تـ ـحـ ـرير الشـ ـام تقسم سكان الشمال السوري إلى موحدين وغلاة

عمر قدور

2021.12.07 - 05:33
Facebook Share
طباعة

 ينشغل تنظيم تحرير الشام الارهابي بابعاد تهم التطرف عنه عبر الترويج لدروس ومحاضرات يقوم بها عناصره لجماعات اخرى من اجل تقويمها فكريا بحسب ما يروج، وسط حالة جدل واستياء وسخرية مما يفعله تنظيم الجولاني الذي بات يقسم الناس في الشمال السوري الى موحدين وغلاة. 

فتاوى بعمالة التنظيم 

بين فترة واخرى تظهر دعوات مناهضة ضد تنظيم تحرير الشام الارهابي، بعضها يصفه بالتنظيم الخارجي، وبعضهم الاخر يرى بأنه عميل لدى كل من يحارب مايسمونها بالثورة، على الرغم من تعدد الاطراف الفاعلة بالملف السوري فتارة التنظيم عميل للدولة السورية وتارة لواشنطن وفي بعض لانقرة وفق رأيهم. 

في هذا السياق اطلق الشيخ احمد الحلوي فتوى عبر رسالة صوتية بعمالة تنظيم تحرير الشام، مضيفا بأن زعيم هذا التنظيم عميل لكل من يحارب ما تسمى بالثورة قصد ذلك او لم يقصدوفق تعبيره. 

تعليقا على ذلك قال احد الدعاة في الشمال السوري لمراسل آسيا هناك: لم تكن هذه الفتوى الاولى من نوعها، اذ ان هناك كثيرا من الدعاة يرون عمالة الجولاني وجماعته، فضلا عن اعتبار الاوساط السلفية التي تدين بالولاء للقاعدة بأن تحرير الشام وزعيمه جماعة مرتدون وحكمهم حكم الناكثين. 

ويضيف المصدر الذي فصل عدم ذكر اسمه: ان كثيرا من الناس داخل ادلب قد كشفوا هذا التنظيم على حقيقته، حيث يعمل على تحقيق مصالحه على حساب الناس وارزاقها رغم ما بمرون فيه من ضيق. 

الى ذلك اعتبر احد خطباء مساجد ما تسمى بمناطق درع الفرات بأنه يكاد يجمع الشيوخ المعتدلين على ان تحرير الشام عميلة وخارجية، ويضيف لاسيا نيوز: ان كثيرا من الافكار التي تربينا عليها اجتماعيا ودينيا تستوجب الكفر والحد لدى تحرير الشام كاقامة موالد النبي، والاذكار، وفرق الانشاد الديني، والحركات الصوفية، وهذا شيء دخيل على مجتمعنا، ونحن نفعلها ونقر بشرعيتها، مما يجعلنا لدى الجولاني وجماعته غلاة مستوجب تقويم العقيدة بحسب تعبيره. 


التطرف يناهض التطرف 

لم يستطع تنظيم تحرير الشام ابعاد تهمة التطرف عنه، لقد كان سابقا يحمل اسم جبهة النصرة وكان مصنفا على لوائح الارهاب، بمن فيها اللوائح التركية، تغير اسم التنظيم ولا زال متصدرا قوائم الارهاب لدى كثير من الدول. 


حول ذلك يقول مصدر معارض من اسطنبول لاسيا نيوز: حاول الجولاني خلع جلبابه وارتداء بزة رسمية، اجرى مقابلات مع اعلام غربي، وروج لنفسه وتنظيمه بانه معتدل وليس عدوا للغرب، لكن النتيجة لم تتغير، اذ ليست مشكلة هذا التنظيم مع دول بعينها فقط، بل مشكلته الاكبر هي مع باقي فصائل المعارضة، حيث باتت صورة تنظيمه اكثر سوادا من راياته في نظر جميع الفصائل الاخرى، بل حتى تلك الميليشيات التي كانت محسوبة على مدرسته العقائدية اصبحت متوجسة منه بسبب ملاحقاته لها مثلما حصل مع جنود الشام و ومسلم الشيشاني. 


في هذا السياق افادت مصادر مقربة مما يسمى بالجيش الوطني بأن تمظيم تحرير الشام نقل تجربة هذا الجيش في مناهضة التطرف "فكرياً " بعد نجاح هذه التجربة في السنوات السابقة في إعادة تأهيل العناصر المتطرفة.


فيما ‏نشرت وسائل إعلام تابعة لتحرير الشام صوراً تبين فيها قيامها بإجبار اعضاء فصيل جند الله المتطرف على اتباع دروس دينية وكما اشيع فإن هذه الدورات مناهجها مصممة  للمتطرفين وذلك لتخفيف غلوائهم ولفهم اصوب للدين الاسلامي بحسب تلك الوسائل. 


تعليقا على ذلك قال الشيخ عبد الرحمن ابو كعكعة : والله لو أن الجولاني وعصابته قرءوا فصوص الحكم والفتوحات المكية لابن عربي في معاهدهم، ومزقوا كتب الخوارج وأحرقوها 


لقلنا ليس هذا تراجعا عما كانوا عليه، وإنما هي تلونات شيطانية ليخدعوا بها الناس وقد قامت عندنا مئات الأدلة في خلال هذه السنوات أنهم أعداء للثورة، بحسب قوله. 


في حين قالت مصادر محلية في ريف حلب الشرقي لمراسل اسيا: ان ما اعلنته الهيئة من مناهضة للتطرف بحسب زعمها كمن يقول بأن تنظيما متطرفا وارهابيا يناهض التطرف، وختمت بالقول: ان مكافحة التطرف بالنسبة للجولاني وجماعته هي ملاحقة اي تنظيم يشكل منافسة او تهديدا لمصالحهم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3