مصدر ليبي لـ آسيا: حكومة الوحدة الوطنية سبب في تعقيد الأزمة الليبية

فادي الصايغ_موسكو

2021.09.16 - 06:22
Facebook Share
طباعة

 عزز تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا الآمال في أن تكون هذه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا والتي مزقتها الحرب، عبرت منعطفا باتجاه السلام، لكن محللين يحذرون من أن العقبات الرئيسية لا تزال قائمة.

وما زال آلاف المرتزقة السوريين والقوات التركية على الأرض فيما الفصائل السياسية منقسمة بشدة، ويبدو أن الوعد بإجراء انتخابات في كانون الأول/ديسمبر بدأ يتلاشى.

وقال المحلل عماد الدين بادي "انقضت فترة شهر العسل في حكومة الوحدة الوطنية الليبية منذ وقت طويل".

وأدت إطاحة الدكتاتور معمر القذافي وقتله في انتفاضة العام 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي إلى إغراق ليبيا في صراع دموي على السلطة استمر عقدا.

وبعد معركة شرسة استمرت عاما للسيطرة على العاصمة طرابلس حيث حظيت المعسكرات المتناحرة بدعم قوى أجنبية، وأدت هدنة الصيف الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق نار بوساطة الأمم المتحدة وقّع في تشرين الأول/أكتوبر. وأعقب ذلك في آذار/مارس تشكيل حكومة وحدة وطنية لتحلّ مكان الإدارتين المتنافستين في الشرق والغرب.

وكُلفت إدارة رئيس الوزراء الموقت عبد الحميد دبيبة توحيد المؤسسات الليبية والتحضير لانتخابات 24 كانون الأول/ديسمبر. لكن رغم موجة التفاؤل النادرة، بدأت الصراعات المتجذّرة في ليبيا تعود إلى الظهور. 

حيث استدعى مجلس النواب الليبي، مطلع الشهر، الدبيبة ووزراء حكومته لجلسة استجواب، بسبب فشل الحكومة في التعاطي مع العديد من الملفات الهامة.

ووقع 27 نائبًا من المنطقة الشرقية على بيان لسحب الثقة، متهمين إياها بالتعامل مع مناطق المنطقة الشرقية بلغة العقاب والهزيمة.

وفي السياق قالت عضو مجلس النواب ابتسام الرباعي، إن تأجيل جلسة مساءلة حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة لمدة يوم كان بسبب عدم احترام رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لموعد بداية الجلسة التي انطلقت في العاشرة صباحا، ولم يكن ممكنا مع حضوره في الثالثة عصرا استمرار النواب بسبب الإرهاق وصعوبة مواصلة الأداء، ما أدى إلى تأجيلها لليوم التالي.

الرباعي، وفي تصريحات متلفزة، أشارت إلى أن رئيس الحكومة وهو في موقع المسؤولية كان عليه احترام المؤسسة التي استدعته، لافتة إلى أنه تعمد التأخير.

وأكدت أن حضور الحكومة والوزراء إلى مجلس النواب هو أمر طبيعي باعتبار أن العلاقة رقابية بين سلطة تنفيذية وسلطة تشريعية وظيفتها مراقبة أداء الحكومة، وهو ما يحدث في العالم كله.

ولفتت إلى أن أداء الحكومة وما أسمته سيطرة الدبيبة على اختصاصات الوزراء ونوابهم، سبب مهم يدفع بضرورة إجراء الانتخابات، مشيرة إلى تململ الوزراء وعدم قدرتهم على التحدث إلى البرلمان نظرا لسحب اختصاصاتهم من قبل رئيس الحكومة.

وعن ميزانية الحكومة أشارت إلى أن الدبيبة لم يلتزم بملاحظات لجنة المالية في البرلمان، لافتة إلى أن رئيس الحكومة مسؤول تنفيذي عليه الأخذ بملاحظات النواب خاصة أن حكومته ليست مطالبة بالتنمية في الفترة القصيرة التي يتولى إدارتها، ولكن أساس عملها هو إجراء الانتخابات، ما يعني، برأيها، أنه هو المعطل للانتخابات.

ويذكر بأن جلسة الاستجواب تم تأجيلها اسبوعاً آخر لأسباب لم يذكرها مجلس النواب، في ظل انشقاقات سياسية بين أطراف عديدة بسبب قانون انتخاب الرئيس الجديد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5