مدينة زوارة الليبية.. ملاحقة المهاجرين مستمرة

2022.04.26 - 07:41
Facebook Share
طباعة

 في مدينة زوارة، غرب ليبيا، جعل العمدة مكافحة الهجرة غير الشرعية معركته الرئيسية. حيث يعيش حوالي 18 ألف مهاجر في هذه المدينة المعروفة بأنها نقطة الانطلاق الرئيسية لقوارب المهاجرين باتجاه أوروبا، ما دفع السلطات لمحاولة طردهم من المدينة بشتى الطرق.

عمدة زوارة (غرب ليبيا) أوضح تماما عدم رغبته بتواجد المهاجرين في مدينته، وخلال اجتماع مع مسؤولين حكوميين في طرابلس في 30 آذار/مارس الماضي، طلب حافظ بن ساسي المساعدة من السلطات والهيئات الدولية لطرد المهاجرين من مدينته. وحث على إعادتهم قائلا "بدلاً من مساعدتهم على الاستقرار [في زوارة]، على المنظمات مساعدتنا في إعادة المهاجرين إلى أوطانهم أو تشجيعهم على تسوية أوضاعهم". وأضاف "نحن لا نتلقى أية مساعدة من حكومتنا وبقينا وحدنا للتعامل مع هذا الوضع".

تُعرف زوارة بأنها نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. ويبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة فيما يعيش فيها حوالي 18 ألف مهاجر، رقم يعتبره حافظ بن ساسي كبيرا للغاية ويرغب في تخفيضه.

لكن الكثير من المهاجرين وجدوا أنفسهم عالقين في هذه المدينة الساحلية، غير قادرين على مغادرة ليبيا باتجاه القارة الأوروبية. وخفر السواحل الليبي، الذي يحصل على دعم وتدريب من قبل الاتحاد الأوروبي، يعترض المزيد من القوارب المتجهة إلى الشواطئ الأوروبية. كما تقدم وكالة مراقبة الحدود الأوروبية "فرونتكس" المساعدة للسلطات الليبية، عبر طائرات بدون طيار لتحديد مواقع القوارب في البحر.

منذ بداية العام الجاري، أعيد 4,013 شخصا إلى ليبيا، وفقا لبيانات المنظمة الدولية للهجرة. في العام الماضي، عانى إجمالي 32,425 مهاجراً من نفس المصير، ما يعتبر رقماً قياسياً، حيث يمثل ثلاثة أضعاف الرقم المسجل في 2020.

بعد اعتراضهم في البحر، يُنقل المهاجرون إلى مراكز الاحتجاز الليبية المعروفة بظروفها الكارثية. وعندما يتمكنون من الخروج من الاحتجاز، مقابل فدية تبلغ غالبا عدة مئات من اليوروهات، يعود الكثير منهم إلى غرب ليبيا، حيث تنطلق أغلب القوارب باتجاه أوروبا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن زوارة جذابة للمهاجرين لأنها تتمتع بـ"سمعة طيبة"، وفقاً للشهادات التي جمعها فريق مهاجر نيوز، حيث يستخدم المهربون قوارب خشبية، وهي أقل خطورة من القوارب المطاطية. لكن حتى لو كان هذا الأمان أفضل نسبيا، ففي الواقع، تظل أي محاولة لعبور البحر الأبيض المتوسط ​​خطيرة للغاية. منذ كانون الثاني/يناير، فقد ما لا يقل عن 511 شخصا حياتهم في وسط البحر الأبيض المتوسط.

ولذلك تشكو زوارة من اكتظاظها بهؤلاء المهاجرين، والذين يعتبرون بحسب العمدة، مصدراً لانعدام الأمن. وقال حافظ بن ساسي خلال لقائه في طرابلس "نعاني من حالات الاعتداء والسرقة".

أما المهاجرون، فيقولون إنهم ضحايا للعنصرية والعنف من قبل الشرطة والسكان المحليين. وأوضح مهاجر غيني في اتصال صحفي، العام الماضي، قائلاً "عندما تعود إلى المنزل، يمكن أن يجبرونك على الصعود إلى سيارة ثم تتعرض للضرب، ويرسلونك إلى الصحراء".

في منتصف آذار/مارس الماضي، تم تنفيذ مداهمات ليلية في الشقق السكنية التي يسكنها المهاجرون، في البلدة القديمة في زوارة. وأيقظت قوات الأمن في منتصف الليل ما بين 300 و400 شخص بينهم نساء وأطفال، وتم القبض عليهم وزجهم في السجون في جميع أنحاء البلاد. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن معظمهم يقبعون في سجون عين زارة بطرابلس.

وبحسب مصدر فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، فإن مثل هذه العمليات تحدث بانتظام، حتى لو لم يتم توثيقها دائما. وقال المصدر نفسه "نتوقع رؤية عمليات أخرى بهذا الحجم في الأسابيع المقبلة، بالنظر إلى تصريحات العمدة. خطر الاعتقال مستمر والمهاجرون يعيشون في خوف شديد".

في الصيف الماضي، حاولت بلدية زوارة بالفعل طرد المهاجرين، وكانت سلطات المدينة قد أمهلت المهاجرين 10 أيام لتسوية أوضاعهم، تحت طائلة عقوبة الطرد. وظهرت ملصقات في الشوارع التي يرتادها الاجانب لتحذيرهم.

لكن تنظيم المهاجرين يمثل تحديا في ليبيا، ولا ينوي معظم القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء الاستقرار في ليبيا. وحتى عندما حاول البعض التسجيل لدى إدارة رسمية، فإنهم قالوا إنهم مُنعوا من ذلك. قال مهاجر في ذلك الوقت "دفع الأصدقاء 100 دينار للحصول على موعد لكنهم لم ينجحوا في ذلك قط".

ترك المنطقة ليس حلاً أيضا، فالخروج من المدينة بدون وجهة محددة وبدون حماية، يعني المخاطرة بالتعرض للاختطاف من قبل الميليشيات المنتشرة في البلاد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9