ماذا يعني صعود الروبل الروسي أمام الدولار الأمريكي؟

2022.05.05 - 08:22
Facebook Share
طباعة

 بدأ الروبل الروسي  في التقاط أنفاسه مقابل الورقة الأميركية الخضراء، حيث يواصل الروبل الروسي تعزيز مواقعه أمام العملتين الأمريكية والأوروبية، وهبط سعر صرف الدولار اليوم دون مستوى 66 روبلا للمرة الأولى منذ 2020، أما اليورو فقد تم تداوله عند مستوى 70 روبلا.

وفي مطلع شهر أبريل/نيسان الماضي أعلن البنك المركزي الروسي مجموعة من الإجراءات لتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي في روسيا، ومن أبرز الإجراءات إلزام المصدرين في روسيا بيع 80% من عائدات النقد الأجنبي في بورصة موسكو.

ويرى بعض الخبراء أن إجراءات المركزي الروسي شكلت دعما كبيرا للعملة الروسية وساهمت في تعزيز مواقع الروبل الروسي.

وجاء تعافي الروبل الروسي إلى مستويات ما قبل الحرب بعد سلسلة قرارات اتخذتها الحكومة الروسية لإنقاذ العملة المحلية من الانهيار، أبرزها إعلان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بأن على الدول غير الصديقة لموسكو وأبرزها الاتحاد الأوروبي، الدفع بالروبل مقابل شراء الغاز الطبيعي.

ولدعم الروبل كذلك، فرض البنك المركزي الروسي حظرا على بيع الأجانب للأصول الروسية، فضلا عن مبيعات العملات الصعبة المفروضة من قبل المصدرين. كما قالت موسكو أيضا إنها ستبيع جميع سلعها بالروبل في المستقبل.

وكذلك أعلن بنك روسيا في 25 آذار/ مارس، ربط تداول الذهب بالروبل، وقال إنه سيستأنف شراء الذهب بسعر ثابت قدره 5 آلاف روبل للغرام الواحد (ما يعادل 52 دولارا في ذلك التاريخ)، خلال الفترة بين 28 آذار/مارس و30 حزيران/يونيو.

وبحسب خبراء؛ فقد فرضت المواجهة الاقتصادية بين روسيا والغرب نفسها على سوق العملات الدولية، لاسيما بعد سلسلة العقوبات الغربية على روسيا منذ اندلاع أزمة أوكرانيا. وكان التصور الغالب أن العقوبات الغربية ستعصف بسعر صرف الروبل مما يصنع تضخما هائلا داخل روسياـ ولكن صمدت موسكو فى مواجهة هذه العقوبات، فالروبل استعاد قيمته فى وقت قياسى ويتداول بسعر صرف ما قبل أزمة أوكرانيا.

واستطاعت روسيا فعل ذلك لأن لديها مخزونا هائلا من الطاقة، البترول والغاز الطبيعى، وهى منتجات أساسية لا غنى عنها فى الوقت الحالى. وبالتالى، طالما استمرت الدول المستوردة فى شراء المنتجات الروسية، لاسيما البترول والغاز الطبيعى، سيستمر سعر صرف الروبل الروسى فى مستواه الحالى وقد يتحسن.

في المقابل، أفادت صحيفة  “لو فيجارو” الفرنسية، الفرنسية، في تقرير لها، بأن الوضع في أوكرانيا أثر على هيمنة  الدولار على العالم.

وقالت الصحيفة الفرنسية، إن شعبية الدولار لا يمكن مقارنتها بالثقل الحقيقي للاقتصاد الأمريكي. وجاء في التقرير أنه كان من الممكن أن تنتهي هيمنة العملة الأمريكية على العالم عاجلاً أم آجلاً، ولكن بسبب الوضع في أوكرانيا، سيحدث ذلك بشكل أسرع.

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة صنعت أسلحة دمار شامل من عملتها بتجميد نصف احتياطي روسيا من الذهب والعملات الأجنبية.

ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس الدوما،  فياتشيسلاف فولودين قوله: "هذا سلاح ذو حدين ، لأن أولئك الذين يحتفظون باحتياطياتهم بالدولار الآن لا يمكنهم التأكد من أن الولايات المتحدة لن تسرقهم يومًا ما"، مشيرًا إلى أن هذا "لا يعني بيان فارغ ".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3