بعد تعدد الحالات … "حبة الغلة" الطريق الأسهل إلى الانتحار في مصر

2022.01.20 - 03:26
Facebook Share
طباعة

 أثارت حالات الانتحار في مصر باستخدام حبلة الغلة حالة من الجدل، ومؤخرا طالبت النيابة العامة المصرية في بيان لها بحظر استخدام هذه الحبة القاتلة. وكانت آخر ضحاياها فتاة الغربية، التي تعرضت لابتزاز إلكتروني، ولحقت بها شابة في الثلاثين من عمرها تناولتها لتنهي حياتها لخلافات مع زوجها بمحافظة المنوفية.

وعن حبة الغلة؛ تقول الدكتورة فاطمة ى أحمد، أستاذ كيمياء النبات ورئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء، في تصريحات صحفية: حبة الغلة السامة، هي حبة يعرفها الفلاحون في مصر، وتبدو على هيئة أقراص، تدخل مصر بصورة رسمية كمبيد حشري مصرح به. 

وتابعت:" هي حبة صغيرة لا يزيد وزنها على بضعة مليجرامات وتُستخدم كمبيد حشري، من أجل حفظ معظم أنواع الغلال المختلفة والحبوب من التسوس والحشرات والآفات الضارة أثناء عملية التخزين بعد موسم الحصاد، ويبلغ سعر القرص الواحد جنيهًا واحدًا مما يجعل منه بديلًا لانخفاض السعر عن تقنية حفظ الأقماح بطريقة التبخير، والتي تتكلف مبالغ كبيرة. ولكن مع ذلك لها تأثير قوي على البشر قد يصل للوفاة إذا ما تم استخدامها".

وأوضحت، ترجع سمية حبة الغلة في إطلاقها غاز "الفوسفين" شديد السمية، وينتج القرص الواحد (واحد جرام) من غاز الفوسفين أو فوسفيد النيتروجين، وهو غاز لا يوجد له علاج مضاد له، و500 مجم من هذا المركب كفيلة بقتل الإنسان.وتتفاعل حبوب الغلة فور دخولها المعدة مع المياه وعصارة المعدة الحمضية وتنتج بالجسم غاز الفوسفين شديد السمية، والذي يسبب حدوث حالة تسمم حاد ولا توجد أعراض سريرية واضحة لهذا الغاز، إذ تختلف تبعا للجرعة ومدة التعرض لغاز الفوسفين والذي يتسبب في وقف أجهزة الجسم تباعاً مثل القلب والكلى والكبد، لذلك يتم التعامل فوراً مع الأعراض الظاهرة مباشرةً، ولذلك يُسمي الأطباء حبوب الغلة وغاز الفوسفين بالقاتل الصامت.ومن الأخطاء الشائعة في التعامل مع التسمم بحبة الغلة هو إعطاء المريض المياه، لأنه يساعد على سرعة التفاعل وإطلاق الغاز السام .

وتباع حبة الغلة في الأسواق المصرية في محال المبيدات الزراعية والصيدليات البيطرية تحت مسميات متعددة ويتم استيرادها من الصين والهند من بينها شينفوس 56 % وسيلفوس 57 % وفون تكس 56 % وسيلفوكسين 56 %- زانفوس 56 %- فومكسين 57 %- كويكفوس 57 %- ماجتوكسين 66 %- هوكسين 56 %- ماجيك أكسام 56 %- جاستوكين 57 %- بستوكسين 56 % أقراص – بستوكسين 56 % بلي الوفونس 56 %.

وشهد البرلمان المصرية مبادرات تشريعية لحظر تناول حبة الغلة، للحد من حالات الانتحار التي يلجأ فيها المنتحرون إلى استخدام هذه الحبة القاتلة.

وحذر عضو مجلس النواب المصري، عاطف مغاوري، من تداول قرص حفظ القمح من التسوس والمعروف باسم "حبة الغلة" في غير استخدامها الصحيح، وانتشار استخدامها لدى الشباب بغرض الانتحار.

وتقدم مغاوري بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب المصري، حذر فيه من استخدام المواد الحافظة للغلال دون ضوابط، وعدم التحكم في تداولها للغرض الذي وجدت من أجله، بعد انتشار حوادث الانتحار عن طريق تداول تلك المواد المدمرة لحياة الإنسان.

وطالب عضو مجلس النواب، بضرورة وضع ضوابط لتداول مثل هذه المواد، للحد من انتشار حوادث الانتحار.

كما تقدمت نائبة في مجلس النواب المصري بطلب إحاطة طالبت فيه السيد القصير وزير الزراعة، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، بحظر تداول حبوب الغلة القاتلة من الأسواق المصرية.

وقالت النائبة، أمل سلامة عضو لجنة الإعلام بمجلس النواب المصري إن حبوب الغلة تباع في محال المبيدات الزراعية والصيدليات البيطرية دون ضوابط أو رقابة من الأجهزة المعنية.

وأوضحت أن "المزارعين يستخدموها في عمليات حفظ القمح وحمايته من التسوس والحشرات والآفات الضارة أثناء عمليات التخزين بعد موسم الحصاد، ولكن اتضح أنها وراء انتشار ظاهرة الانتحار في محافظات الدلتا والصعيد لاحتواءها على مادة فوسفيد الألمونيوم السامة".

وأعربت النائبة عن صدمتها الشديدة من سوء استخدام حبوب الغلة في تدمير المجتمع. ونبهت أن "حبة الغلال لا يوجد علاج لها أو تقليل من مخاطرها لكن يقتصر العلاج على الغسيل المعوي خلال فترة زمنية قصيرة من تناولها، حيث تتعامل معها المستشفيات باعتبارها حالات تسمم ولكن كثير من الحالات تنتهي بالوفاة".

وأكدت على  أن "تزايد حالات الانتحار بين الشباب في عدد من المحافظات يستوجب على الحكومة سرعة التحرك لاتخاذ قرار عاجل يحظر تداول حبة الغلة، أو وضع ضوابط صارمة لبيعها إما بتدوين اسم المشتري ورقمه القومي، ومنع بيعها لصغار السن والشباب ويقتصر بيعها للكبار فقط".

الجدير بالذكر أنه وفقا لاحصائيات أجريت لعدد حالات الانتحار التي سجلتها مستشفيات محافظة الفيوم، فى الفترة من شهر يونيو 2017 إلى نظيره فى عام 2018، بلغت 55 حالة ناتجة عن تناول أقراص سوس القمح عن طريق القصد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3