غضب في أمريكا من موقف بايدن "الضعيف"

اعداد كارلا بيطار

2021.08.26 - 11:40
Facebook Share
طباعة

عبر مراقبون عن غضبهم من موقف الرئيس الأميركي جو بايدن الذي وصفوه بالضعيف، أمام إصرار حركة طالبان على ضرورة التزام واشنطن بموعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان في 31 أغسطس الجاري.
وقال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية إن واشنطن "لن توقف جهود إجلاء أي شخص معرض للخطر في أفغانستان بغض النظر عن موعد الانسحاب".
وفي وقت سابق كشف وزيران بريطانيان أن رئيس الوزراء بوريس جونسون سيطلب من بايدن تمديد المهلة النهائية للرحيل عن أفغانستان، إلا أن حركة طالبان أكدت أنه لا تمديد للموعد النهائي لانسحاب القوات الغربية من أفغانستان.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي موافقة الرئيس بايدن على توصية وزارة الدفاع بالالتزام بالموعد النهائي للانسحاب من أفغانستان.
وكشف المسؤول، الذي لم تحدد الوكالة اسمه، أن واشنطن أبلغت حركة طالبان أن إتمام الانسحاب من أفغانستان بحلول الثلاثاء، مرهون بالتعاون في تسهيل عمليات الإجلاء.
وشكك النائب آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، بناء على ما سمعه في جلسة مغلقة مع قادة الأجهزة الاستخباراتية، في موعد الـ31 من أغسطس/آب، لاستكمال إجلاء الأميركيين والمتعاونين من الأفغان، وأرجع شيف ذلك إلى كثرة أعداد الراغبين في الرحيل من أفغانستان.
وفي حديث مع الجزيرة نت، اعتبر تشارلز دان المسؤول الاستخباراتي السابق، والباحث حاليا بمعهد الشرق الأوسط، أن ما يحدث الآن من سجالات مع طالبان "يمثل فرصة رائعة لتحديد شروط التعامل المستقبلي وقواعد الاشتباك، بكل ما للعبارة من معنى، بين الولايات المتحدة وطالبان للمضي قدما".
واعتبر دان أن على الإدارة الأميركية "إبلاغ طالبان بأنها ستفعل ما هو ضروري حتى يغادر جميع الأشخاص الذين تريد إجلاءهم بأمان من أفغانستان، وأن أي عرقلة أو هجمات على عمليات الإجلاء ستواجه بالقوة اللازمة".
ونصح دان الإدارة الأميركية بعدم "الارتجاف أمام رفض طالبان لوجود قواتنا هناك لما بعد 31 أغسطس/آب إذا كان ذلك ضروريا"، وأضاف "علينا تذكير طالبان بأنه مع انعدام المصالح الأميركية في أفغانستان بعد انسحابنا منها، فإنه يمكن للولايات المتحدة أن تختار لعب دور المفسد لحكومتها الجديدة، كما أن علينا تذكيرهم بما تضمه ترسانتنا من أسلحة ذات قوة تدميرية فائقة".
بالمقابل، اعتبر الأستاذ المتخصص بالشؤون الآسيوية بالجامعة الأميركية في واشنطن جون كاليبريس، في حديث أن زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز لكابل جاء -على رأس جدول أعمالها- موضوع تمديد أمد بقاء القوات الأميركية.
وأضاف "يحدوني الأمل في أن تعمل قيادة الولايات المتحدة وطالبان على تمديد الفترة القصيرة تلك".
وأشار إلى أنه لدى كل من الجانبين نقاط قوة، فطالبان تستطيع عرقلة جهود الإجلاء بطرق عدة، وواشنطن تستطيع الاستمرار في حجب الأموال عن طالبان، ومن غير الواضح ما الذي يستطيع كل جانب -أو هو على استعداد- للمخاطرة به أو التنازل عنه.
واعتبر كاليبريس أن تبعات التفاهم بين طالبان وإدارة بايدن تعني "إجلاء المزيد ممن تعاونوا مع الولايات المتحدة وحلفائها من الأفغان، وهو ما سيمثل انتصارا سياسيا داخليا للرئيس بايدن، هو في أشد الحاجة إليه لتخفيف حدة الانتقادات التي يتعرض لها".
وشدد كاليبريس على أنه من المهم تهدئة مخاوف الحلفاء الأوروبيين والمساهمة في تقليل الضغوط التي يتعرض لها قادتهم، لكونهم -وعلى حد تعبير الجنرال السابق في حلف شمال الأطلسي جاب دي هوب شيفر- "أدمنوا الاعتماد على الولايات المتحدة".
وتوقع كاليبريس أن تتوصل واشنطن وطالبان إلى تفاهمات في اللحظات الأخيرة بما "يمهد الطريق لعلاقة أقل عدائية بين الطرفين، ولكن حتى في أفضل الظروف، من غير المرجح أن يتم تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وطالبان في أي وقت قريب".
بيد أنه لا يرجع ذلك للأحداث الأخيرة فحسب، بل أيضا بسبب انعدام الثقة العميق، والأولويات التي يفترض أن يضعها الجانبان كل على الآخر للبرهنة على حسن النية من خلال الإجراءات التي يتخذها، وليس فقط الكلمات التي ينطق بها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2