العثور على رضيعة مرمية في حلب.. ظاهرة تتنامى في سوريا

اعداد سامر الخطيب

2022.05.09 - 11:58
Facebook Share
طباعة

 لا يزال السوريون يعانون من المأساة التي تلقي بظلالها على الحالة الاجتماعية السورية، حيث نتج عنها العديد من الظواهر السلبية والدخيلة على المجتمع السوري التي تنامت بسبب الأحداث السورية المستمرة.


وشهدت مناطق سورية متفرقة خلال الفترة الأخيرة منذ مطلع العام الجاري 2022 تزايدًا في عدد حالات تخلي عن أطفال حديثي الولادة برميهم من قبل ذويهم على الطرقات وأمام أبواب المساجد والحدائق العامة وغيرها، ما يفتح الباب للحديث عن هذه الحالة السلبية التي انتعشت بسبب ظروف الحرب الدائرة في سوريا وانعكاساتها على المجتمع السوري بشكل عام في جميع المحافظات السورية على اختلاف جهات السيطرة.


وآخرها ، تم العثور اليوم الاثنين على طفله حديثة الولادة في منطقة حي صلاح الدين في مدينة حلب مرميه عند مدرسة محمد الدره.


ويرى حقوقيون إن طول فترة الأحداث الجارية في سوريا منذ نحو 11 عاماً انعكست سلباً على الحالة الإجتماعية العامة ونتج عنها تنامي العديد من الظواهر السلبية والتي كانت قبل عام 2011 موجودة بشكل محدود لكن الحالة الاجتماعية ساهمت في نشاطها .


ويضيف الحقوقيون ان من المعلوم أن أسبابها عديدة لكنها في النهاية تندرج تحت سببين رئيسيين هما الفقر وغياب الوازع الديني والأخلاقي، وهذين الأمرين تزايدا كثيراً خلال فترة الأحداث السورية، فمن ناحية “العلاقات الشرعية” فإن كثيراً من العائلات باتت تعاني من الفقر الشديد، ومن جهة أخرى خسرت نسبة كبيرة من النساء أزواجهن بسبب الحرب وغياب معيل الأسر وغلاء الأسعار بشكل كبير ساهم في تردي الواقع المعيشي لكثير من النساء، كما ساهم انتشار العنوسة وعدم وجود تسهيلات للزواج في غياب الوازع الأخلاقي وحدوث حالة من العلاقات غير شرعية، وفي كلا الحالتين لا يمكن لطرفي العلاقة الإبقاء على الطفل إما بسبب الفقر أو بسبب الخوف من الفضيحة والعقاب.


هذا المشهد يتكرر بشكل دائم في جميع مناطق الشمال السوري سواء كان في مناطق إدلب وريفها أو ريف حلب الشمالي، ودمشق وباقي المحافظات، وهي ظاهرة سلبية وتتنافى مع المجتمع السوري، ومما زاد من هذه الظاهرة هو غياب المؤسسات المعنية بمثل هذه القضايا ومعالجتها، إضافة لاستمرار الأسباب التي أدت لتناميها.


ويرى الحقوقيون انه يجب أن يكون هناك مؤسسات تعنى بشكل خاص وتتحمل مسؤولية رعاية هؤلاء الأطفال الذين يتم العثور عليهم والقيام على تامين معيشتهم خوفاً من تفاقم هذه الظاهرة وظهور جيل من الأطفال المشردين مستقبلاً، كما يجب على الجهات المسؤولة سن قوانين خاصة بهؤلاء الأطفال فهم نتاج ظاهرة خطيرة ولا يجب التخلي عنهم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9