عنوان جديد للمواجهة في لبنان.. النفط الإيراني مقابل الغاز الأمريكي

يوسف الصايغ – بيروت

2021.08.19 - 09:10
Facebook Share
طباعة

 ما كاد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ينهي كلامه معلنا ان أولى السفن المحملة بالنفط من ايران ستبحر خلال ساعات الى لبنان، حتى توالت المواقف بين مؤيد لإعلان نصرالله باعتباره المخرج لازمة المحروقات في لبنان، مقابل سلسة مواقف منددة واضعة كلام نصرالله في اطار ادخاله في اتون استجلاب المزيد من الحرب والحصار على لبنان من بوابة النفط الايراني.


لكن وبعيدا عن المواقف جاء بيان رئاسة الجمهورية اللبنانية والذي اعلن ان الرئيس ميشال عون تلقى اتصالا من السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا، أبلغته خلاله بصدور "قرار من الإدارة الأمريكية بمتابعة مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وأوضح البيان أن الأردن سيحصل على كميات من الغاز المصري تمكنه من إنتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على شبكة الربط الكهربي مع لبنان عبر سوريا، إلى جانب العمل على "تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولا إلى شمال لبنان".


وبعد كلام نصرالله واعلان السفيرة الاميركية في بيروت بات السؤال المطروح هل دخل لبنان في مرحلة جدية من المواجهة تحت عنوان النفط الايراني مقابل الغاز الاميركي؟


في هذا السياق يشير الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد وليد زيتوني في حديث لوكالة انباء آسيا الى ان "هناك حرب بواخر في الحليج وبحر عمان بين الايراني والاميركي من اجل تثبيت الوجود،  لافتا الى ان الاستراتيجية الاميركية الصغرى تتضمن تأمين ممرات تدفق البترول والبضائع اضافة الى حماية اسرائيل، ويلفت الى ان الاميركي يعلم ان دخول النفط الايراني للبنان سيليه دخول مواد اخرى وهذا يعني فرملة المشروع الاميركي، لا سيما بعد المفصل الهام المتمثل بالانسحاب الاميركي من افغانستان وما نجم عنه من هزيمة معنوية، لكن هذا لا يلغي وجود مصلحة لواشنطن من خلال هذا الانسحاب".


وحول اعتبار كلام نصرالله بمثابة اعلان معادلة ردع جديدة في المنطقة، يعتبر زيتوني انه بمجرد اعلان السيد نصرالله عن هذا الامر فهو قام بتثبيت هذه المعادلة، واكد على الجهوزية للرد على اي عدوان تتعرض له الباخرة الايرانية، وهذا جزء من الحرب النفسية وهذا الكلام لا يقال ان لم يكن محضرا له".


ويشير زيتوني الى وجود طرق اخرى للمواجهة او الرد على اعلان قدوم النفط الايراني للبنان الى جانب إعلان السفيرة الاميركي في لبنان عن استقدام الغاز المصري للبنان في محاولة للرد على استقدام النفط من ايران، ويسأل زيتوني هل الاميركي يوافق على مرور الغاز المصري الى لبنان عبر سوريا علما ان سوريا ليست في المحور الاميركي، وبالتالي وفي حال تمت عرقلة هذه الخطوة سيتم اتهام دمشق بهذا الامر". 


كما يلفت زيتوني الى احتمال ثالث يتمثل بتشديد الحصار الداخلي في لبنان لا سيما على المستوى المالي كفرض عقوبات ومنع التداول بالعملة اللبنانية بالتزامن مع دخول النفط الايراني للبنان، وبناء عليه يدعو زيتوني الى انتظار ما ستحمله المرحلة المقبلة من تطورات لمعرفة وجهة الامور واي سيناريو سيكون الاقرب الى التنفيذ، مؤكداً أن هذا الامر يعتبر سابقة على صعيد كسر الحصار الاميركي، كما يشير الى احتمال ان يكون هناك دور للاسطول الروسي في تأمين وصول الباخرة الايرانية الى لبنان، بعد اجتيازها منطقة باب المندب ودخولها قناة السويس باتجاه الشواطىء اللبنانية".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1