الأسلحة الأمريكية التي ورثتها طـ ـالبـ ـان: "منجم ذهب استخباراتي"

اعداد كارلا بيطار

2021.09.16 - 06:18
Facebook Share
طباعة

 يبدو ان موضوع الأسلحة الأمريكية في أفغانستان التي سقطت في يد طالبان تحول إلى إحدى أبرز النقاط التي يرددها المعارضون للانسحاب الأمريكي، ونقاد الرئيس الأمريكي جو بايدن من الجمهوريين خاصة.

 يزعم منتقدو إدارة بايدن أن الانسحاب من أفغانستان ترك طالبان ترسانة من الأسلحة المتطورة بقيمة 83 مليار دولار، ولكن حسب تقرير لقسم تقصي الحقائق في موقع Popular Mechanics، تم إنفاق جزء ضئيل فقط من المساعدات الأمريكية المرسلة إلى أفغانستان على الأسلحة والمعدات.

كما أن عشرات الطائرات وآلاف المركبات الأرضية ومئات الآلاف من الأسلحة الصغيرة موضع شك في أحسن الأحوال، وربما لن تكون موضع اهتمام حتى لخصم متعطش للتكنولوجيا ، حسب الموقع.

وحسب الأرقام التي ينشرها خصوم الرئيس الأمريكي من الجمهوريين فلقد ورثت طالبان 22107 عربات همفي، و789 عربة مدرعة بعجلات، و169 مركبة مدرعة مجنزرة، و50 ألف مركبة خفيفة وشاحنة. 

كما حصلوا على أكثر من نصف مليون رشاش وبندقية هجومية و176 قطعة مدفعية. فيما يتعلق بالإلكترونيات العسكرية، و162 ألف جهاز راديو و16035 زوجاً من نظارات الرؤية الليلية.

كما أن هناك أعداداً كبيرة من الطائرات. ويشمل ذلك 109 طائرات هليكوبتر أمريكية الصنع من طراز بلاك هوك وروسية من طراز "ميل مي 24″، وأربع طائرات نقل من طراز C-130 Hercules، وأكثر من 60 طائرة نقل خفيفة وتدريب وطائرات هجوم أرضي.

هذه هي الأسلحة الأمريكية في أفغانستان التي كانت قد قدمت للجيش الأفغاني والشرطة التابعين للحكومة الموالية لواشنطن.

بالنظر إلى أن طالبان تسيطر الآن بشكل كامل على البلاد، فمن المنطقي أن نفترض أن الحكام الجدد لديهم الآن سيطرة كاملة على هذا المخزون الضخم من المعدات.

ولكن حتى لو افترضنا أن معظم هذه الأسلحة سقطت في يد طالبان، فإن هذا لن يجعل الحركة مارداً عسكرياً.

فمركبات هامفي الـ22174 هي مركبات نقل عادية، وفي أحسن الأحوال لها قيمة كوسيلة نقل مصفحة، ولكنها لا توفر حماية ضد الأسلحة الثقيلة والمتوسطة مثل الرشاشات الثقيلة وقذائف الـ"آر بي جي"، هي وسيلة نقل في الخطوط الخلفية للمعارك أكثر منها وسيلة فعالة للهجوم على قوة مدججة بالسلاح.

وقد يكون هناك أسلحة أكثر تدريعاً ورثتها طالبان مثل الـ155 مركبة من طراز MaxxPro لدوريات الألغام والسيارات المدرعة 634 M1117 Guardian. في حين أن الدروع الموجودة على هذه المركبات قد تمنع الأسلحة الصغيرة وشظايا القذائف، ولكن غير قادرة على مقاومة الأسلحة مثل الصواريخ المضادة للدبابات أو حتى القذائف الصاروخية العادية.

أما الخمسون ألف شاحنة وسيارات الدفع الرباعي ذات الحماية القليلة أو المعدومة، فهي تمثل أسطولاً كبيراً للمركبات، على الرغم من كبر حجمه، غير قادر إلى حد كبير على القيام بعمل هجومي حقيقي، ولكنه يوفر دعماً لوجستياً للحركة في أي عمليات عسكرية.

تعتبر فئة الأسلحة الصغيرة أكثر إثارة للقلق، حيث تحتوي على 126 ألف مسدس و358 ألف بندقية هجومية و64 ألف رشاش. هذا يكفي لتجهيز عنصر الخدمة الفعلية للجيش الأمريكي.

لكن مشكلة طالبان هي أن معظم هذه الأسلحة تستخدم أجزاء وذخيرة أمريكية الصنع. على الرغم من أن طالبان استولت على مخزون كبير من الذخيرة الحكومية، لا يوجد مصدر محلي للرصاص عيار 5.56 و7.62 ملم للحفاظ على تغذية البنادق. بمجرد أن تختفي الذخيرة التي استولت عليها الحركة، تصبح البنادق عديمة الفائدة.

إن القوة الجوية تحديداً هي ما يثير قلق البعض ويقولون إن طالبان تستخدمها للحفاظ على سيطرة قبضتها على البلاد، بل وحتى إلحاق الأذى بالمنطقة، حسب نقاد الانسحاب الأمريكي.

ويجب ملاحظة الأسلحة الأمريكية في أفغانستان التي تركها الجيش الموالي للأمريكيين لا تصل قيمتها إلى 83 مليار دولار كما يقال؛ لأن 29% فقط من 83 مليار دولار كانت عبارة عن معدات قدمت للقوات الأفغانية، ذهب الباقي إلى التدريب والرواتب والتكاليف الزائدة.

فالحقيقة أنه رغم ما أنفقته أمريكا في أفغانستان، فالجيش الأفغاني الموالي لها لا يمكن وصفه بالجيش الكبير فهو لا يمتلك طائرات حربية نفاثة، ولا دبابات كثيرة، وخليط من العوامل الجغرافية والسياسية واللوجستية جعله على هذا الشكل.

 هناك قلق في أمريكا، من مسألة سقوط هذه الأسلحة في يد "أعداء واشنطن" الذين سيعلمون على تقليدها، بحسب الموقع.

ويزعم حساب لاحد الناشطين على Twitter يتابعه 440 ألف متابع أن المعدات هي "منجم ذهب استخباراتي" لخصوم أمريكا. من السهل تخيل الجواسيس يندفعون بالمظلات إلى البلاد حاملين حقائب نقدية، متحمسين لشراء المعدات الأمريكية المهجورة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8