القاتل الصامت يحصد الأرواح في مصر
خلال الأيام الماضية ومع اشتداد البرودة الذي شهدته مصر، لجأت الكثير من الأسر في مصر إلى الدفايات في محاولة لتخفيف حدة الانخفاض في درجات الحرارة، لكن بعض الأسر دفعت ثمن الساعات القليلة التي أشعلت فيها الدفاية.
حيث شهدت إحدى القرى بمحافظة المنوفية حادثة مأساوية راح ضحيتها أسرة مكونة من أب واثنين من أبنائه وابنته في المستشفى في حالة حرجة بسبب الاختناق من الدفاية والمعروفة باسم "إسفكسيا الاختناق" والتي تحدث نتيجة عدم توفر الأكسجين لأنسجة الجسم بكمية كافية، وهو ما أكده الكشف الطبي الذي وقع على الضحايا بعد الوفاة.
وفي مركز شبراخيت، شيع أهالي قرية لقانة ضحايا حادث تسرب غاز داخل أحد المنازل والذي أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة ٥ آخرين، بعد إصابتهم بالتسمم عن طريق استنشاق غاز أول أكسيد الكربون.
وفي كفر الدوار، لقي 5 أشخاص من أسرة واحدة مصرعهم، إثر استنشاق غاز أول أكسيد الكربون المتسرب من دفاية أثناء النوم في قرية البسلقون.
كما أصيبت أسرة مكونة من خمسة أفراد بمحافظة الشرقية، بحالات اختناق نتيجة تركهم موقد التدفئة "شليه بلدى" مشتعلة مع الغلق المحكم لكافة نوافذ المنزل، إلا أن القدر أنقذهم.
وتعد الدفاية الكهربائية وسيلة منتشرة وسهلة لتفادي موجات البرد والصقيع داخل البيوت، لكن الإفراط في استخدامها قد ينذر بكوارث فضلًا عن مخاطر تحول الطاقة الكهربائية إلى حرارية وما ينتج عن ذلك من تسبب في الحرائق.
وكانت من أشهر الوقائع التي عُرفت إعلاميا في ذلك الشأن حادث حريق والد الفنان إيهاب توفيق الذي أودى بحياته في حينها.
وكشفت التحريات في ذلك الوقت أن ماسًا كهربائيا بدفاية في الطابق الأول السبب وراء اندلاع النيران ، وبالدخول إلى الفيلا عُثر على جثمان والد الفنان وتم نقله إلى المستشفى لمحاولة إنقاذه ولكنه كان قد فارق الحياة.
من الأضرار الطبية على مستخدمي الدفاية الكهربائية في البرد، أنها قد تصيب الإنسان بالجفاف بسبب زيادة نسبة الحرارة في الجو فتعمل على انخفاض درجة الرطوبة التي تكون موجودة في الهواء، وبالتالي يتحول الهواء إلى جاف تمامًا وهو ما يصيب ببعض الأمراض. وهو ما يعرضه للإصابة بأمراض مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية وجفاف الجلد والتبخر الخاصة بالدموع الموجودة في العين.
وتسبب الدفاية الكهربائية في قتل العديد من الأشخاص( في صمت) مع كل موجة طقس سيئ أو بارد تضرب البلاد. وذلك عن طريق حرق الوقود الذي يتم استخدامه في الدفايات، مما يتسبب في انتشار غاز عديم اللون والرائحة اسمه أول أكسيد الكربون، وهو من الغازات السامة التي يؤدي استنشاقها إلى الاختناق والإصابة بالتسمم ثم الموت أثناء النوم.
