" قسوة الشتاء والأمراض الجلدية"...كارثة تلاحق النازحين شمال سوريا

2022.01.19 - 04:53
Facebook Share
طباعة

 انتشار ملحوظ للأمراض الجلدية تشهده مخيمات النازحين في الشمال السوري، المسيطر عليه الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا.


وبحسب تقارير حقوقية وأطباء فإن  عدم وجود شبكة لتصريف مياه الصرف الصحي بشكل سليم ، يعد سببًا رئيسًا لانتشار هذه الأمراض. بالإضافة إلى انتشار مستنقعات الوحل التي تشكل بيئة خصبة لتجمع الحشرات في مشهد يتكرر كل شتاء بغياب الحلول والإجراءات الوقائية لمنع انتشار مثل هذه الأمراض وغيرها. 


وبحسب شهود عيان من داخل تلك المخيمات تنبعث روائح كريهة من برك السيول في مخيمات إدلب.  وتستمر الأمطار في شمال غربي سوريا في التأثير سلبًا على حياة المواطنين حيث يزيد حدة البرد ا من تعقيد الظروف المتردية في تلك المخيمات


وبحسب تصريحات للطبيب أحمد غندور، مدير مستشفى الرحمة في إدلب، "فإن انتشار الأوبئة والأمراض الجلدية الناتجة عن استخدام المياه الملوثة أو التعرض لمياه الصرف الصحي المكشوفة يزداد في الشتاء". ويعالج مشفى الرحمة نحو 200 حالة من الليشمانيا أسبوعيًا، بحسب غندور.  كما تشهد المخيمات انتشارا لأمراض أخرى مثل القمل والجرب، ولا سيما لدى الأطفال بسبب عدم توفر المياه النظيفة.  


ويشير غندور إلى أن أنه تم التواصل مع عدد من المنظمات لكن الاستجابة محدودة جدًا، حيث لا تتوفر الأدوية بالحجم المطلوب ما يهدد إمكانية علاج بعض الحالات. وتراجع تمويل المنظمات الإنسانية في مخيمات إدلب التي تعتمد الخدمات الصحية فيها على العيادات المتنقلة.


من جهته أوضح الصيدلاني الوحيد في مخيمات دير حسان "أحمد الصبوح" أن الإقبال على شراء المراهم والأدوية الجلدية ازداد مؤخراً مع تفشي العديد من الأمراض لاسيما الجرب والأكزيما والليشمانيا والقوباء إضافة لأمراض أخرى عبارة عن التهابات جلدية متنوعة.


وأشار إلى أن الوضع الصحي في المخيمات بشكل عام يزداد سوءاً يوماً بعد يوم مع تفشي الأمراض والفقر وانعدام القدرة الشرائية للمدنيين العاجزين عن تلقي العلاج لبعد المراكز المتخصصة عن أماكن وجودهم وقلة وجود الاختصاصيين في المنطقة.


وأوضح أن معظم الأهالي يقصدون الصيدلية للحصول على بعض الإرشادات والأدوية من الصيادلة ما يوفر عليهم الكثير من العناء والنفقات، وإن كان هناك فائدة من ذلك في بعض الأحيان حيث تماثل العديد من الحالات للشفاء لكن بعض الحالات الأخرى أصبحت خطرة ومستعصية وبحاجة لمتابعة طبية وتحاليل وعلاج أكثر جدوى.


ويعيش في إدلب قرابة مليون وسبعمائة ألف نازح من مختلف المناطق السورية ضمن أكثر من 1400 مخيم شمال المدينة، بينها مئات المخيمات العشوائية التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة، ما يشكل سبباً أساسياً في انتشار الأمراض والأوبئة والإصابات الجلدية المعدية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 9