنتاج شمال وشرق سوريا من مادتي القمح والشعير، وستُفتتح مراكز الشراء بمحافظة دير الزور والرقة والطبقة ومنبج وعين العرب (كوباني ) بريف حلب في العشرين من هذا الشهر، أما مراكز الجزيرة ( محافظة الحسكة) فسيتم افتتاحها في الثامن والعشرين من أيار.

وقالت مصادر مقربة من "قسد" لــ "وكالة أنباء أسيا" على ان يتم التسليم والنقل بموجب شهادة منشأ وان يكون شراء القمح اما دكمة و مشول ،ونوّهت المصادر لضرورة الالتزام بالمركز المحدد بحسب شهادة المنشأ :"يجب الالتزام بالمركز المحدد بالشهادة وبخط السير المحدد للآلية، وأي خروج عن هذا الخط تقوم الجهات المختصة ( القوات العسكرية)بحجز الآلية وتسليمها لأقرب مركز شراء ويمنع تحرّك أي آلية تحمل مادة القمح بدون شهادة منشأ"

وتابعت المصادر لن يكون هناك أي عمليات رفض للأقماح إلا في حال تجاوزها الحد الأقصى لمقاييس الشراء، والتي وضعت بطريقة معينة، حيث يتم استقبال كامل إنتاج القمح بشمال وشرق سوريا وسيكون هناك خفض بنسبة الحسميات بالدرجة الرابعة
وأضافت المصادر سيتم صرف قيم الكميات المشتراة من القمح والشعير خلال مدة عشرين يوم، أما تسعيرة شراء مادتي القمح والشعير فتم مناقشتها ودراستها على مستوى الإدارات ورفعت بمقترحات إلى هيئة الزراعة والري، وستصدر خلال الأيام القليلة القادمة وستكون مُرضية للأخوة الفلاحين وتتناسب مع تكاليف الإنتاج ونسبة مقبولة من الربح.

وكانت ميليشيا"قسد" قامت بإجبار الفلاحين والمزارعين على بيع محاصيلهم له وبأسعار قليلة جداً ، خلال الموسمين الماضيين حيث وصلت الكميات المشتراة إلى أكثر من 800 ألف طن ، حيث تم بيعها وسرقتها بالتعاون مع الاحتلال الأمريكي باتجاه دول الجوار وحرمان الشعب السوري منها تطبيقاً لقانون "قيصر " الأمريكي - الغربي الجائر.

ولم تحدد "الإدارة الذاتية" تسعيرة شراء محصول القمح من المزارعين حتى الآن،والعام الماضي، حددت "الإدارة الذاتية الكردية" تسعيرة شراء القمح من المزارعين ١١٥٠ ليرة سورية للكيلو غرام الواحد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5