جعجع والحريري… خطة السعودية لتبديل الأدوار

2022.01.28 - 02:00
Facebook Share
طباعة

بين الفشل وتراجع الدعم الخارجي تباينت التحليلات السياسية حول قرار رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري بالانسحاب من المشهد السياسي وعدم الترشح للانتخابات النيابية القادمة.
فلا زال الجدل مثارا ولا زالت الأسئلة مطروحة حول أسباب قرار الحريري، الذي حاز على الدعم من السعودية منذ زمن، فعلى المستوى السياسي لمع نجم والده رفيق الحريري على هامش رعاية السعودية لمؤتمر الطائف الذي وضع نهاية للحرب الأهلية اللبنانية.
وورث الحريري الابن تحالف والده مع السعودية، وعرف في السنوات الأولى لمشواره السياسي بقربه الوثيق من القصر الملكي في الرياض. كما اضطلع كزعيم للسنة في لبنان. وهكذا قاد تحالف "قوى 14 مارس/آذار" المدعوم من السعودية.
وتعتبر شركة "سعودي أوجيه" المملوكة للحريري ومقرها السعودية إحدى ركائز ثروة الحريري وإحدى مصادر التمويل الأساسية لنشاطه السياسي في لبنان. علاقة الحريري مع السعودية، تدهورت إلى الحضيض عام 2017، حينما تم احتجازه خلال زيارته للسعودية، حيث أجبر خلالها على الإعلان على استقالته.  غير أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي توسط حينه لحل الأزمة،الذي أكد رواية احتجاز الحريري. فبعد تلك الوساطة تمكن الحريري من العودة إلى بيروت.

يرى الكاتب الصحفي محمد بلوط، في مقال له بعنوان "لماذا اختار الحريري الانسحاب من المشهد السياسي؟"إن هناك عدة أسباب ربما تكون دفعت الحريري للانسحاب تدريجيا من الساحة السياسية، ويرجح أن العامل الأقوى هو "الموقف السعودي منه شخصيا ومن تيار المستقبل كنهج وأداء وهيكلية سياسية".
ويضيف بلوط: "اتخذ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منذ توليه السلطة قرارا لا رجعة عنه بتصفية حساب الحريري السياسي دون أن يفكر بالبديل السني، واكتفى في مرحلة لاحقة بعد حادثة احتجازه ثم الإفراج عنه بوساطة الرئيس الفرنسي ماكرون بالتعامل مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كحليف رئيسي للمملكة في لبنان".
أما الكاتب الصحفي محمد حيدر، يرى، أن خطاب اعتزال الحريري "لا يليق بالشعب اللبناني"، و لم يفصح عن أسباب واضحة مما دعا الجميع إلى التكهن.
ويتساءل الكاتب عما إذا كان قرار الحريري "خطة للالتفاف على المقاومة؟ أم رد اعتبار للطائفة السنية وقياداتها في لبنان التي دمرتها سياسات السعودية و محمد بن سلمان؟"
ويقول حيدر إنه في ظل دور ولي العهد السعودي "مارست السعودية مزيدا من الضغوط على سعد الحريري وهددته مرارا وتخلت عن دوره لتعوم بعض القيادات السياسية السنية ومعها قيادات مسيحية كانت في الأصل على تناقض بعيد في الدور السياسي في المنظومة اللبنانية".
ويضيف: "محاولات السعودية لترتيب سياق سياسي جديد في لبنان مبنى على تحالف سني درزي مسيحي ماروني كان أبعد من الواقع السياسي بنفسه".
وذكرت مصادر لوكالة أنباء آسيا أن انسحاب الحريري من الحياة السياسية ومن الانتخابات التشريعية المقبلة، لم يصاحبها حل لحزبه "تيار المستقبل"، وبالتالي قد يكون هذا الانسحاب مؤقتا وقد يتم التراجع عنه إذا اختفت مسبباته.
كما ذكرت المصادر نفسها أن السعودية أزاحت الحريري من المشهد السياسي في الوقت نفسه طلبت من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بـ "ضرورة التحالف مع سمير جعجع في الانتخابات"، في المقابل لم يبد جنبلاط ممانعة لـ"تحالف انتخابي مرحلي".
الجدير بالذكر أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أعلن التعبئة الحزبية الشاملة من أجل خوض المعركة الانتخابية، في لقاء مع الكوادر الحزبية ضمن إطار المجلس المركزي في الحزب، حيث دعا إلى "إطلاق ليس فقط الماكينة الانتخابية في الحزب، إنما تحويل كل الهيئات الحزبية من منسقيات ومصالح وأجهزة ومكاتب إلى ماكينة انتخابية مجيشة لصالح العملية الانتخابية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10