العراق على قدم وساق بسبب تصاعد عمليات داعـــ ش

2022.05.06 - 10:55
Facebook Share
طباعة

 إن تصاعد عمليات تنظيم «داعـــــ   ش» الإرهابي في العراق مؤخراً، يدق جرس إنذار للدولة العراقية، لما يشكله من خطر وتهديد لأمن العراق واستقراره وكذلك للسلم والأمن الإقليميين.


وشهدت بعض المحافظات العراقية مثل ديالى وصلاح الدين ونينوى والأنبار زيادة ملحوظة في عمليات التنظيم؛ حيث قام بشن عدد من الهجمات في قضاء الرطبة بمحافظة الأنبار غربي البلاد خاصة على الطريق السريع بين العراق والأردن، مستهدفاً قوات الأمن العراقية والمواطنين؛ وقامت عناصر التنظيم بإقامة نقاط تفتيش وهمية على الطريق السريع وتوقيف المواطنين العابرين وقتلهم، إضافة إلى استهداف عدد من عناصر الأمن العراقيين ضمن ما يعرف ب«غزوة رمضان»، ووقوع مواجهة في قضاء الطارمية لإدخال التنظيم لعناصر انتحارية إلى بغداد، كذلك وقوع مواجهات في تلال حمرين شرقي بعقوبة أدت إلى إصابة ثلاثة جنود عراقيين.


وعلى الرغم من تحقيق القوات العراقية المشتركة نجاحاً ملحوظاً في عملياتها الأخيرة ضد جيوب وخلايا تنظيم "داعــــــــ  ش"، بمناطق واسعة من البلاد، إلا أنّ مسؤولاً أمنياً بارزاً أكد وجود قرار بتمديد العمليات العسكرية الحالية لملاحقة جيوب وبقايا التنظيم حتى إشعار آخر.


وفجر اليوم الجمعة، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل جندي في الجيش وإصابة اثنين آخرين، في هجوم لعناصر تنظيم "داعـــــ  ش" بأطراف بلدة جلولاء شمال شرقي محافظة ديالى، استهدف نقطة مراقبة تابعة للجيش.


وبحسب مسؤول أمني فإنّ القوات العراقية بدأت في تنفيذ استراتيجية جديدة في أغلب المناطق التي شهدت هجمات، تتضمن إشراك فعاليات وجهات أمنية ومحلية بتحصيل المعلومات الاستخبارية، وعزل المناطق الجبلية والصحراوية عن المدن، وتكثيف عنصر المباغتة في عمليات التفتيش المفاجئة وحواجز التفتيش المتنقلة.


وكشف المسؤول الأمني عن عقد اجتماعات مع ممثلي التحالف الدولي في العراق، حيال ملف ضبط الحدود مع سورية "الذي يمثل تحدياً أمنياً كبيراً بالنسبة للعراق".

وتأتي عمليات داعــ ش الأخيرة في سياق العمليات التي قام بها التنظيم في السنوات الأخيرة ما بين عمليات تفجير لسيارات مفخخة في المدن العراقية كما حدث في كركوك وبغداد وما بين استهداف المدنيين في الأسواق أو محاولة فرض سيطرته على بعض القرى والمناطق النائية خاصة في محافظة الأنباء التي تشكل ثلث مساحة العراق.


كما يستغل التنظيم الطبيعة الجغرافية للأنبار وديالى ونينوى والمستنقعات والصحاري الشاسعة للاختبار والتخطيط وتخزين الأسلحة والانطلاق منها إلى المدن العراقية.

ويرى مراقبون للشأن العراقي أن  هناك ارتباط بين الأزمة السياسية استمرار حالة الانسداد السياسي التي يعيشها العراق منذ الانتخابات البرلمانية في أكتوبر، تشرين أول الماضي وبين تصاعد عمليات التنظيم الذي يوظف الثغرات الأمنية ويستغل الصراع السياسي في إيجاد ثغرات ينفذ منها لشن عملياته الإرهابية.


وأعلن العراق عام 2017 عن تحقيق النصر على "داعش" باستعادة كامل أراضيه التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد بعد أن اجتاحها التنظيم في صيف 2014، إلا أنّ التنظيم ما زال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق، ويشنّ هجمات بين فترات متباينة في أنحاء متفرقة من البلاد.


ومنذ مطلع العام الحالي، كثّفت القوات العراقية عمليات التمشيط والمداهمة لملاحقة فلول "داعش"، بالتزامن مع تزايد وتيرة هجمات التنظيم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6