"كورونا" لبنان.. ما هو مصير العام الدراسي؟

2021.10.19 - 08:37
Facebook Share
طباعة

 بعد عامين من إغلاق المدارس أبوابها بسبب الحجر الذي فرضته جائحة كورونا، وبدعة التعليم عن بُعد، اتخّذت وزارة التربية القرار الحاسم ووضعت الروزنامة المدرسية للعام الدراسي 2021-2022.



معظم المدارس الخاصّة بدأت حصصها مطلع أيلول، والمدارس الرسمية فتحت أبوابها أخيراً في الأسبوع الثاني من تشرين بعد إضراب الأساتذة نتيجة الأحوال المعيشية والمحروقات.

وما إن أقلع العام الدراسيّ حتّى بدأت تظهر الحالات الإيجابية المصابة بالكورونا في بعض المدارس. كان جلياً غياب الهلع المطلق الذي كُنّا نشهده سابقاً، فاقتضى الأمر إقفال الصفّ الذي يحتوي على التلميذ المصاب مع متابعة الوضع الصحّي للتلاميذ.

تختلف بطبيعة الحال الآراء، وتقع الإشكاليات حول من هم مع فتح المدارس أبوابها وآخرون ضدّها، إلا أنّ الإجماع واضح على ضرورة متابعة التلامذة دراستهم على المقاعد الدراسية في الصفوف.

في اجتماعه مع ممثّلي المدارس الكاثوليكية، شرح الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عيد عازار كيفية متابعة الحالة التي تصنّف إيجابية في صفوف المدارس وحدّد الإستراتيجية التي يجب أن تُتّبع في حال الشكّ في إحدى الحالات وحدّدها على ثلاث مراحل بالآتي: يجب أوّلاً تحديد الأعراض وتشخيصها، وفور التأكّد من أنّها جميعها أعراض فيروس الكورونا، يخضع التلميذ أو الأستاذ أو الموظّف لفحص ال PCR ، وفور صدور النتيجة الإيجابية، يُحجر الفرد وتتمّ متابعة الأفراد الذين كانوا من المقرّبين جدّاً منه على مسافة تقلّ عن متر واحد وبدون كمامة، على أن يُحجر بعدها المصاب لمدة 5 أيّام فقط في حال بعد مرور الأيام الخمسة لم يعد يشعر المصاب بالعوارض، يعود الى حياته الطبيعية، معتبراً أنّ الحجر لمدّة 14 يوماً وإقفال الصفوف والمدارس كلّها لا يُجدي نفعاً، فتتبع حالة المريض والمحيط الأقرب منه بالاحتكاك المباشر هي المطلوبة فقط ، لذا لا داعي للهلع في المدارس أو بين صفوف الأهالي، ويضيف أنّ هناك من يعتبر أنّه من الممكن أخذ كلّ الاحتياطات من أجل عدم تشخيص حالات إيجابية وهذا أمر مرفوض وغير منطقي، فالجميع معرّض لالتقاط الفيروس أينما وُجد في المجتمع.

وأكّدت مديرة إحدى المدارس في بيروت ل»الديار»، بعد تشخيص حالتين إيجابيتين في صفوفها، أنّ الإجراءات التي اتّبعتها إدارة المدرسة اقتصرت على إقفال الصفوف التي سُجّلت فيها الحالات لمدة 10 أيّام شملت حجر الأساتذة المختصّين في الصّفين المعنيين، وقد اتخذت هذه الإجراءات لوضع حدّ لانتشار الفيروس في أرجاء المدرسة كلّها، ولطمأنة الأهل الذين تزداد مخاوفهم على عائلاتهم.

من جهة أخرى، أعلنت إدارة إحدى المدارس الخاصّة في البترون إقفال جميع الصفوف الابتدائية لمدة أسبوع فور شيوع خبر إصابة إحدى المعلّمات.

المدرسة ليست البقعة المُعدية...

طبيّاً يجزم طبيب الأطفال جوني نصر لـ»الدّيار» أنّ «المدرسة ليست البقعة الجغرافية الوحيدة وليست الأولى التي يلتقط منها التلميذ العدوى. فالمدارس فتحت أبوابها منذ شهر تقريبا، ولبنان بحالة تعبئة عامة، إنّما ليس بحالة إقفال وحجر، فالجميع يتنقّل ويتخالط إن كان بين العائلة أو في المحلات التجارية والأسواق». وأكّد: «عالمياً منذ بدء جائحة كورونا أبقت المدارس أبوابها مفتوحة في الدول الأوروبية وبعض العربية، وأشدّد على أن العدوى بحاجة الى عنصرين للانتقال الأوّل هو الوقت والثاني هو المسافة، فليست بهذه السهولة. الموضوع الذي يُربك الأهل والمعنيين اليوم، هو ارتفاع النسبة المئوية عند الأطفال، والسبب الأساس هو أنّ معظم الراشدين قد تلقوا اللقاح بجرعتيه، فالعدوى طبيعية من الأطفال وإليهم والثابت الوحيد هو جاذبية انتقال العدوى والتأثّر بالعوارض عند الأطفال تكون أعلى بمجرّد أنّ طبيعة جسمه تعمل دائماً على تطوير جهاز المناعة.»

و قدّم نصر بعض التوصيات للأهل التي تتمثّل «أوّلاً بتطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 16 عاماً، واتبّاع البروتوكول الصحي الذي أوصت به الوزارة لجهة احترام اجراءات الوقاية والتباعد الإجتماعي، إضافة الى ضرورة استشارة الطبيب المختصّ في حال ظهور العوارض عند التلميذ». وشدّد على ضرورة تلقي الأهل جرعتيّ اللقاح، وبخاصّة أنّ نسبة الراشدين المتلقين اللقاح لا تتجاوز 35% «.

فعلياً، تطّورت حال الدراسات التي تدور حول فيروس كورونا، فبطبيعة الحال خفّت عوارض الهلع بين الناس بما أنّ التكيّف مع الفيروس أصبح أسهل وأوضح، بالرغم من وجود بعض التساؤلات التي لم تلق جواباً حتّى اليوم ولم تُظهرها الدراسات ، إلا أنّ الأيّام كفيلة بذلك، والأهمّ في الجوّ العام أنّ المدرسة هي المكان الطبيعي الذي يجب أن يوجد فيه التلميذ، وإنّ العلاقة لن تكون بين المدرسة والكورونا ، بل بين الاختلاط في المجتمع ككلّ والجائحة.

الديار

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5