حكومة ميقاتي.. بين كسب الثقة و"الوزيرة الملكة"

يوسف الصايغ – بيروت

2021.09.16 - 05:02
Facebook Share
طباعة

 وأخيراً جاءت ولادة حكومة نجيب ميقاتي بعد 13 شهراً على استقالة حكومة حسان دياب على أثر انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب من العام الماضي.

هي المرة الثالثة التي يرأس فيها نجيب ميقاتي الحكومة التي انهت تحضير البيان الوزاري الذي على ما يبدو ان العقدة لن تكون في بند إدراج المقاومة (سيما ان حزبا القوات والكتائب بقيا خارجها)، انما في بندا "المصارف والكهرباء"، ما أعاد موضوع الثلث المعطل الى الضوء مجدداً. 

فالثلث المعطل الذي كان محط التحليلات على مدى سنة ونيّف وعبر عددٍ من الرؤساء المكلّفين لم يتم إغلاقه بالكامل، خاصةً بعد الحديث بأن وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية السفيرة نجلا رياشي عساكر التي تمثل وحيدة العنصر النسائي في حكومة ميقاتي هي "الوزيرة الملكة"، فهل سنكون مجدداً امام سيناريو الثلث الضامن و"الوزيرة المكلة"؟

في هذا الإطار يشير عضو تكتل لبنان القوي النائب إدي معلوف في تصريح لوكالة أنباء آسيا أنه من المفترض ان الصيغة النهائية للبيان الوزاري باتت جاهزة وموقفنا سيتم تحديده على هذا الأساس، لافتا الى ان زيارة التكتل الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كانت ايجابية والرئيس كان مستمع جيد للمطالب، وكان هناك امور تضمنها البيان الوزاري، وعليه يرفض معلوف الحديث عن الحسم قبل ان يصدر البيان الوزاري بنسخته النهائية وعليه يتم بناء الموقف".

وردا على ما يتم تداوله لجهة الحديث عن حصول التيار الوطني الحر وحلفائه على الثلث الضامن بظل ما يحكى عن وجود "وزيرة ملكة"، ما يجعلهم مطمئنين الى سير الامور داخل مجلس الوزراء، يسأل عضو  تكتل لبنان القوي عن فائدة الثلث الضامن بظل حكومة تكنوقراط ومستقلين، وبالتالي لا يمكن الرهان على الثلث في حكومة تكنوقراط، وكان لنا تجرية مع حكومة الرئيس حسان دياب.

عندما يكون البلد في هذا الوضع الكارثي فإننا ننتظر كيف يجب ان يكون الأثلات الثلاثة يعملون في نفس الاتجاه من اجل مواجهة الازمات، واخراج البلد من الفجوات، ونحن ننظر كيف يجب ان نبني وليس من اجل التعطيل، ويختم معلوف لافتا الى ان رفع الدعم يجب ان يسبقه اقرار البطاقة التمويلية والبت بآليتها بأسرع وقت".

نائب رئيس تيار المستقبل د. مصطفى علو  يعتبر في حديث لوكالة أنبا آسيا انه بمجرد تأليف الحكومة فإن مسألة الثقة في مجلس النواب تكون مؤمنة لها، ولا احد سيعير اهتماما لبنود البيان الوزاري، لأن القوى السياسية الموجودة في البرلمان هي التي ألفت الحكومة.

وحول الكلام عن حصول رئيس الجمهورية وحلفائه على الثلث الضامن ما جعل من عملية تأليف الحكومة تسلك طريقها، يلفت علوش الى ان هذه المسألة غير واضحة، ولكن الامر سيظهر بوضوح داخل مجلس الوزراء عند بحث موضوع الكهرباء الذي يعتبر من المواضيع الخلافية".

وحول موقف كتلة المستقبل لجهة منح الثقة للحكومة لفت علوش الى ان "الكتلة لم تجتمع كي تتخذ القرار بهذا الخصوص، مشيرا الى ان الرئيس الحريري أعلن في وقت سابق انه سيتم تقديم كل الدعم لجهود الرئيس ميقاتي في الحكومة".

وبحسب علوش فإنه "من غير المتوقع أن تسير الامور في الحكومة كما يجب، وكان هناك تعويل على رفع الدعم وسيكون هناك جدل حول دعم المستشفيات والمدارس، ولكن المشكلة الاكبر ستكون حول ملف الكهرباء، وادارة هذا الملف ستحدد اذا كانت الحكومة تسير بالشكل الصحيح ام لا".

من جهتها تشير عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار المردة د. ميرنا زخريا في حديث لوكالة أنباء آسيا الى أن انه لا يخفى على احد انه حتى الساعة تكللت ولاية الرئيس ميشال عون بسنتين كاملتين من الفراغٍ الحكومي ما ادى الى تعميق الازمات المعيشية بوجه الشعب اللبناني، فكان قرار المردة بالتسمية والمشاركة خطوة لا غنى عنها من اجل اتخاذ خطوات ضرورية، تساهم في اخراجنا من بعض هذه الازمات، وها هو الرئيس ميقاتي بعد ساعات من تشكيل الحكومة يتواصل مع دولة الكويت من اجل اعادة احياء قرض الكهرباء، الذي وبالرغم من مرونته جرت عرقلته عام 2013 ما سبّب العجز الاكبر في ميزانية الدولة. 

وتستكمل زخريّا مشيرة الى ان فشل الاصلاح الكهربائي سيؤدي الى فشل حكومة ميقاتي، فالكهرباء هي في جوهر الاصلاحات المطلوبة من الداخل ومن الخارج، لذا نكرر الطلب بتعيين هيئة ناظمة ومجلس ادارة ثم استدراج عقود تطبيقاً لقوانين المناقصات لأنه دون ذلك سنبقى في العتمة. مع ضرورة الاشارة الى ان ميقاتي هو الشخص السادس الذي يكلّف خلال اقل من خمس سنوات من تولي عون للرئاسة.

وعن الثلث المعطل والوزيرة الملكة في الحكومة تلفت زخريا الى انه لا يوجد وزير ملك ولا ملكة إنما ما يميّز هذه الحكومة ان جميع الوزراء هم بمصاف الأمراء بحيث كل جهة تستطيع إن شاءت أن تعرقل، لذا فإن استعمال اي ثلث من الثلاثة (8+8+8) للتعطيل سوف يكون صعباً وعليه هناك فرصة متاحة للنجاح في حال تصرف الثلاثة معاً كفريق عمل واحد. 

وختمت زخريا متمنية النجاح للوزيرة الوحيدة في هذه الحكومة نجلا رياشي عساكر، واعتبرت ان لوزارة التنمية الادارية دور هام لناحية اصلاح وتطوير الادارات العامة المتهالكة، ما ينعكس ايجاباً على استراتيجية مكافحة الفساد أقله عبر قانون الشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 4