أزمة اليمن بين المبادرات الظاهرية والأطماع الخفية

2022.05.09 - 04:39
Facebook Share
طباعة

 تداول المجلس الثماني المعين في السعودية بديلاً عن الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي الذي سلم السلطة لهم، عدد من السيناريوهات لكنها جميعها لا تؤدي إلى حوار جدي مع حكومة صنعاء، وذلك لعدم امتلاك المجلس خريطة للحل الشامل في اليمن. فضلاً عن عدم رغبته بالوصول بالحل إلى النهاية التي ينشدها كل اليمنيين- بحسب خبراء.


وأفادت مصادر صحفية لوكالة أنباء آسيا أن هذه الحلول تتراوح بين:" أولا إدارة المناطق التي لا تسيطر عليها صنعاء بما يشبه إدارة دولة انفصالية غير معلنة من عدن، ثانيا العودة إلى خيار الحرب بعد تجميع كل القوى المناوئة لصنعاء تحت قيادة واحدة، وأخيرا إدارة الأزمة لفترة طويلة بالاستعانة مجدداً بالتحالف السعودي الإماراتي الذي سيواكب بالمساعدات السياسية والاقتصادية وبهدايا قد تثبت سلطته على المدى الطويل، مثل التحريك البسيط لملف الأسرى والتخفيف الصوري للحصار".


ويرى خبراء أن إعلان نقل السلطة وتشكيل مجلس قيادة رئاسي ( معين في السعودية) خارج إطار الترتيبات الدستورية وقواعد المرحلة الانتقالية. لكنه يعكس التغييرات التي حصلت على الأرض خلال السنوات الثلاث الماضية والتوافق بين السعودية والإمارات وحلفائهما من القوى السياسية والعسكرية لتقاسم السلطة والنفوذ في المحافظات التي تقع خارج نطاق سيطرة حكومة صنعاء.


ورغم حديث التحالف عن التزامه بالهدنة، إلا أن كبير المفاوضين في جماعة أنصار الله محمد عبدالسلام، اتهم التحالف الذي تقوده السعودية،الاثنين، بمنع وصول أي طائرة إلى مطار صنعاء وعرقلة ‏دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة.


ويؤكد الدكتور "جوزيبي دينتيس"، الخبير الإيطالي البارز في العلاقات الدولية للشرق الأوسط من Centro Studi Internazionali Ce.S.I ومساعد التدريس في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس في ميلانو، أنه بفضل الميليشيات التي تدعمها الإمارات، تسيطر أبو ظبي "فعليًا" على جميع الموانئ التجارية الرئيسية (في المقام الأول عدن والمكلا والشحر في حضرموت) والمنطقة الساحلية المجاورة لمحطة تصدير النفط في بير علي. (حضرموت) ومحطة الغاز الطبيعي المسال بلحاف (شبوة).


ويرى الخبير الإيطالي البارز إن الإمارات تعتقد أن الحفاظ على الوضع الراهن المصطنع القائم على الانقسام الفعلي بين شمال وجنوب اليمن، هي الضمانات الضرورية لنجاح استراتيجيتها. نظرًا لأن الساحل اليمني سيلعب دورًا أساسيًا في مبادرة الحزام والطريق الصينية كقاعدة حيوية لمركز التجارة البحرية، حيث إن السيطرة على المواقع الإستراتيجية، مثل مضيق باب المندب، وميناء عدن، وسقطرى، قد تمنح الإمارات نفوذاً أكبر في علاقاتها مع الصين.


وتشكل اليمن أهمية جيوسياسية استراتيجية استناداً إلى موقعها المتميز ونظراً لأهمية موقعها المُطل على “طريق الحرير الصيني”. فاليمن تقع في الركن الغربي للجزيرة العربية، وتشرف سواحلها الممتدة من بحر العرب وحتى البحر الأحمر على أحد أهم مسارات الملاحة الدولية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9