الانسحاب الأمريكي من العراق ( الاتفاق المغشوش)

2022.02.11 - 09:23
Facebook Share
طباعة

في يوليو/حزيران من العام المنصرم اتفقت بغداد وواشنطن على انسحاب جميع القوات القتالية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مع الاحتفاظ بنحو 2500 جندي لتقديم ما تسميه مهام المشورة والتدريب والدعم الاستخباراتي للقوات العراقية لملاحقة فلول تنظيم الدولة- وفقا للاتفاق المعلن.
وبحسب المعلومات فإن بايدن والكاظمي توصلا إلى هذا الاتفاق بهدف تخفيف الضغط على حكومة الكاظمي، التي تواجه الكثير من الضغوط لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق.
لكن تنفيذ الاتفاق بما هو معلن، لم ينهي حالة الضغط التي تواجه الحكومة العراقية لإخراج القوات الاجنبية من العراق، فخلال الأسبوع الماضي، حذر تحالف الفتح، من تسويف قرار البرلمان السابق بشأن إخراج جميع القوات الأجنبية وعلى رأسها الامريكية من العراق.
وقال النائب علي تركي الجمالي أن “قرار البرلمان السابق ملزم ويجب الالتزام به”. وأضاف أن “إعطاء المبررات للوجود الأمريكي تحت ذريعة التدريب او المشورة أمر مرفوض سنعمل جاهدين خلال الدورة البرلمانية الحالية على إنهاء الوجود الأمريكي في العراق”. وأشار إلى أن “تسويف قرار مجلس النواب السابق بشأن جدولة انسحاب جميع القوات الأجنبية وعلى رأسها الامريكية أمر مرفوض”.
وتواجه الحكومة العراقية ضغوطاً كبيرة لإخراج القوات الأميركية من البلاد، خاصة بعدما صوت البرلمان على إخراج كافة القوات الأجنبية عقب ضربة جوية أميركية مطلع 2020 أفضت إلى مقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي.
حالة الغموض تحيط بطبيعة الانسحاب الأمريكي في العراق، فيما أكد جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، خلال مؤتمر صحفي مطلع شهر يناير/ كانون ثان الماضي أنه "ليس هناك تغيير جوهري في عدد القوات في العراق. العدد الذي سيبقى هناك في حدود 2500 جندي".
وأضاف كيربي أن التغيير الذي حدث في مهمة القوات وليس "بالضرورة أن يكون الوضع العددي متغيراً"، مشيراً إلى أن هذا التغيير طبيعي ونتاج اتفاقيات مع الحكومة العراقية وعمل وتنسيق ممتد منذ شهور، على حد قوله.
كما أوضح الناطق باسم البنتاغون أنه لن تجرى احتفالات بمناسبة انتهاء المهام القتالية. كما لم يتم الإفصاح عن موعد انتهاء المهمة التدريبية الجديدة للقوات الأمريكية في العراق.
ولم يتوقف الأمر عند الجنود وإنما شمل أيضاً ما يُعرف بـ"المتعاقدين الأمريكيين" إذ تم نقل بعض العناصر التي شاركت في صيانة أسطول مقاتلات "إف 16" العراقي، وباتت تعمل الآن من على بُعد.
وعلى أثر ذلك، فإن معظم القوات الأمريكية في العراق تتمركز في العاصمة بغداد أو مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، فيما سلمت القوات الأمريكية ألفي مركبة عسكرية لموظفين محليين. يتزامن ذلك أيضاً مع انخفاض التمويل الأمريكي لبعض جوانب التعاون العسكري بشكل تدريجي، إذ يُتوقع أن تتحمل الحكومة العراقية جملة التكاليف في نهاية المطاف.
وقال المراقب السياسي مؤيد العلي إن الوجود الأميركي في العراق غير مرغوب فيه من قبل أغلب أبناء الشعب العراقي. واعتبر العلي أن الوجود الأجنبي له أثر سلبي على المستوى الأمني والاقتصادي وحتى السياسي "بسبب تدخل السفارة الأميركية في الشؤون الداخلية".
وأضاف أن المعطيات والتصريحات الحالية تشير إلى أن الجانب الأميركي يريد الإبقاء على القوات القتالية بالعراق، لكن بصفة استشارية بهدف حماية مصالحه الخاصة.
ويرى المراقب السياسي العراقي سعد الزبيدي أن انسحاب القوات الأميركية من البلاد مجرد إعلان دعائي، مشيرا إلى أن "الحرب ضد تنظيم (الدولة الإسلامية) داعش لا تزال مستمرة حتى الآن، وبالتالي فإن الحديث عن الخروج دعائي".
ويعود بداية التواجد الأمريكي العسكري في العراق إلى عام 2003، عقب قرار الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج دبليو بوش، غزو العراق تحت ذريعة امتلاك نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل.
وفي عام 2008، بلغ عدد القوات الأمريكية في العراق قرابة 160 ألف جندي. لكن على مدار الأعوام المتعاقبة، انخفض هذا العدد بشكل مطرد، إذ أبرمت الولايات المتحدة والحكومات العراقية اتفاقيات سمحت ببقاء القوات الأمريكية في العراق تحت ظروف محددة.
وفي عام 2011، انخفض عدد القوات الأمريكية بشكل كبير إبان إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما. بيد أنه في عام 2014، عاد انتشار القوات الأمريكية في العراق بطلب من بغداد لقيادة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش".
ومنذ إعلان بغداد دحر "داعش" في 2017، أخذ عدد القوات الأمريكية في الانخفاض، ليصل إلى قرابة 2500 جندي في الوقت الحالي، إضافة إلى 4500 متعاقد مع وزارة الدفاع الأمريكية، فيما ينتشر حوالي ألف جندي من دول أخرى في التحالف، بينهم حوالي 130 جندياً من ألمانيا. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8