تفاصيل هوليوودية لخيانة كردية خدمت " د ا ع ش" في سجن غويران

كتب أمجد اميرالاي – وكالة أنباء آسيا

2022.01.26 - 09:14
Facebook Share
طباعة

 الروس وبوضوح يسربون تفاصيلا عبر الصحافيين المرتبطين باستخباراتهم في سورية ليتهموا الاميركيين بالوقوف خلف الخيانة الكردية التي ادت الى فرار مئات من ارهابيين داعش الذين كانوا معتقلين منذ العام 2019 في سجن حي غويران في مدينة  الحسكة.  والهدف بحسب الروس هو منح الدواعش فرصة تهريب عشرات القادة من الصف الاول من تلك السجون كي تعيد واشنطن عبرهم استخدام حجة عمليات داعش وعودته العتيدة في المستقبل القريب الى احتلال مناطق في سورية والعراق لتبرر حينها بقاء قواتها في البلدين للعراقيين والسوريين اولا وللمواطنين الاميركيين ثانيا. ولربما بحسب التسريبات الروسية ايضا لدى الاميركيين اهداف اخرى من تلك العملية المسرحية التي ادت لفرار اهم عشرين قياديا ارهابيا منذ انتهاء المعركة الاخيرة من داعش في العام 2019.


فهل على ارض الواقع هناك ما يدعم الاتهامات الروسية للاميركيين والاكراد؟؟

في الوقائع:

لستة ايام لم تحسم القوات الكردية المدربة والمسلحة اميركيا المعركة رغم نقلها الافا من مسلحي قسد من عدة مناطق الى الحسكة. كما ان الطيران المروحي الاميركي لم يتوقف عن قصف مسلحي داعش الذين هاجموا السجن وسيطروا على مناطق محيطة به قبل ان يتمكن رفاقهم بالمئات من الفرار خارج الحسكة لا خارج السجن فقط في حين ان من بقوا يقاتلون كانوا مجرد اضحية لتهريب المسؤولين الكبار من داخل ذاك السجين البائس.


المثير للدهشة ان ما يسمى جهاز امن القوات الكردية كان قد عرض قبل فترة  فقط من عملية داعش في الحسكة مقابلة مع معتقل  جرى اسره في نهاية شهر ديسمبر الماضي و تبين انه احد المسؤولين الاساسيين عن تنظيم والتخطيط للهجوم على سجن غويران وهو شخص قال امام الشاشات ما سوف يحصل في السجن وفي محيطه وما قاله حصل بالدقة المتناهية فلماذا اظهروه على الشاشات ولماذا اذا ما عرفوا خطة داعش حرفيا لم يحبطوها سلفا لا الكورد ولا الاميركيين؟؟


العملية واكبها بث شبه مباشر وعلى مدار الساعة من طرف شبكة اعماق التي تنطق باسم التنظيم الارهابي وقد اظهر احد الفيديوهات انه في داخل  سجن غويران بمدينة الحسكة السورية، تجمع العشرات من سجناء تنظيم داعش بعد أن عصبوا رؤوسهم بـ"العصب الحمراء"، المميزة للانغماسيين الذين يُقاتلون حتى الموت، بينما وقف أحدهم يُلقي على أسماعهم كلمات تحفيزية ويدعوهم لـ"بيعة الموت"، ليردد المجتمعون قسم البيعة على أن يُقاتلو حتى الخروج من السجن أو الموت وهم يحاولون.


الارهابي المأسور المدعو   " محمد عبد العواد" قاد إحدى الخلايا لمهاجمة السجن الكبير الموجود بحي الصناعة في مدينة الحسكة السورية، لكن إلقاء القبض على أفراد خليته دفعه للفرار  إلى مدينة الرقة والتخفي تحت هوية "سائق تاكسي مزورة"، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه في عملية مشتركة مع قوات اميركية


ووفقًا لاعترافات القيادي الداعشي  محمد عبد العواد فإن مُخطط اقتحام السجن، المتفق عليه مع قيادة التنظيم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تضمن مشاركة كتيبة "العاديات" التي يقودها مع مفارز داعشية أخرى في اقتحام السجن، الذي تقرر مهاجمته بـ25 انتحاريًا وسيارتين مفخختين إحداهما تُفجر بوابة السجن والأخرى يتم وضعها تحت تصرف سجناء داعش لاستخدامها كسلاح في الاشتباكات اللاحقة.


فكيف يعرف الاميركيون بالمخطط ولا يمسكون هم بالسجن او لماذا لم ينقلوا القادة الداعشيين الذين فروا الى مكان سري كعادتهم في اعتقال الارهابيين بدل تركهم في السجن الذي لم يكن محروسا جيدا وكان بيد الكورد وبقي بيدهم رغم معرفة الاميركيين بانهم مخترقون وفاسدون ويبيعون المعتقلين مقابل المال.


سؤال لا جواب عليه سوى تصديق ما يزعمه الروس عن ان العملية كلها في الحسكة لا يمكن ان تنجح لولا تسهيلات اميركية ولولا انها تخدم اهدافا اميركية فعل يعقل ان يتحصن الدواعش لستة ايام في بعض الابنية والاحياء ولم تتدخل القاذفات الاميركية كعادتها لمسح تلك المنطقة بالنار والقضاء على الارهابيين خاصة وان السكان المحليين وعددهم خمسة واربعين الف مدني قد فروا مع بدء المعارك من المنطقة.


كيف حصل الهجوم ؟؟

هاجم التنظيم  السجن بسيارتين مفخختين قادهما اثنان من عناصره الأجانب وهم من يسمون انفسهم ( أبو عبد الرحمن المهاجر، وأبو الفاروق المهاجر)، كما نفذ هجومًا منسقًا عبر 4 محاور  شمل أولها مهاجمة أبراج السجن ومديرية المحروقات الحكومية القريبة منه وإضرام النيران في صهاريج النفط بداخلها بهدف التعمية على المراقبة ، كما هجم مقاتلو التنظيم، العاملين ضمن المحور الثاني، على مقر فوج قريب لقوات سوريا الديمقراطية  لقطع الإمدادات والمساندة عن السجن، وتولت العناصر العاملة على المحورين الثالث والرابع تنفيذ عمليات اعتراض وقطع طريقي الإمداد المتبقيين عن السجن والاشتباك مع دوريات المؤازرة التي حاولت الوصول إلى المكان، وذلك وفق بما كشفه مصدر داعشي  لـ"وكالة أعماق" الارهابية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 10