الكابيتال كونترول: عون يدعم إقراره وباسيل يعتبره "تشريعاً للسرقة‎"!‎

2021.12.06 - 08:26
Facebook Share
طباعة

 كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول: على قاعدة "الحرب سجال"، يتعاطى "حزب الله" مع نكسة استقالة الوزير جورج قرداحي ‏باعتبارها مجرد "جولة خاسرة" على حلبة المعارك الاستراتيجية التي يخوضها داخلياً ‏وخارجياً، فرفع الراية البيضاء أمام الضغط الفرنسي لـ"قبع" قرداحي قبل أن يقبض الثمن ‏‏"قبعاً" للمحقق العدلي في جريمة المرفأ، كما كان يراهن ويأمل، من خلال محاولاته الدؤوبة ‏في الفترة الماضية لشبك الحلول بين المسارين على طاولة "الأخذ والرد" مع رئيس الحكومة ‏نجيب ميقاتي لرفع الفيتو عن انعقاد مجلس الوزراء‎. 

‎ 
وبهذا المعنى، نجح ميقاتي بالشكل والجوهر في اقتناص الفرصة الفرنسية المؤاتية لنزع ‏‏"صاعق" قرداحي من قبضة "حزب الله"، وتقديمه على "طبق من فضة" إلى المملكة العربية ‏السعودية بمعيّة الرئيس إيمانويل ماكرون، فكافأه الأخير باتصال جدة المشترك مع ولي العهد ‏السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليطلق ميقاتي تحت وطأة "سكرة" الاتصال سلسلة تعهدات ‏حكومية، رأت مصادر سياسية أنها أقرب إلى "الأحلام الوردية سرعان ما ستقتلها كوابيس ‏اليقظة على أرض الواقع اللبناني‎". 
‎ 
ولعلّ إعراب رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط عن الهواجس المتصلة بـ"الدور ‏التقليدي لقوى الظل في تخريب كل شيء وقتله" صبّ في خانة ارتفاع أسهم التوقعات الوطنية ‏بأن يجهض "حزب الله" خارطة الطريق الفرنسية - السعودية لإنقاذ لبنان، لا سيما وأنها ‏لامست في ركائزها "محرّمات" إقليمية ولبنانية، وفق تعبير المصادر. فعلى المستوى الإقليمي ‏تضمنت مقررات جدة "تقاطعاً في المواقف بين الرياض وباريس مناهضاً لإيران نووياً ‏وباليستياً وفي ما يتعلق بأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة بما فيها الهجمات المسيّرة ‏والصاروخية"، وهذا تفصيل جوهري لا يمكن للحزب القفز فوقه، بينما على المستوى اللبناني ‏وضع البيان السعودي - الفرنسي دفتر شروط سيادياً لمد يد العون إلى لبنان، سيكون من ‏المستحيل تطبيقه حكومياً لا سيما في ما يتصل بالتشديد على "وجوب حصر السلاح بيد ‏مؤسسات الدولة الشرعية ومراقبة الحدود وضبط المعابر والمرافئ البحرية والجوية والبرية ‏وألا يكون لبنان مصدراً لأي عمل إرهابي يزعزع استقرار المنطقة أو في تصدير المخدرات، ‏وصولاً إلى التشديد على ضرورة الالتزام باتفاق الطائف والحفاظ على سيادة البلد تحت سقف ‏قرارات مجلس الأمن 1559 و1701 و1680 والقرارات الدولية ذات الصلة‎". 
‎ 
وبالتالي، من المرجح أن تعود الغيوم لتتلبّد تباعاً مع مرور الأيام تحت وطأة عجز الحكومة ‏اللبنانية عن الإيفاء بتعهداتها أمام الرياض وباريس، وعلى وجه أخص في ما هو مرتبط ‏بالسلاح غير الشرعي وضبط الحدود والمعابر الشرعية، سيّما وأنّ رئيس الجمهورية ميشال ‏عون بدا في حديثه لصحيفة "الشرق" القطرية كرأس حربة في مشروع التصدي لأي مقاربة ‏جديدة لموضوع سلاح "حزب الله" وأدائه على المستويين الداخلي والخارجي، معتبراً أنّ "كل ‏شيء مطلوب من "حزب الله" يلتزم بتنفيذه ولم يتجاوز بنود قرار مجلس الأمن الدولي ‏‏1701". وفي السياق نفسه، أتى التعليق الأولي من دوائر قصر بعبدا على مسألة المكالمة ‏الهاتفية التي جرت بين ماكرون وبن سلمان مع رئيس الحكومة، ليحصر مفاعيلها ضمن نطاق ‏‏"الانطباع