العلاقات الأمريكية الإماراتية في ظل تنامي العلاقات بين " أبوظبي وبكين".. f35 مثالاً

2022.02.18 - 09:22
Facebook Share
طباعة

 يبدو أن العلاقات بين العلاقات بين دولة الإمارات وبين الولايات المتحدة الأمريكية تشهد حالة من الانحسار والتراجع، خلال الفترة الأخيرة وخاصة في عهد إدارة

إدارة بايدن، وذلك اتضح بشدة خلال مفاوضات صفقة مقاتلات "F-35"، التي تؤيد أمريكا صفقة البيع للإمارات لكنها لا تبدو متحمسة بالقدر الكافي الذي ظهرت به إدارة ترامب.

وأشار تحليل للكاتب جرانت روملي نشر عبر معهد واشنطن للشرق الأوسط إلى أن الهجوم الحوثي الأخير على أبوظبي من الحاجة إلى المحادثات، إذ دفع بالمسؤولين الإماراتيين إلى الضغط على الولايات المتحدة من أجل الحصول على دعم إضافي في مجال الدفاع.

ونوه إلى أنه يتعيّن على الولايات المتحدة الموازنة بين فوائد المضي قدماً في صفقة بيع مقاتلات "F-35" مقابل مخاطر زيادة ضعف الطائرة أو حث الإمارات على اللجوء إلى الصين أو روسيا لشراء مقاتلات من الجيل الخامس في حال فشل الصفقة.

وفي نهاية المطاف، تمثل صفقة البيع أحد أبرز الاختبارات الأولى لقدرة الولايات المتحدة على تحويل تركيزها إلى المنافسة العالمية للقوى العظمى مع إقناع دول الشرق الأوسط بأنها لا تزال شريكاً موثوقاً به، وفقاً للمعهد.

ويضيف المعهد أنه، في اختبار أساسي لتحول أمريكا إلى منافسة القوى العظمى، يجب على واشنطن دراسة رغبتها في الحفاظ على شراكة أمنية وثيقة مع الإمارات العربية المتحدة في ظل تنامي العلاقات بين أبوظبي والصين.

ويشير المعهد، إلى أن القانون الأمريكي يحظّر مبيعات الأسلحة الأمريكية المحتملة إلى بلدان الشرق الأوسط، التي قد تقوض التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، ينص "قانون مراقبة تصدير الأسلحة" على أنه يجوز للمشترين المحتملين استخدام هذه الأسلحة "لأغراض محددة فقط، تشمل الأمن الداخلي، والدفاع المشروع عن النفس، والمشاركة في التدابير الجماعية التي تطلبها الأمم المتحدة أو المنظمات المماثلة".

وتضيف هذه القيود، وفق تحليل المعهد، درجة من التعقيد إلى كل صفقة أسلحة تبرمها الولايات المتحدة مع شركائها في المنطقة، ويبلغ التعقيد في هذه الحالة مستويات عالية نظراً لقدرات طائرة "أف-35" التي لا مثيل لها تقريباً والتاريخ الحديث لدولة الإمارات في التدخلات الخارجية في اليمن وليبيا والصومال.

وطغت على صفقة البيع أيضاً المخاوف الأمريكية المتزايدة بشأن علاقة أبوظبي الوثيقة بشكل متزايد مع الصين. ومن منظور تقني، يلتزم مسؤولو الدفاع الأمريكيين جانب الحذر بشأن قدرات التخفي الفائقة التي تضطلع بها مقاتلة "F-35" وتكنولوجيا الاستشعار التي تملكها، والميزات الأخرى التي تضعها على رأس الترسانة العسكرية الجوية الأمريكية.

وبالإضافة إلى القضايا التقنية، تشعر واشنطن بالقلق إزاء المسار الذي تسلكه أبوظبي في علاقاتها الأمنية والاقتصادية مع بكين. ففي أوائل عام 2021، على سبيل المثال، أفرغت طائرة عسكرية صينية صناديق لم يُعرَف محتواها في الإمارات، وفي وقت لاحق من ذلك العام، قدّرت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن الصين ربما تبني منشأة عسكرية سرية في ميناء خليفة في شمال أبوظبي.

وأصبحت الإمارات أيضاً إحدى أهم الشركاء التجاريين لبكين في المنطقة: في عام 2019، قدرت مجلة "إيكونوميست" أن ما يقرب من ثلثيْ الصادرات الصينية إلى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط تتدفق عبر الإمارات. بالإضافة إلى ذلك، صرح سفير الصين في الإمارات ني جيان في ديسمبر الماضي أن "الاستثمار الصيني المباشر غير المالي" في الإمارات يمثل ما يقرب من 50 في المائة من إجمالي استثمارات بلاده في العالم العربي.

ويقلل المسؤولون الإماراتيون بانتظام من المخاوف من أن علاقاتهم الاقتصادية مع الصين تحول دون توثيق العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، يزداد حذر المسؤولين الأمريكيين عندما تُعرّض هذه العلاقات المنصات الأمريكية لخطر المراقبة.

وتشمل الاعتبارات التي لا بد لواشنطن من مراعاتها، السابقة التي قد تُحققها من خلال بيع طائرات "أم كيو-9" إلى الإمارات. ولطالما حظي تصدير الطائرات المسلحة بدون طيار الفائقة التطور بمقاربة أمريكية حذرة.

تجدر الإشارة إلى أن أبوظبي سبق وتلقت إشارة تحذيرية من واشنطن في هذا الصدد، ورفضت السفارة الأمريكية في أبوظبي، في يونيو/حزيران 2020، عرضاً إماراتياً للتبرع بمئات من اختبارات فيروس كورونا صينية الصنع لفحص موظفيها.

ولكن ظلّت ردود فعل أمريكا محدودة على هذا التوجه الإماراتي، وقد يكون هذا هو أحد الأسباب التي تشجع الإمارات على المضي قدماً في توثيق العلاقة مع الصين، بما في ذلك في قضايا حساسة.

والنتيجة أن الإمارات كانت أول مستهلك للقاحات الصينية في المنطقة، وأكبر مشترٍ لطائرات بكين المسيّرة، وفي الوقت ذاته كانت أول دولة عربية والوحيدة التي تتلقى موافقة مبدئية من أمريكا على شراء طائرات إف 35 الشبحية.

وعلى ما يبدو أن الإمارات تحاول كسب ود الصين دون خسارة أمريكا، متجاهلة قلق الأخيرة من هذه العلاقة المتنامية مع بكين ما دام هذا القلق مقتصراً على الإشارات والكلام.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6