شمال العراق ومخيم الهول يثيران قلق الأمم المتحدة

اعداد: شيماء ابراهيم

2022.05.10 - 01:05
Facebook Share
طباعة

عاودت جانين بلاسخارت المفوضة السامية للأمم المتحدة في العراق ووزيرة الدفاع الهولندية السابقة نشاطها بزخم كبير، وذلك بعد سبات طويل وصمت لافت استمر لـ 24 أسبوعاً. ومن المرجح أن تكون العودة الجديدة لنشاط بلاسخارت مرتبطة بالوضع الخطير في مخيم الهول السوري وبملف النفط في الشمال، والذي انعكس توتراً في الميدان شمال العراق بين الحكومة الاتحادية العراقية والحشد الشعبي من جهة وبين تركيا والإقليم الكردي العراقي من جهة أخرى.
التجاوزات التي تحدث في الهول، حيث إن معتنقي أيديولوجية "داعش" يهددون غير المتفقين معهم، بالتالي تنشأ حوادث عنف متكررة، ودائرة الضحايا لا تتوقف.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فقد شهدت الفترة من يناير (كانون الثاني) 2021 وحتى يناير 2022 أكثر من 90 حادثة قتل في المخيم، بمن فيهم عمال إغاثة، إضافة إلى الإصابات الخطيرة.
وبمتابعة لما يجري سيتبين أن المخيم، الذي يقع على الحدود بين سوريا والعراق، يفرخ أجيالاً جديدة من المتطرفين، وهو الأمر الذي حذر منه مايكل مولروي، المساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي، الذي شدد على ضرورة زيادة عدد القوات، لأن "الهجمات الداعشية حتى الآن تتواصل في مناطق متفرقة على الحدود السورية - العراقية"، فيما حذر قائد المهمة الأميركية لمكافحة التنظيم في سوريا والعراق، الجنرال بول كالفيرت، من تهريب الأسلحة إلى المخيم، وأيضاً من فكرة تلقين الأطفال وتدريبهم على "عقيدة الإرهاب الداعشي" في المخيم.
مرارا أكدت الأمم المتحدة على أن العنف يزداد بشكل غير مقبول بين سكان مخيم الهول، ووصفت الأجواء فيه بأنها "مروعة"، وبحسب ما جاء نصاً عبر الموقع الرسمي للمنظمة: "ناشدت الأمم المتحدة مراراً وتكراراً رؤساء 57 دولة حول العالم لإعادة مواطنيها الذين لا يزالون يعيشون في ظروف لا تطاق في مخيم الهول للنازحين بسوريا.
وبحسب الخبراء، لا يزال نحو 65,000 شخص في هذا المخيم وغيره من المخيمات السورية، كثير منهم نساء وأطفال"، حيث يعيش سكان المخيم في ظروف معيشية صعبة، وتنتشر بين حين وآخر بين أفراده أوبئة وأمراض، إضافة إلى نقص الدواء والغذاء وإجراءات النظافة.
بدورها، تحاول الأمم المتحدة تحسين الظروف، لكنها تجد أن هذا الأمر مرهون بشروط أخرى، وبحسب بيان رسمي لها قالت المنظمة: "تظل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى ملتزمة في حشد وتسليم الدعم الاعتيادي والمنقذ للحياة للمخيم، ولكن يمكنها فعل ذلك على نحو فعال فقط إذا اتخذت خطوات لمعالجة قضايا السلامة المستمرة".
مخيم الهول كان موطناً للاجئين على مدار ثلاث حروب، بينها حرب الخليج عام 1991، حيث نزح إليه اللاجئون العراقيون، وبعدها أعيد فتحه عام 2003 بعد الهجوم الأميركي على العراق، وأخيراً بعد انهيار "داعش"، حيث يضم عشرات الآلاف من جنسيات متعددة، أكثريتهم من السوريين والعراقيين، ممن لم يتمكنوا من الهروب من القوات الكردية، حيث قبض عليهم وسكنوا المخيم، فثقافة العنف لها "الكلمة العليا" في أغلب الأوقات، حيث تعرضت بعض النساء للقتل لمجرد أنهن خلعن النقاب، وذلك بحسب تقرير لـ"أسوشييتد برس" في فبراير (شباط) الماضي.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فقد شهدت الفترة من يناير (كانون الثاني) 2021 وحتى يناير 2022 أكثر من 90 حادثة قتل في المخيم، بمن فيهم عمال إغاثة، إضافة إلى الإصابات الخطيرة.
إلى جانب هذا تزداد الأزمة والخلاف حول النفط بين بين الحكومة الاتحادية العراقية والحشد الشعبي من جهة وبين تركيا والإقليم الكردي العراقي من جهة أخرى، حين أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في فبراير/شباط الماضي حكما بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة كردستان العراق، الصادر 2007، وإلزام الإقليم بتسليم الإنتاج النفطي للحكومة، وهو ما رفضته أربيل.
وكانت حكومة كردستان العراق قررت 2014 بيع النفط بمعزل عن بغداد، بعد خلافات معها وأزمة مالية خانقة. من جانبها رجحت وزارة الدفاع الأمريكية وجود "تنسيق بين الفصائل العراقية الموالية لإيران وحزب العمال الكردستاني ضد القوات التركية المنتشرة في العراق وسوريا". تجدر الإشارة إلى أنه في ظل التنافس الذي يبدو استراتيجياً بين أنقرة وطهران في سنجار، تجري تركيا عمليات عسكرية واضحة ومتكررة في شمال العراق. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 6