توقيف رجل أعمال لانتهاك حقوق عمال مهاجرين

2022.05.11 - 08:30
Facebook Share
طباعة

 أعلنت السلطات الإسبانية عن توقيف رجل أعمال في جزر البليار بتهمة استغلال عمال مهاجرين وإجبارهم على العمل في ظروف غير إنسانية. محكمة بالما ستنظر في التهم الموجهة لصاحب الشركة، الذي وعد العمال بدوامات عمل ثابتة وأجور جيدة نسبيا وتسجيلهم في الضمان الاجتماعي. وكثرت مؤخرا الشكاوى الصادرة في إسبانيا حيال الظروف غير الإنسانية التي يعانيها العمال المهاجرون، خاصة من يعملون في قطاع الزراعة، وسط مطالبات بضرورة ضبط ذلك القطاع وتوفير أدنى المقومات والحماية للعاملين في ذلك المجال.

"مصائب قوم عند قوم فوائد"، بهذا المثل العربي القديم يمكن عنونة مشاهد الاستغلال اليومية التي يتعرض لها مهاجرون في عدة دول على أيدي رجال أعمال وشركات ومؤسسات، وعصابات في الكثير من الأحيان.

إسبانيا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي والمنتشرة الأطراف من خلال جزرها المتناثرة، باتت مقصدا خلال السنوات الأخيرة للمهاجرين الفارين من الحروب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية. جزر الكناري وجزر البليار الوجهتان الأكثر اعتمادا من قبل المهاجرين، خاصة بعد تشديد الرقابة على طرق المتوسط والصعوبات الجمّة التي بات يتخذها المهاجرون لعبور تلك الطريق.


في جزر البليار، تنبه أحد رجال الأعمال للمهاجرين، فقرر الاستفادة من "سوء حظهم". بات يعرض على تلك الفئة ممن لا تملك أوراقا شرعية في البلاد العمل، كما وعدهم بمنحهم عقودا رسمية ودفع معاشات مقبولة نسبيا وتسجيلهم في الضمان الاجتماعي.

الكثير وافقوا، نظرا للواقع الذي كانوا يعيشون فيه. وعدهم بدوام محدد وبرواتب تتراوح بين 1500 و2000 يورو شهريا. لكن بعد البدء بالعمل تغيرت الوعود.

العمال باتوا يعملون أكثر من 12 ساعة يوميا، معاشاتهم لا تصلهم كاملة، فضلا عن تعرضهم للإهانة والإذلال بشكل دائم من قبل صاحب العمل.

الشرطة الإسبانية، وبعد جمع الأدلة الكافية، أوقفت صاحب الشركة ذو الـ39 عاما، بتهم انتهاك قوانين العمل وحقوق العمال، وستنظر محكمة بالما في تلك القضية.

ويعاني العمال المهاجرون، خاصة من لا يملكون أوراقا شرعية، من استغلال كبير في سوق العمل في إسبانيا، حيث يعملون لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة، ولا يوفر لهم أرباب العمل ظروف إقامة طبيعية.

في شباط/فبراير الماضي، تحدث موقع "إل دياريو" الإسباني حول الظروف التي يضطر هؤلاء العمال لمواجهتها، حيث ربط بين ما يعانيه العمال وتفشي فيروس كورونا في صفوفهم، "الظروف الاجتماعية وظروف العمل القاسية للعمال المهاجرين في قطف الفاكهة والخضروات في إسبانيا واضحة بشكل خاص في المواسم الزراعية... لجهة تفشي فيروس كورونا".

الموقع نقل عن وزارة الصحة الإسبانية أنهم (العمال المهاجرين) "ثاني أكثر فئة تفشى في أوساطها الفيروس في البلاد" (18% من الإصابات في الحقول).

وشهدت السواحل الإسبانية ارتفاعا كبيرا بأعداد المهاجرين الواصلين، خاصة إلى جزر الكناري المقابلة للسواحل الأفريقية.

وحسب إحصاءات الأمم المتحدة، وصل إلى إسبانيا أكثر من 10 آلاف مهاجر منذ مطلع العام الجاري، نحو سبعة آلاف منهم إلى جزر الكناري. وكانت السلطات الإسبانية سجلت وصول 40 ألف مهاجر إلى أراضيها في 2021، معظمهم من المغرب.

ويضطر الكثير من هؤلاء المهاجرين، خاصة القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، للموافقة على أي فرصة عمل تعرض عليهم، هربا من الجوع والتشرد، ما يجعلهم فرائس سهلة لعصابات استغلال البشر التي تجبرهم على العمل لساعات طويلة دون تحصيل أي من حقوقهم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5