أميون منشقون يتحولون لأكاديميين و يحصدون الشهادات شمال سورية

علي مخلوف

2021.11.26 - 07:35
Facebook Share
طباعة

 يعاني الشمال السوري الذي تسيطر عليه ما تسمى بالمعارضة جدلا ومشاكلا فيما يخص قطاعي التربية والتعليم، بدءا من انقطاع عشرات الاف الاطفال عن المدارس بسبب ظروف الحرب الى افتتاح مدارس شرعية تشرف عليها جهات تكفيرية رفض كثيرون ارسال اطفالهم اليها، الى مشاكل المناهج التركية واخرها اشكالية كتاب يسيء للنبي، مرورا بمشاكل طلاب الجامعات السورية الذين منعوا عن التقديم لامتحاناتهم لانها في مناطق الحكومة السورية، وصولا الى مشاكل ما تسمى بجامعة حلب الحرة وما يعتريها من فساد ومحسوبيات، واخيرا حصول قادة ميليشيات شبه اميين على فرصة تعلم جامعي و قيام جنرالات منشقين بحصد شهادات عليا على الرغم من عدم منطقية مدة دراستهم. 

أميون بصفة قادة وأكاديميين 

تغيرت النخب المجتمعية بفعل مفرزات الحرب، لم يعد اي مثقف او اكاديمي قبلة للغير ليؤخذ برأيه، ولم يعد لديه مكان حتى بين من اعتقد ان لجوئه اليهم سيكفل له مكانا يناسب ما حصل عليه من شهادات ومعارف. 

يعيش الرأي العام في الشمال السوري حالة غضب واستياء بفعل صعود شخصيات كانت بالأمس تعمل في حرف بسيطة ولا يحوزون اي ادنى تعليم، لقد كان حمل السلاح وتزعم الميليشيات هي الورقة السحرية التي حولت بائع خرداوات الى قائد او معلما للتمديدات الصحية الى منظر عسكري. 

فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي لدى ما تسمى بالمعارضة السورية بخبر قبول محمد الجاسم الملقب بأبو عمشة ضمن طلاب ما تسمى بجامعة حلب الحرة بقسم الحقوق، علما بأن ابو عمشة ذاته كان قد عرف عن ذاته عند بداية تشكيله لمجموعة تتكون من ٥٠ مقاتلا بأنه يحمل الشهادة الابتدائية 

فيما اكدت مصادر من ادلب بأن هناك العديد من أمثال أبو عمشة باتوا اصحاب الامر والنهي في الشمال وبعضهم كان بائعا للشاي والقهوة والبعض الاخر كان حدادا او بائعا للخضار، ثم تحولوا الى رجال اعمال وجنرالات حرب و غالبية هؤلاء موجودون حاليا فيما يسمى بالجيش الوطني المنتشر بريف حلب الشرقي. 

من سائق جرار الى جنرال 

يقول مصدر يصف بنفسه بأنه على معرفة وثيقة بأبو عمشة وعائلته أن المذكور كان بالكاد يعرف الكتابة، مضيفا بأنه بدأت احول محمد الجاسم بالتغير منذ ان تزعم جماعة تضم عشرات المقاتلين واستغلت عمليات التهريب لتكوين ثروات. 

فيما تهكم احد الاكاديميين السوريين المعارضين والذي يعيش في اسطنبول بالقول :‏أبو عمشة في بداية الحرب خضع لدورات محو أمية بمدينة بنش، اليوم أبو عمشة طالب في السنة الرابعة بكلية الحقوق، ولن تنتهي الحرب إلا وأبو عمشة يحمل شهادة الدكتوراه، وربما ينافس في المعارضة البروفيسور برهان غليون بحسب تعبيره. 

صحفي معارض يتواجد في ريف حلب علق على الموضوع بالقول: ‏إن صح خبر قبول جامعة حلب ( الحرة ) تسجيل المارشال أبو عمشه في كلية الحقوق وهو أمي جاهل لايحمل حتى شهادة تاسع ! فعندها تستحق الحكومة المؤقتة ورئيس الجامعة وعميد الكلية ونقابة المحامين ومؤسسات القضاء وكل حقوقي مائة مسبة لقبولهم  بتلك النفايات. 

فيما تساءل آخرون متى وجد ابو عمشة وقتا للدراسة وهو تارة قائد عسكري يخوض معارك ويعقد اجتماعات ويأتي ويذهب من والى تركيا ويشرف على عمليات التهريب وكذلك يدير فصيل سليمان شاه؟ 

‏جنرال يجمع الشهادات العلمية وسط تساؤلات

لم يكن قادة الميليشيات وحدهم من تغيروا بقدرة قادر واصبحوا حملة شهادات، فلقد تعدى ذلك الى ضباط منشقين حصلوا على عدة ماجستيرات خلال سنوات قليلة. 

