بحث: التمدد الاسرائيلي في العراق ح3

2021.09.30 - 08:46
Facebook Share
طباعة

  

1.    مستقبل التطبيع:
          يقول "Rachel Kantz Feder" في مركز "Dayan", منذ وقت ليس ببعيد، تم رفض السلام بين القدس وبغداد باعتباره خيالًا على وسائل التواصل الاجتماعي, تروِّج له وزارة الخارجيَّة الإسرائيليَّة, والمفكِّرُون العراقيُّون, ويبدو أن السخط العام الموجَّه للعراقيِّين البارزين الذين زاروا إسرائيل أو أعربوا عن آرائهم المؤيدة لها يدعم ذلك, مع ذلك، اليوم أدَّت الاضطرابات الاقتصاديَّة في العراق, والتحوُّلَات في المشهد السياسي, بالفعل, لتطبيع النقاش العام حول الكيفيَّة التي قد تؤدي بها العلاقات مع إسرائيل، مع سكَّانها من يهود العراق، إلى تعزيز المصالح الاستراتيجيَّة الوطنيَّة, وعلى الرغم من أنَّ العراق ليس بأيِّ حال من الأحوال مرشحًا وشيكًا للتطبيع، فقد ظهرت هذه القضيَّة على جدول الأعمال بالاقتران مع خطوط الصدع الحساسَّة في السياسة والمجتمع العراقي، ونقطة انعطاف اقتصاديَّة مُحتملة([1]), مستندةً إلى الأزمات المحليَّة المتتالية التي تعصف بالعراق، والخوف من الانهيار الاقتصادي الناجم عن انخفاض أسعار النفط, ووباء فيروس كورونا, وأزمة العجز, وعدم قدرتها على دفع رواتب الحكومة.
          بدوره أشارت "Alessandro Bruno" أنًّ العراق يواجه ضغوطاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل, والتخلِّي عن الفلسطينيِّين, فالعراق، الذي يحتاج إلى استثمارات وأموال لتعويض الانخفاض الحاد في عائدات النفط, وزيادة السخط الاجتماعي، يمكن "رشوته" ليتبع خطى البحرين والإمارات العربيَّة المتَّحِدة، ما يؤثِّر على مستقبل العلاقات الإيرانيَّة العراقيَّة في اتجاه واشنطن, حيث ستترك إيران أكثر عُزلة, وستوجِّه واشنطن مثل هذه العمليَّة، وتبرِّرَها كجزء من استراتيجيَّة أكبر لاحتواء صعود الصين عبر المحيطين الهندي والهادئ, هذا هو المسار الذي قد يسير عليه الشرق الأوسط الآن, وسيؤدِّي تطبيع محتمل للعلاقات بين العراق وإسرائيل لتسريع العمليَّة, وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، بذلت جهود كثيرة لإقامة روابط بين البلدين, ففي العام 2019م، زارت ثلاثة وفود عراقيَّة مكوَّنة من 15 شخصيَّة سياسيَّة ودينيَّة، من الطائفتين السنيَّة والشيعيَّة إسرائيل، والتقت بمسؤولين حكوميِّين وأكاديميِّين يهود, كما زار العراقيُّون حينها النصب التذكاري للهولوكوست.
          بدوره أشار المحلِّل السياسي "Edy Cohen" الباحث في مركز بيسا, ومؤلِّف كتاب "الهولوكوست في عيون محمود عبَّاس", في موقع "besacenter" عن احتمالات التطبيع مع العراق, وقال: "السلام مع العراق لا يزال بعيداً جدَّاً, العراق هو ببساطة الخط التالي من جيران إسرائيل العرب, الذين يعربون عن اهتمامهم بتسخين العلاقات مع الدولة اليهوديَّة عندما يكونون في مأزق، لكن ليس لديهم نيَّة كبيرة لجعل السلام حقيقة واقعة", وأضاف كوهين كمثال النائب العراقي "مثال الألوسي"، الذي لم يكن لديه أي مانع من الإعلان عن زيارته لإسرائيل, ورأى المعلِّقون الإسرائيليون في موقفه الجريء دليلاً على هبوب رياح السلام من بغداد, لكن بعد فترة وجيزة، طُرد من البرلمان وقتل طفليه, ولم يتم إعادة انتخاب الألوسي في البرلمان، بعد أن فشل في اجتياز العتبة الانتخابيَّة", كما أنَّ السيطرة الإيرانيَّة على "مليشيات عراقيَّة" ستمنع ذلك أيضاً, وختم كوهين أنَّه لا يزال السلام مع العراق على "بعد سنوات ضوئيَّة"([2]).


[1]- https://dayan.org/content/iraqi-israeli-normalization-economic-solution-or-accelerant-internal-division
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 5