ما الذي سيفعله ضباع لبنان بالمجاعة القادمة قريباً؟

2022.05.09 - 06:22
Facebook Share
طباعة

 توقع تقرير للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI) أن تستمر أزمة شح القمح والزيت وبعض السلع الغذائية الأساسية بالتفاقم بشكل دراماتيكي في الأشهر الستة القادمة. وجزم التقرير بأن التطورات السيئة المتوقعة في مجال الأمن الغذائي على المقيمين في لبنان (مواطنين ولاجئين) ستتسبب بموجة جديدة من الاضطرابات وأعمال الشغب في الشارع، ستمتد إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية وفق تقديرات التقرير.

ومع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تزداد المخاوف من تفاقم تداعياتها الاقتصادية والمعيشية على العالم أجمع، وبالتالي على لبنان ايضًا. فلبنان يستورد ـ كما بات يعلم الجميع ـ العديد من السلع الاستراتيجية لأمنه الغذائي من أوكرانيا وروسيا على وجه التحديد، علمًا أنه يعاني أصلًا من تهديد كبير لأمنه الغذائي بفعل الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي تمر بها البلاد، وبفعل الانهيار الكبير لسعر صرف الليرة اللبنانية مقابل العملات الاجنبية. بالتالي، ستزيد تداعيات الحرب الأخيرة حتمًا من معاناة المواطنين اللبنانيين الذين يواجهون أزمة معيشية ترتفع حدّتها يومًا بعد يوم.

ونشر موقع (ذا جيوبولوتيكس) الأميركي التحليلي مقالًا للكاتب المستقل؛ “ماتيو بيس”، الذي درس العلاقات الدولية في جامعة “تورين”، حول تأثير الحرب الأوكرانية في الأمن الغذائي في الشرق الأوسط واحتمال تجدد احتجاجات “الربيع العربي”؛ التي أطاحت عدة أنظمة في المنطقة منذ 10 سنوات، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية واستعداد أعداد أكبر من الناس للانضمام إلى الاحتجاجات العنيفة.

ويستهل الكاتب مقاله بالقول: أثار غزو “أوكرانيا” وما أعقبه من عقوبات فُرِضت على “روسيا”، قلقَ الدول الأوروبية بشأن إمكانية الحصول على “الغاز الطبيعي”، الذي طالما اعتمدت عليه. وعزَّزت الحرب الضغط على موارد الطاقة، وجاء بصفة خاصة من خلال زيادة أسعار “الغاز والنفط والفحم”. لكن الأمر لا يتعلق بإمدادات الطاقة للدول الأوروبية فحسب، بل إن سوق الغذاء العالمي يتعرض لخطرٍ أيضًا.

ويرى مراقبون أن هناك مخاوف حول الأمن الغذائي في لبنان خاصة أن القطاع الزراعي لا يشكل وبحسب تقرير /الإسكوا/ لعام 2019، إلا 3 بالمئة فقط من الاقتصاد اللبناني، وهو ما أدى إلى إهمال إنماء الأرياف مثل سهل البقاع اللبناني والمساحات الزراعية الواسعة والخصبة فيه، وبالتالي العزوف عن توسيع مساحات الأراضي المزروعة من حيث المساحة وحجم الإنتاج.

وفي سياق متصل قال الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة /إيفاد/ قبل أيام، إن الحرب في أوكرانيا تسببت بالفعل في ارتفاع أسعار الغذاء ونقص المحاصيل الأساسية في أجزاء من وسط آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأوضح الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أن ذلك يؤثر على أسعار التجزئة للمواد الغذائية في بعض أفقر الدول في العالم وسيكون أيضا مأساة لأفقر شعوب العالم، الذين يعيشون في مناطق ريفية، ونشهد بالفعل ارتفاعا في الأسعار.

وحذر الصندوق من أن ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى زيادة معدل الجوع والفقر، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاستقرار العالمي.

وفي هذا السياق قال الدكتور أنيس أبو ذياب الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي بلبنان في تصريحات صحفية، إن العالم شهد بعد تفشي جائحة كورونا ارتفاعا في أسعار الحبوب بسبب تراجع القدرات الإنتاجية وارتفاع التكاليف والأعباء وتعثر بالمواصلات وهو ما انعكس سلبا على الأمن الغذائي في لبنان أيضا.

من جانبه أعلن وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام، الإثنين، أن بلاده استلمت الموافقة النهائية من البنك الدولي على قرض طارئ لدعم استيراد القمح بقيمة 150 مليون دولار.

وقال سلام في تصريحات صحفية إن "لبنان أول دولة تحصل على مثل هذا القرض الطارئ، لمواجهة أزمة الغذاء الناجمة عن التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية".

وأضاف: "بعد موافقة البنك الدولي، سنمرر اتفاقية القرض إلى الحكومة على أمل الموافقة عليها قبل الانتخابات النيابية" التي تنتهي الأحد 15 مايو/أيار، على أن يُقرّها البرلمان الجديد مباشرةً بعد الانتخابات.

وتأتي الانتخابات في ظل أوضاع سياسية معقدة وأزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة يمر بها لبنان، حيث عانى من شح السلع الأساسية وفقدان عملته (الليرة) نحو 90 بالمئة من قيمتها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5