الغلاف الجوي لبلوتو بدأ بالاختفاء فجأة

2021.10.14 - 07:30
Facebook Share
طباعة

اكتشف العلماء أن الغلاف الجوي لكوكب بلوتو يمر بتحول غريب، وقد بدأ يختفي بالفعل.
وجذب الكوكب القزم الجليدي، الذي يقع على بعد أكثر من 3 مليارات ميل (4.8 مليار كيلومتر) من الأرض في حزام كايبر، انتباه علماء الفلك عندما مر أمام نجم في عام 2018.

ومع إضاءة النجوم الخلفية لبلوتو، تمكن فريق العلماء من تسجيل ملاحظات للكوكب القزم وغلافه الجوي. وبذلك توصلوا إلى نتيجة مفاجئة في دراسة جديدة، حيث وجدوا دليلا على أن الغلاف الجوي لبلوتو بدأ بالاختفاء.

ويتكون الغلاف الجوي للكوكب القزم، مثل الأرض، بشكل أساسي من النيتروجين.

وعلى بلوتو، يكون الغلاف الجوي مدعوما بضغط بخار الجليد على سطح الكوكب القزم. لذلك، إذا ارتفعت درجة حرارة الجليد على الكوكب، يمكنه تغيير كثافة غلافه الجوي بشكل كبير، وفقا لبيان صادر عن معهد الأبحاث الجنوبي الغربي (SwRI).

وعلى مدار الـ 25 عاما الماضية، كان بلوتو يتحرك باستمرار بعيدا عن الشمس، وبالتالي كانت درجة حرارة سطحه تنخفض. وأدى ذلك إلى جعل الغلاف الجوي للجرم السماوي الصغير أكثر برودة، إلى أن يصبح أقرب إلى الشمس في الأجزاء الأخرى من مداره الهائل غير المنتظم.

ويستغرق بلوتو 248 سنة أرضية لإكمال مدار واحد كامل حول الشمس، وتصل أقرب نقطة له من الشمس إلى 20 وحدة فلكية (المسافة من الأرض إلى الشمس).
وحتى عام 2018، على الرغم من ابتعاد بلوتو عن الشمس، استمر ضغط سطح بلوتو وكثافة الغلاف الجوي في الارتفاع. وهذا بسبب عملية تسمى القصور الذاتي الحراري.

وكان لدى بلوتو الحرارة المتبقية عندما كان أقرب إلى الشمس. ومع ذلك، بدأ القصور الذاتي الحراري في التلاشي، ومع ازدياد برودة الكوكب القزم، سيتجمد المزيد من غلافه الجوي مرة أخرى على سطحه و"يختفي".

وقالت الدكتورة ليزلي يونغ، العالمة من معهد ساوث ويست للأبحاث والمتخصصة في نمذجة التفاعل بين الأسطح والأغلفة الجوية للأجسام الجليدية في النظام الشمسي الخارجي، إن القياس على هذا هو الطريقة التي تسخن بها الشمس الرمال على الشاطئ.

وأوضحت: "تكون أشعة الشمس أكثر شدة في وقت الظهيرة، لكن الرمال تستمر بعد ذلك في امتصاص الحرارة خلال فترة الظهيرة، لذا فهي أكثر سخونة في وقت متأخر من بعد الظهر. ويشير استمرار بقاء الغلاف الجوي لبلوتو إلى أن خزانات الجليد النيتروجينية على سطح بلوتو كانت دافئة عن طريق الحرارة المخزنة تحت السطح. وتوضح البيانات الجديدة أنها بدأت في البرودة".

ووقع رصد هذه الظاهرة الغريبة باستخدام تلسكوبات في الولايات المتحدة والمكسيك لمراقبة الغلاف الجوي لبلوتو عند مروره أمام نجم.
وسمح حدث الاحتجاب هذا، الذي استغرق دقيقتين فقط، بقياس كثافة الغلاف الجوي للكوكب القزم عن طريق تتبع معدل اختفاء النجم والظهور مرة أخرى.

وكشف الدكتور إليوت يونغ، كبير مديري البرامج في قسم علوم وهندسة الفضاء في معهد الأبحاث الجنوبي الغربي (SwRI): "استخدم العلماء علم الغيبيات لمراقبة التغيرات في الغلاف الجوي لبلوتو منذ عام 1988، وهي تقنية قديمة ومتداعية في عالم علم الفلك".

وأضاف: "حصلت مهمة New Horizons، التابعة لناسا، على ملف كثافة ممتاز من تحليقها عام 2015، بما يتوافق مع تضاعف الغلاف الجوي لكوكب بلوتو كل عقد، لكن ملاحظاتنا لعام 2018 لا تظهر استمرار هذا الاتجاه من عام 2015".
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10