الإيجابي" الذي نقله ميقاتي لعون، وعكس من خلاله "أجواء من الارتياح" جراء ‏الاتصال، لكنها طرحت في المقابل تساؤلات محورية حول "الآلية المنوي اعتمادها لترجمة ‏ذلك على أرض الواقع"، وأردفت بالقول: "من المؤكد أنّ التوافق الفرنسي - السعودي حول ‏مساعدة لبنان شكل تطوراً مهماً على صعيد خرق الجمود في جدار أزمة العلاقات اللبنانية - ‏الخليجية، غير أنّ تبلور المشهد أكثر يحتاج إلى مزيد من الوقت بانتظار اتضاح الأمور على ‏مستوى الآليات التنفيذية لهذا التوافق"، مشيرةً إلى أنّ "الرئيس عون لا يزال ينتظر اتصال ‏الرئيس الفرنسي لوضعه في أجواء اجتماعات جدة وليطلع منه على مزيد من التفاصيل، كما ‏سيلتقي ميقاتي (اليوم) على هامش اجتماع توقيع الاتفاقية الفرنكفونية في قصر بعبدا وسيبحث ‏معه في "مرحلة ما بعد" الاتصال الفرنسي - السعودي، ولذلك لا بد من التريث في ردات ‏الفعل قبل تبيان الخطوات الآيلة إلى وضع الترجمات العملية لهذا الاتصال‎". 
‎ 
تشريعياً، تتجه الأنظار إلى جلسة الهيئة العامة غداً لتحديد الخيط الأبيض من الأسود في ما ‏يتعلق بقضيتي التحقيق العدلي في انفجار المرفأ وقانون الكابيتال كونترول... ففي حين لا تزال ‏‏"الطبخة" غير ناضجة بعد لنزع صلاحية مساءلة النواب والوزراء والرؤساء من يد المحقق ‏العدلي في جريمة 4 آب وحصرها بلجنة تحقيق برلمانية تحت لواء المجلس الأعلى لمحاكمة ‏الرؤساء والوزراء، برز في ملف قانون الكابيتال كونترول تضارب في التوجهات بين رئيسي ‏الجمهورية وتياره. إذ وبينما أعرب عون في حديثه للصحيفة القطرية عن أمله في "أن يتم ‏إقرار اقتراح القانون في مجلس النواب لأنه يشكل خطوة على طريق حل مشكلة الودائع"، ‏كانت تغريدة مسائية مناقضة لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل أعلن فيها رفض ‏إقرار القانون باعتباره "تشريعاً لسرقة المودعين"، مشدداً على أن قانون الكابيتال كونترول ‏أتى اليوم "للعفو عن تحويلات مشبوهة صارت وترك الاستنسابية لمصرف لبنان بالتحويلات" ‏المستقبلية، وأبدى في المقابل إصراره على إقرار "قانون استعادة الأموال المحوّلة للخارج‎". 
‎ 
وتوازياً، أبدى نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار موقفاً حازماً رفضاً لإقرار "مشروع ‏الكابيتال الكونترول الذي يتم درسه حالياً في مجلس النواب تحضيراً للتصويت عليه"، لما ‏تعتريه من "شوائب عدة في الشكل والمضمون" ولما يشكله من "خطر داهم على حقوق ‏المودعين، كما يشكل في بعض جوانبه اعتداءً خطيراً على حقوقنا الدستورية"، كاشفاً أنّ ‏‏"النقابة بصدد تشكيل لجنة تضم محامين واقتصاديين متخصصين لمتابعة ودراسة القوانين ‏والخطوات اللازمة لحماية حقوق المودعين كاملةً‎". 
‎ 
وكذلك، على المستوى القضائي لفت نادي القضاة في بيان أمس إلى أن "ما يتمّ تداوله مؤخّراً ‏باقتراح قانون يرمي إلى وضع ضوابط مؤقتة واستثنائية على التحاويل المصرفية والسحوبات ‏النقدية ينطوي على مخالفات دستورية وقانونية جوهرية لا يمكن إغفالها"، رافضاً ما ينصّ ‏عليه الاقتراح "بشمول تطبيقه المنازعات والدعاوى التي لم يصدر فيها حكم مبرم"، بوصفه ‏‏"تدخلاً سافراً من قبل السلطة التشريعية في عمل السلطة القضائية وضربة إضافية ‏لاستقلالها". وخلص البيان إلى التحذير من مغبة إقرار اقتراح القانون لأنه "يشكل شذوذاً ‏قانونياً عن كل ما هو مألوف من مبادئ دستورية وقانونية وأعراف سائدة‎".‎
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7