بين صعوبة المعيشة والاغتيالات.. قسد أمام تحديات

نائل محمد

2021.11.23 - 08:19
Facebook Share
طباعة

 مع الحديث عن تأكيدات بأن العملية العسكرية التركية المرتقبة ضد قوات سوريا الديمقراطية لن تبصر النور بسبب عدم توفر غطاء دولي وإقليمي لها، بدأت معالم مرحلة جديدة ترتسم في شرق الفرات، مشكلةً تحديات كبيرة للتنظيم الكردي، أولها الحالة المعيشية في مناطق سيطرته وآخرها عمليات استنزاف عبر  التصفيات والاغتيالات واستهداف الأرتال العسكرية.


أحداث أمنية وقسد في حالة استنفار

في خضم حالة الترقب التي تلف المشهد في الشمال والشرق السوريين، طرأت أحداث أمنية داخل البيت الكردي، تمثلت بانشقاقات تارةً و عمليات اغتيال تُسجل ضد مجهول تستهدف عناصر قسد تارةً أخرى.


في هذا السياق أفادت المعلومات الواردة من الشرق السوري بأن المسؤول عن الآليات المتوسطة وورشات العمل الخاصة بحفر الأنفاق الأرضية في مدينة عين العرب والتابع لتنظيم قسد قد انشق وهرب وبحوزته وثائق وصور ومخططات إضافةً لملبغ مالي قُدر بحسب مصادر خاصة بما يقارب الـ 200 ألف دولار.


وتضيف المصادر بالقول: لقد أن المسؤول الذي لم يتم التصريح عن اسمه قد رافقه عنصرين من مرافقيه، وقد وصل لمنطقة درع الفرات الخاضعة للجماعات المدعومة تركياً.


وسط ذلك لم يصدر أي بيان أو ردة فعل من قبل تنظيم قسد حول الموضوع، مقابل ضخ إعلامي كثيف للمعارضة حول الموضوع.


بدورها قالت أوساط محلية في عين عرب أن هناك حالة استنفار لعناصر قسد في المنطقة، حيث بدأت الدوريات تتكثف وشوهدت آليات وجرافات تجوب بعض المناطق، وتعليقاً على ذلك رأى مصدر معارض بأن ما يحدث حالياً من توتر بين صفوف قسد شيء طبيعي ، بل ومن البديهي أن تُرى آليات وجرافات قسد في المنطقة من أجل تغيير بعض الأنفاق ومواقعها و إخلاء الأنفاق التي توجد فيها ذخائر وأسلحة، على اعتبار أن المسؤول المنشق لديه مخططات ومواقع تلك الأنفاق وسوف يسلمها للتركي عبر فصائل الشمال بطبيعة الحال وفق رأيه.


وفي سياق متصل قام عناصر قسد باعتقال عدد من مالكي محال التصوير بالإضافة لمصادرة معداتهم في مدينة الشدادي بريف الحسكة عرف منهم المصور أحمد الفريح لأسباب مجهولة ، فيما يربط البعض هذه الإجراءات بتعليمات أصدرتها قيادة قسد بوجوب منع عمليات التصوير بالقرب من المراكز المدنية والعسكرية التابعة للتنظيم الكردي.


عمليات اغتيال وفوضى أمنية 

لا تمر أيام في شرق سورية ومناطق سيطرة قسد دون الإعلان عن اغتيال لأحد عناصره، أو استهداف آليات تابعة له والفاعل دائماً ما يُقيد ضد مجهول، وسط حديث عن تنامي البيئة المعادية لقسد بين سكان المنطقة، فيما يقول مصدر مقرب من التنظيم الكردي أن هناك مخاوف لدى قسد من أن وجود يكون للعشائر العربية يداً في تلك العمليات وفق أحد المصادر المقربة من التنظيم الكردي.


في هذا السياق قُتل أحد عناصر قسد، أيمن عيفان الحسين من قرية درنج بريف دير الزور الشرقي إثر كمين نفذه مجهولون استهدف آلية عسكرية تابعة  "لقسد" للتنظيم بالقرب من الطريق العام في قرية سويدان جزيرة، وعلى صعيد آخر قُتل عدد من مسلحي  قسد وأُصيب آخرون منهم في هجومين منفصلين نفذتهما الفصائل الشعبية بريفي محافظتي  الحسكة و دير الزور، وفي ريف دير الزور الشرقي أشارت المصادر إلى أن مجموعة من الفصائل الشعبية استهدفت بالأسلحة الرشاشة أحد الحواجز التابعة لقسد في بلدة سويدان ما أدى إلى مقتل أحد المسلحين على الفور.


وفي تطور لافت تعرض رتل عسكري روسي لإطلاق نار في قرية الحسينية الخاضعة لسيطرة قسد في محافظة دير الزور، وتقول المعلومات أن الفاعلين وراء ذلك قد يكونون تابعين لمجلس دير الزور العسكري الذي يترأسه أبو خولة.


ما يحدث قد يخلط الأوراق ببعضها في شرق الفرات، إذ بدأت عمليات الاغتيالات واستهداف الآليات والأرتال العسكري تنشط بقوة خلال الثلاثة أيام الماضية، وهذا بحسب بعض المراقبين قد يكون دليلاً على اتباع سياسة الاستنزاف واثارة القلاقل الأمنية بسبب عدم حصول أنقرة على ضوء أخضر لعمليتها العسكرية التي كانت يُروج لها.  


خطوات استباقية من أجل احتواء غضب شعبي

تفيد مصادر محلية من مناطق سيطرة قسد بأن الوضع المعيشي بات شبه مستحيل بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار  وتحكم التنظيم الكردي بالكثير من السلع، فضلاً عن قلة القمح ما تسبب بأزمة خبز.


في هذا السياق أكدت مصادر أهلية تزاحم طوابير المدنيين أمام الأفران في بلدات ريف البوكمال الواقعة بسبب توقف 5 أفران عن العمل لعدم وجود مادة الطحين .


على صعيد آخر شنت قسد  حملة مداهمات و اعتقالات في قريتي الخمايل و الكرامة جنوبي الحسكة طالت مالكي بائعي المحروقات على الشوارع العامة بعد قيام دورية بمحاولة مصادرة المحروقات، وسط معلومات عن ارتفاع الأسعار وندرة هذه المواد مع قدوم فصل الشتاء.


فيما أكدت مصادر أهلية في تلك القرى بأن عناصراً من قسد هم من يأتون بالمحروقات لهؤلاء الباعة، إذ لا يتجرأ أحد على بيع المحروقات دون أن يكون له علاقات وتغطية من قادة ميدانيين وصغار من التنظيم الكردي، وفق قولهم.


وسط هذا الواقع المعيشي الصعب لأهالي الشرق السوري، تبرز محاولات من التحالف الدولي لمساعدة قسد في احتواء الشارع، حيث زار وفد من التحالف الدولي بلدة الباغوز و التقى عدد من وجهاء المنطقة و الكوادر الطبية في المجلس المحلي التابع  لقسد ، وقد تحدث الوفد عن وجود خطة شاملة لدعم القطاع التعليمي و الصحي وتعهد بتقديم سيارة إسعاف للمركز الصحي في البلدة، ما اعتبرته أوساط عشائرية في المنطقة محاولةً من التحالف لتخفيف الاحتقان الشعبي ضد التنظيم الكردي، بحسب اعتقادها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7