الجوع والفقر يوحدان سكان الشمال والشرق السوريين

عمر قدور

2021.12.03 - 05:28
Facebook Share
طباعة

 يعيش سكان مناطق ادلب و ريف حلب من جهة، ومناطق ما تسمى بالادارة الذاتية مصيرا مشتركا، رغم اختلاف طموحات الميليشيات المسيطرة على الشمال والشرق السوريين، حيث وحدت صراعات ميليشيات تركيا وقسد جميع السكان على مشهد الجوع وصعوبة المعيشة. 


ادلب جوعى وتركيا مشغولة بالخنادق

منذ العام الماضي اعتمدت مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سورية، تداول الليرة التركية إلى جانب الدولار الأميركي  ، وكان من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى استقرار الأوضاع الاقتصادية المأساوية في المنطقة بحسب ما امل المعارضون. 


لكن على عكس التوقعات ومنذ ذلك الحين، تهاوت قيمة الليرة التركية بشكل كبير وفقدت 45٪ من قيمتها. أكثر من 20٪ فقط خلال الشهر الماضي، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لآلاف السوريين في هذه المناطق حيث أصبح استخدام الليرة السورية فيها محدودا.


وكان قرار السلطات في آخر معاقل المجموعات التكفيرية المسلحة والمعارضة يرمي لحماية المنطقة من تداعيات قانون قيصر الصادر الذي سنته واشنطن وفرضت بموجبه عقوبات على دمشق وحلفائها. 


تقول المصادر الخاصة لمراسل آسيا في الشمال السوري: ان الاوضاع المعيشية مأساوية، كل شيء مرتفع الثمن ويصعب الحصول عليه. 


وتضيف المصادر: ان ما يولد صعوبة الحصول على السلع الغذائية و غيرها هي القوانين التي سنتها ما تسمى بحكومة الانقاذ ومن ورائها تنظيم تحرير الشام الارهابي، بمنع دخول بعض المواد الزراعية والسلع، اضافة لوجود ميليشيات وعصابات في كل المناطق تأخذ الاتاوات من التجار واصحاب البضائع. 


فيما اكد مصدر في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ان 97 ٪ من سكان المنطقة يعيشون في فقر مدقع.


احد الاكاديميين الاقتصاديين فيما تسمى جامعة حلب الحرة قال لآسيا نيوز : يتسبب انهيار الليرة التركية بموجة غلاء غير مسبوقة. وخلق الارتفاع الجنوني للأسعار إشكالية كبرى بالنسبة للعميل والتاجر على حدٍ سواء.


بالتزامن مع هذه الاوضاع السيئة، تعيش تركيا اياما اقتصادية صعبة دفعت اردوغان للقول بانه لن ينجح اعداء تركيا من ابتزازها في عملتها عبر خفض قيمتها واضعافها، ورغم تلك التصريحات الا ان موجة الغلاء الغير مسبوقة لا زالت تجتاح الاراضي التركية وفق مصادر وكالة آسيا في كل من اسطنبول وأنقرة. 


الى ذلك اكدت مصادر ميدانية لاسيا صحة التقارير الاعلامية التي افادت بأن الجيش التركي حفر خندقًا على طول الطريق السريع M4 شمال سورية في محاولة لمنع الميليشيات الكردية من شن هجمات على مناطق سيطرته، واضافت المصادر بأن هناك حالة خوف بين المدنيين من ان يؤثر ذلك على بعض عمليات التهريب، حيث كانت بعض السلع تصل من مناطق قسد الى مناطقهم. 


واشنطن و محاولة انعاش مناطق قسد

لا تختلف ظروف الحياة في مناطق سيطرة قسد والاحتلال الامريكي كثيرا عن مناطق سيطرة الميليشيات المعارضة المدعومة تركيا في ادلب وريف حلب. 


حيث تؤكد مصادر اهلية لاسيا نيوز بأن الحالة المعيشية لا تطاق وسط ارتفاع اسعار كل شيء، وممارسات قسد وقراراتها عبر ادارتها الذاتية. 


وتضيف المصادر: تعمد قسد على زيادة مواردها عبر زيادة الاسعار واخرها الخبز، والمحروقات، اضافة لمصادرة الاملاك بذرائع امنية، ما ولد حالة غضب بعضها ظاهر  وبعضها مضمر وهو الاكثر. 


من جهته رأى مصدر كردي بأن مايحكى عن جوع في مناطق الادارة الذاتية مبالغ فيه، اذ ان هناك حدودا مع العراق وعبرها يتم تهريب كل ما يحتاجه الناس من سلع، واضاف المصدر لوكالة اسيا: لا انفي حالة السخط الشعبية بين الكرد والعرب على حد سواء، لكن الحليف الامريكي بحسب معلوماتي وعد بمساعدة الادارة الذاتية ومسد في خلق بنية تحتية تمتص غضب الناس وتحسن صورة الادارة الذاتية وقدرتها على ادارة امور السكان وفق قوله. 


في هذا السياق عقدت الوكالة الأميركية للتنمية اجتماعاً مع منظمات مدنية محلية في مدينة الرقة شمالي سورية، وبحثت كيفية إعادة وتأهيل البنى التحتية والطرقات وتنشيط قطاع الإنشاءات و المشاريع التي يجب دراستها بهدف تنفيذها، كتأهيل الجسور وتعبيد الطرق وتأهيل شبكات الصرف الصحي والكهرباء ومياه الشرب. 


كذلك اكدت مصادر وصفت نفسها بالعليمة لوكالة اسيا انعقاد اجتماع بين وفد من قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي و قادة مجلس دير الزور المدني والمجلس العسكري حيث تم التباحث في إمكانية فتح مشاريع تنموية لإنعاش المنطقة اقتصادياً بريف دير الزور الشرقي، وتأمين فرص عمل وتشغيل اليد العاملة لأبناء المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4