العميد البحري المنشق عن الجيش السوري أحمد رحال قال في تغريدة له على تويتر : بفضل من الله تعالى وبعد حصولي على شهادة ماجستير بالعلوم السياسية وماجستير بالإعلام من جامعة صباح الدين زعيم بتركيا، أكرمني الله اليوم بنيل شهادة "مهارات التحليل السياسي" من نفس الجامعة.

حول ذلك علق صحفي معارض قائلا: نحن نعلم بأن ضباط الجيش هم اما على سهادة البكالوريا، او مهندسون خريجي الاكاديمية العسكرية العليا،  ولن نجزم بأن رحال قد استطاع منذ العام ٢٠١٢ اي سنة انشقاقه الانضمام للجامعة، وسط ظروف صعبة فضلا عن عمله ضمن الفصائل قبل ان يتم استبعاده، بالتالي لنقل انه بدأ الدراسة عام ٢٠١٥ فهل ٥ سنوات كافية ليحصل المرء على عدة شهادات عليا؟ كل واحدة منها يحتاج الى ٤ سنوات اختصاص ثم سنتي ماجستير؟ ورحال بات يحمل ٣ ماجستيرات فهل يعتقد بأنه يجمع اوسمة او تذكارات. 

غضب عارم من مناهج تركية 

استفاق اهالي ادلب على انتشار كتب مدرسية مرسلة من وزارة التربية التركية تتضمن اساءات للنبي محمد على حد وصفهم. 

وفي المعلومات ان كتابا مدرسيا للصف الأول بعنوان “السيرة النبوية”، وزع في مناطق ريف حلب، حيث تسيطر ما تسمى بالحكومة السورية المؤقتة”، وإنها تتضمن إساءة للنبي محمد.

وتظهر الصور مواضيع زواج الرسول ومرضعته وابنته فاطمة، مرفقة برسومات تشرح المعلومات المدرجة في هذه المواضيع.

كما توضح الصفحات الأولى من الكتاب أنه طُبع للطلاب السوريين من قبل وزارة التربية والتعليم التركية للعام الدارسي 2021-2022.

حول ذلك قال ما يسمى برئيس اتحاد الإعلاميين السوريين في الشمال السوري، جلال تلاوي، إن الكتاب وُزع في بعض المناطق بريف حلب الشمالي لكنه سُحب مباشرة، بعد التواصل مع مديريات التربية والأشخاص المسؤولين عن هذا الأمر.

ردود فعل غاضبة من طلاب جامعة إدلب بعد قيام الأخيرة بإرسال طالبة (أ.ح.م) خريجة عام 2018 من جامعة حلب التابعة للنظام السوري بمنحة "دراسات عليا" إلى تركيا متجاهلين بذلك العديد من خريجي جامعات الشمال السوري . 

بينما نفت ما تسمى بالحكومة السورية المؤقتة علمها بالكتاب المدرسي، مشيرة في بيان أصدرته أن الكتب المدرسية المعتمدة من قبل الحكومة هي من طباعة مؤسسة “قطر الخيرية” وممهورة بخاتم الحكومة.

لكن هذا الجدل حسمه مركز استشراف للدراسات والأبحاث الجهة المشرفة والمسؤولة على المادة العلمية في المنهاج، بإدارة يوسف أوزترك، وعماد الدين الرشيد  والذي أعلن تعاونه مع وزارة التربية لسحب الكتب من أجل معالجة الأمر، وأوضح المركز في بيان رسمي أنه قام بتأليف عدد من الكتب المدرسية بتكليف من وزارة التربية التركية، ومن بينها كتب السيرة النبوية للمرحلة الابتدائية، وقد احتوت مقدمات كل درس صورًا معاصرة مع أسئلة عليها؛ لتهييء التلميذ للدخول إلى الدرس، وليست هذه الرسوم من أحداث السيرة ولا تعبر عنها،فأشخاصها معاصرون لباسًا ومكانًا وزمانًا، ولا يحتاج الإنسان إلى أدنى جهد من أجل أن يكتشف أنها لا تعبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحداث حياته، والفقرات التالية لفقرة التمهيد هي التي تحمل أحداث السيرة وتعبر عنها مضمونًا.  

يذكر ان  وزارة التربية والتعليم التركية تشرف على عملية التعليم في الشمال السوري عن طريق المجالس المحلية التي تدير هذه المناطق، وذلك منذ سيطرة جماعات المعارضة على المنطقة بدعم تركي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1