هل يجهض مؤتمر المعارضة السعودية مساعي ميقاتي لحل الأزمة مع المملكة؟

زهراء أحمد - وكالة انباء آسيا

2022.01.13 - 04:41
Facebook Share
طباعة

 خطوات تصعيدية من حز- ب.. ال ضد المملكة العربية السعودية  خلال رعاية مؤتمر للمعارضة السعودية بذكرى إعدام رجل الدين المعارض نمر باقر النمر.

هذ الخطوة سبقتها كلمة للأمين- العام للحز- ب رفع فيها سقف الاتهامات ضد المملكة العربية السعودية والتي تحمل في طياتها موقفاً تصعيدياً من خلال تحميلها كل النشاط الإرهابي في المنطقة، ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية - من خلال الدعم المادي ونشر الأفكار المتطرفة - وفتح الأراضي والقواعد في السعودية لمهاجمة أي دولة في المنطقة مثل اليمن والعراق وسوريا . فأشار إلى أنها تأخذ الرعايا اللبنانيين رهائن تهدد بهم الشعب والدولة، من خلال طردهم أو اخذ ممتلكاتهم أو تلقي بهم في السجون . 

 هذا الخطاب جوبه بردود أفعال مختلفة ومعارضة ، فجاء الرد  حاسماً من رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اذ نشر مجلس الوزراء اللبناني عبر حسابه بموقع تويتر يقول فيه : "لطالما دعونا إلى اعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية، وعدم الإساءة إلى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما السعودية. ومن هذا المنطلق كانت دعوتنا إلى أن يكون موضوع السياسة الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه". 

وأضاف ميقاتي أن ما قاله نصر- ال.. "بحق المملكة العربية السعودية لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين، وليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية، خصوصاً دول الخليج". 

وتابع ميقاتي بلهجة حادة : "فيما نحن ننادي بأن يكون حزب ال-له جزءاً من الحالة اللبنانية المتنوعة ولبناني الانتماء، تخالف قيادته هذا التوجه بمواقف تسيء إلى اللبنانيين أولاً، وإلى علاقات لبنان مع أشقائه ثانيا". 

ودعا ميقاتي الجميع إلى "الرأفة بهذا الوطن وإبعاده عن المهاترات التي لا طائل منها، والتعاون لإخراج اللبنانيين من وحول الأزمات التي يغرقون فيها، واعادة  ترميم أسس الدولة والانطلاق في ورشة الإنقاذ المطلوبة.

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رد على كلمة الأمين العام ايضاً من خلال لقاء متلفز حيث قال ان تصريحات نصر - الله تكرس عزلة لبنان وتقطع عنه المساعدات، وان تصريحاته كانت تزامناً مع الهجمات التي حصلت على القوات الأمريكية في العراق، وهذا الأمر هو جزء من الصراع الأمريكي- الإيراني،  وأنه جزء من سياسة إيران لتحريك الاذرع في المنطقة للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها غير واثقة من نتائج مؤتمر جنيف، ولذلك كان هذا التصعيد ورقة سياسية تفاوض إيران عليها.

والسبب الآخر هو أن المملكة العربية السعودية  تمثل رأس حربة في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وماقاله نصر-  الله فيه الكثير من المغالطات لأن الثورة السورية هي ثورة شعبية وان الحكومة السورية والعراقية بقيادة نوري المالكي، هي من أطلقت سراح الإرهابيين من القاعدة ووجهتهم إلى الساحة السورية لإسقاط الثورة  وان بعض قيادات القاعدة موجودين لغاية تلك اللحظة  في إيران وهي من تسهل تحركهم في المنطقة .

واكد ان حزب- الل لم يحم لبنان من داعش، وأن المؤسسة الامنية والجيش اللبناني قادران على حماية لبنان إن لم يتدخل بهما احد، 

وأضاف ان المملكة العربية السعودية لها ثقل سياسي كبير في المنطقة ولايمكن أن ندير وجوهنا عنها  وهي تدرك أن هناك قوى في لبنان لازالت قادرة على اعادة لبنان إلى الطريق الصحيح . 

مؤتمر للمعارضة افتتح كلمته برئيس المجلس التنفيذي للحزب  هاشم صفي الدين موجهاً كلامه لمنتقدي أمينه العام ، والحريصين على العلاقة مع السعودية، نحن نريد أن توقف السعودية سياسة التنمر على الشعوب. 

واشار الى ان السعودية تتدخل بشكل سافر في بلدنا ونحن نطلب منها عدم تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، المطلوب أن تكف السعودية أذاها عن بلدنا. 

وعلى المقلب الآخر هاجم السفير السعودي لدى بيروت، وليد بخاري حزب -  اله اللبناني في ظل استضافته فعالية لمعارضين سعوديين، معتبراً أنه يقوم بـ"خيارات فاشلة" ومصاب بـ"لوثة الاستعلاء على منطق الدولة.

تجري هذه التحركات والتصريحات في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة اللبنانية الحالية إصلاح التوتر في العلاقات مع السعودية ودول الخليج العربي، على خلفية الأزمة السابقة، وهذا بالتأكيد سوف يؤدي الى تعقيد وتعميق الازمة اللبنانية - السعودية ويغلق الأبواب أمام اي تفاهم قادم، حتى وإن كان هناك أطرافاً داخلية رافضة لها، ولا تتبناها الحكومة اللبنانية، لذلك فإن مخرجات هذه الأحداث هي إطالة أمد الازمة السياسية وتقليل سقف الحلول للانهيار الاقتصادي وازدياد الانقسام والصراع السياسي الداخلي بسبب تباين المواقف بين الرافض والمؤيد لهذه المواقف والتصريحات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 4