الأرمن في لبنان بين الهجرة والاحتماء في الدولة

شيماء ابراهيم

2022.03.31 - 10:18
Facebook Share
طباعة

 شهر ونصف يفصلون لبنان عن الاستحقاق الانتخابي الذي من المقرر إجراؤه في منتصف شهر مايو/أيار القادم، يأتي ذلك في وسط حالة من التأهب والآمال المرسومة على تلك الانتخابات، والتي ينظر لها على إنها خطوة هامة لوضع لبنان على خارطة طريق منقذة للوضع السياسي والاقتصادي للبلاد.


وفي وسط تلك الأجواء يبدأ الكثيرون في طرح التساؤل عن الطوائف والفئات الاجتماعية في لبنان وتوجهات تصويتهم في الانتخابات، ومن ضمن تلك الفئات هم الناخبين الأرمن في لبنان، والذين يقدر عددهم رسميًا بنحو 106,476 ناخبًا، موزّعين بشكل أساسي بين 86,163 ناخبًا من الأرمن الأرثوذكس و20,313 ناخبًا من الأرمن الكاثوليك.


لكن تجدر الإشارة إلى أنه لم يشارك في الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2018 سوى 28% فقط من الناخبين المسجّلين. وفي الأماكن التي يسكنها عدد كبير من الأرمن مثل بيروت، شارك 10,800 ناخب من أصل 44,703 ناخبًا في الانتخابات؛ وفي قضاء المتن في محافظة جبل لبنان، شارك 10,400 ناخب من أصل 31,839 ناخبًا، في حين لم يتجاوز عدد الأرمن الذين أقبلوا إلى صناديق الاقتراع في زحلة 3000 شخص من أصل 10,000 ناخب مسجّل.


وللطائفة الأرمنية في لبنان ستة مقاعد انتخابية، خمسة للأرمن الأرثوذكس وواحد للأرمن الكاثوليك تتوزع كالتالي: أربعة في دائرة بيروت الأولى بينها واحد للأرمن الكاثوليك، واحد في المتن الشمالي وواحد في زحلة.


ويمكن تقسيم الناخبين الأرمن إلى ثلاثة فئات بحسب مركز كارينغي للشرق الأوسط، حيث تتألف الفئة الأولى من الأفراد الذين يرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالأحزاب الأرمنية الكبرى ويخشون التغيير، خوفا على حرمانهم من المساعدات والخدمات الصحية التي تقدّمها المنظمات الاجتماعية الأرمنية.


أما الفئة الثانية من الناخبين الأرمن تتألف من أشخاص كانوا في السابق يدعمون الأحزاب الأرمنية الكبرى، لكنهم أدركوا لاحقًا مدى فسادها واستغلالها المؤذي لسياسات الهوية، وقد شارك عدد كبير من هؤلاء الناخبين في انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، وعندما باء ذلك بالفشل، لم ترحّب تلك الأحزاب بعودتهم، فانضمّوا إلى مجموعات المجتمع المدني- بحسب مركز كارنيغي.


أما الفئة الثالثة فتضمّ الأفراد الذين يعيشون خارج الأحياء الأرمنية وتجمعهم علاقة قوية بطائفتهم، لكنهم لا ينتمون إلى أي حزب سياسي ولا يؤمنون بمرشحي المجتمع المدني. فيشعر هؤلاء الناخبون بانتماء كبير إلى لبنان ويدركون جيّدًا المخاطر التي قد تهدّد المجتمع المحلي الأرمني في حال فاز المرشحون غير المناسبين في الانتخابات.


ويعد حزب الطاشناق، أكبر الأحزاب الأرمنية وأكثرها تأثيراً، رغم ذلك لازم استراتيجية استمر عليها خلال السنوات الماضية وهي التحالف مع أحزاب السلطة واتخاذ موقف قريب جداً من رئيس الجمهورية، باستثناء تغيير بسيط طرأ في العام 2009. حين أحجم عن التقرب من الرئيس السابق ميشال سليمان، لصالح «التيار الوطني الحر» الذي كان رئيسه العماد ميشال عون آنذاك.


وشهدت الأوضاع المعيشية للأرمن تدهورا في لبنان خلال السنوات الماضية، وازداد الأمر صعوبة مع تزايد الأزمة الاقتصادية في البلاد. حيث فضّلت شريحة كبيرة من الطبقة الوسطى الأرمنية، التي كانت تعاني أساسًا من تداعيات انهيار الاقتصاد اللبناني منذ العام 2019، الهجرة خارج البلاد.
ويشير مركز كارنيغي للشرق الأوسط أن هناك حدث يخدم نتائج الانتخابات، وهو أن القوائم الانتخابية تغيّرت بعد مغادرة الناس البلاد، لكن الدولة لم تحدّثها، الأمر الذي سيصبّ على الأرجح في مصلحة الأحزاب الأرمنية الكبرى، التي يُمكن أن تستفيد من خلال تأمين أصوات الناخبين الغائبين بطريقة غير مشروعة.


وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن الأرمن المقيمين في لبنان اليوم أصبح عددهم لا يتجاوز 55,000 شخص، مقارنةً بعدد الأرمن في العام 2018 حيث كان عددهم 156,000.


يشار إلى أن إجمالي عدد المرشحين في لبنان بلغ 1043 في جميع الدوائر الانتخابية، بينهم 155 امرأة بنسبة ترشيح نسائي بلغت نحو 15 بالمئة.


وتعد انتخابات 2022 الأكبر من حيث عدد المرشحين في آخر 15 عاما، إذ ترشح 976 بينهم 111 امرأة في انتخابات 2018، فيما ترشح 702 بينهم 12 امرأة عام 2009، و 484 مرشحا بينهم 16 امرأة في 2005.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1