جمعية امريكية تطلق مبادرةً لتغيير النمط السائد عن المسلمين في السينما

اعداد كارلا بيطار

2021.11.13 - 11:42
Facebook Share
طباعة

 

 
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الأربعاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن جمعية Pillars Fund الأمريكية أطلقت مبادرةً لزيادة اندماج المسلمين في صناعة الأفلام بالتعاون مع شركة والت ديزني Walt Disney Company، وذلك في أعقاب تقرير نُشِرَ حول ندرة تصوير المسلمين في الأفلام الشهيرة وربط العديد من الشخصيات المسلمة في الأفلام بالعنف.
إذ أعلنت الجمعية ومقرها شيكاغو، عن مشروع "قاعدة بيانات بيلارز للفنانين المسلمين" يوم الثلاثاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وكانت الجمعية هي التي أصدرت التقرير السابق ذكره حول تصوير المسلمين في صناعة الأفلام بالتعاون مع جامعة جنوب كاليفورنيا، ومبادرة أننبرغ للاندماج الاجتماعي، وغيرهما.
في حين قال رئيس الجمعية وأحد مؤسسيها كاشف شيخ، إنهم حين ناقشوا نتائج التقرير مع العاملين في الصناعة؛ قال كثير منهم إنّهم لم يعرفوا أين يمكنهم العثور على كُتاب أو ممثلين مسلمين.
أردف "شيخ" أن قاعدة البيانات الجديدة تستهدف منح الممثلين، والمخرجين، والمصورين السينمائيين، وفنيي الصوت المسلمين وغيرهم فرصةً لإنشاء ملفات شخصيات على الإنترنت ليُراجعها المختصون بالتوظيف في مجال إنتاج الأفلام والأعمال التلفزيونية والبرامج التي تُعرض بالبث المباشر، وذلك حتى يُساعدوا في تقديم صورةٍ أكثر دقة عن المسلمين.
يقول "شيخ" إنّ هذه الطريقة "ستُمكّن المسلمين في جميع أنحاء البلاد من المشاركة والحديث عن مواهبهم وتجاربهم. والغرض الأساسي من قاعدة البيانات هو أن تكون مورداً يُعتمد عليه لشركات الإنتاج، ولصناعة الأفلام".
حيث صدر التقرير بعنوان "غائبون ومطعونون Missing & Maligned" في يونيو/حزيران 2021، وحلّل الـ200 فيلمٍ الأعلى إيراداً بين عامي 2017 و2019 في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا.
كشف التقرير أن نسبة المسلمين من بين 8.965 شخصية ناطقة في الأعمال الفنية لم تتجاوز الـ1.6%. وأردف أن 60% على الأقل من الشخصيات المسلمة الرئيسية والثانوية ظهروا في أفلام تاريخية أو تدور أحداثها في الماضي القريب. بينما ظهر أقل من 40% منهم في ثلاثة أفلام تدور أحداثها خلال وقتنا الحاضر في أستراليا بحسب التقرير، وغالبية تلك الشخصيات ظهرت في فيلمٍ واحد هو فيلم Alis Wedding الذي صدر عام 2017، وهو الفيلم الوحيد في الوقت الحاضر الذي تلعب دور بطولته شخصيةٌ مسلمة.
كما نشرت الجمعية بالتعاون مع مبادرة الاندماج الاجتماعي، والممثل البريطاني ريز أحمد وشركة إنتاجه Left Handed Films، تقريراً مصاحباً بعنوان: "مسودة اندماج المسلمين The Blueprint for Muslim Inclusion". وكان الهدف من التقرير "إحداث تغيير جذري على طريقة تصوير المسلمين على الشاشة".
قبل إصدار التقرير، كانت الجمعية قد بدأت المحادثات مع شركة ديزني، التي دعمت إنشاء قاعدة البيانات بمنحةٍ قدرها 20 ألف دولار، وفقاً لـ"شيخ".
في حين قالت كبيرة مسؤولي التنوع في ديزني، لاتوندرا نيوتن، خلال بيانٍ لها، إن هذا الدعم كان جزءاً من جهود الشركة المتواصلة "لتضخيم الأصوات ناقصة التمثيل والقصص التي لا تُروى. ويُشرفنا دعم قاعدة بيانات بيلارز للفنانين المسلمين الجديدة".
يُعد دعم ديزني لهذه المشروعات آخر مثالٍ على ترويج الشركة ثقافة التنوع، وسط شكاوى من أن هوليوود لا تُوفّر كثيراً من الفرص للنساء، وأصحاب البشرة الملونة، وذوي الاحتياجات الخاصة.
وتعتبر السينما الأمريكية واحدة من كبرى الصناعات في العالم اليوم.
ويؤكد المتابعون للمشهد الثقافي العالمي، أن الولايات المتحدة الأمريكية نجحت في تحويل صناعة السينما إلى سلاح ناعم تواجه به خصومها، أو من يشكل خطراً عليها، فعندما كانت في حالة عداء مع الاتحاد السوفييتي، كانت الأفلام المصنوعة آنذاك تسلط الضوء على الأوضاع دخل دول الاتحاد السابق، وتشوه تاريخ وثقافة المنظومة الاشتراكية، وحرصت هوليوود على تقديم النظام الشيوعي كأداة للقمع ومصادرة الحريات وامتهان الشعوب، ونجحت في ذلك بقدر كبير.
كما تشكل السينما الأمريكية مجالاً حيوياً لعمل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حيث تعمل هوليوود على الترويج للسياسة الخارجية الأمريكية من خلال أفلام تقدم الدعاية المباشرة لأجهزة التجسس الأمريكية.
بعد انتهاء الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفييتي اتخذت الدوائر الغربية من الإسلام عدواً جديداً، يدور حوله صراع الهوية والوجود في العالم.
ودخلت صناعة السينما الأمريكية مضمار هذه الحرب بكل قوة، فجسدت أفلامها المسلمين بشكل عام والعرب بشكل خاص، بصورة بشعة، وظهر المسلم في الغالب كإرهابي وقاتل وجاهل متطرف دينياً، شهواني، يسيء معاملة النساء، شرس ومحب للدماء.
وأخذت هذه الصورة تتبلور أكثر بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، التي شُنت خلالها مجموعة من الهجمات في الولايات المتحدة الأمريكية، استهدفت مواقع حيوية، عبر تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية لتصطدم بمركز التجارة العالمي بمنهاتن، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية ومواقع أخرى، أظهرت التحقيقات لاحقاً مسؤولية تنظيم القاعدة عنها.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4