مصر: وفاة مريض بعد نقله بسيارة بضائع يثير الجدل

اعداد سامر الخطيب

2021.08.10 - 10:25
Facebook Share
طباعة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي بمصر جدلا إثر وفاة مريض تداول ناشطون مقطع فيديو لنقله من مستشفى إلى آخر بواسطة سيارة نقل بضائع.
الواقعة التي حدثت بمحافظة قنا جنوب مصر، تسببت في جدل واسع حول المسؤولية عن وفاته، وموقف المستشفى الذي سمح بخروجه على سيارة نقل في غياب سيارات الإسعاف.
بدأت القصة باستقبال مستشفى قنا العام مصابا بطلق ناري في الرقبة، في ساعة متأخرة من الليل، وتم إجراء الإسعافات الأولية له.
لكن الحالة كانت تحتاج تدخلا أعلى من قدرة المستشفى الذي لم يستطع توفير غرفة عناية مركزة أو سيارة إسعاف، فقامت أسرته بنقله على سيارة مخصصة لنقل البضائع.
وتداول رواد مواقع التواصل المقطع المصور وسط حالة من الغضب والتساؤل عن غياب سيارات الإسعاف.إهمال تام
أحد أقارب المريض ومن المرافقين له، قال في تصريحات تلفزيونية، إن المستشفى لم يهتم بحالة المريض الذي عانى إهمالا شديدا من الأطباء، وأضاف أن الأسرة طلبت تحويله لمستشفى آخر، لكن الطبيب رفض.
وأوضح أن المستشفى لم يكن لديه شيء لعلاج المريض سوى المحاليل، وتم الاتصال بالإسعاف أكثر من مرة، ثم قررت الأسرة نقله بطريقتها بعدما انتظرت سيارة الإسعاف نحو ساعتين.
وكشف أن أمن المستشفى فتح الباب لخروج المريض دون التوقيع على أي مستند يفيد ذلك، وأن الطبيب المقيم بالمستشفى قال لهم "لو أردتم الخروج فلتعتبروا كأني لم أركم قبل ذلك".
رئيس هيئة الإسعاف المصرية، محمد جاد، قال في تصريحات تلفزيونية إن الهيئة لم تتلق أي بلاغ بشأن نقل حالة من جامعة قنا تعاني من طلق ناري، مشيرا إلى أنهم تواصلوا مع مركز تلقي البلاغات بالقرية الذكية، للوقوف على حقيقة الواقعة.

وأضاف جاد خلال تصريحات متلفزة ، أن كل المكالمات والبلاغات التي تتلقاها الهيئة مسجلة، مضيفا "لم نتلق بلاغا من الأهالي أو المستشفى، كل البلاغات مسجلة صوتيا ونتتبع أي رقم هاتف خاص على النظام، واتخذنا إجراءات استباقية لتدارك الأمر بمجرد علمنا بالخبر".
في المقابل، قال وكيل وزارة الصحة بمحافظة قنا، راجي تواضروس، إنه تم إبلاغ الإسعاف بالواقعة بسبب عدم وجود أي عناية مركزة حتى في المحافظات الأخرى القريبة، مثل مستشفى الأقصر وسوهاج الجامعيين، وبسبب الإصابة الخطيرة للمريض التي أثرت على الحبل الشوكي.
وخلال تصريحات متلفزة، أوضح تواضروس أن غرفة الطوارئ تلقت بلاغا بوجود حالة إصابة برصاصة وتم التعامل مع المريض وفقا للإمكانيات المتاحة في المستشفى، وأن المريض كان يحتاج جراحة في المخ والأعصاب، والمستشفى العام لا يمتلك هذا التخصص، لكنه اعترف بوجود قصور في التعامل مع حالة المتوفى.
رئيس جامعة جنوب الوادي، يوسف غرباوي، اتهم أهل المريض بتهريبه من المستشفى، وقال إن الطبيب المقيم اضطر تحت ضغط من الأهالي لكتابة تقرير بخط اليد دون العرض على مدير المستشفى، حيث وضعوه في سيارة لنقل البضائع وهربوا.
بدوره، أعلن رئيس جامعة جنوب الوادي قرارات عقابية بشأن الواقعة، على رأسها إنهاء نيابة الأطباء المقيمين الذين استقبلوا الحالة الطبية، وكذلك الوقف عن العمل لمدة 3 أشهر للمدرس المساعد، وكذلك الطبيب المناوب.
كما قرر رئيس الجامعة مخاطبة شركة الأمن المسؤولة عن حراسة المستشفيات بإنهاء خدمة مشرف الأمن، وكذلك أفراد أمن البوابة لسماحهم للسيارة بالخروج من المستشفى دون تنسيق مع الإدارة.

نقابة الأطباء المصرية أعلنت رفضها التام لما صدر من رئيس جامعة جنوب الوادي، من قرارات إيقاف وفصل لأطباء بالمستشفى الجامعي في قنا دون تحقيق، وتحت ضغط من مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضحت نقابة الأطباء، في بيان عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أن القرارات جاءت تعسفية وأن الفريق الطبي قام بواجبه من إسعافات في حدود الإمكانات المتاحة في الطوارئ، ولكنهم لم يجدوا له سريرا للرعاية، وهي الأزمة المعروفة والمتكررة يوميا في مستشفيات مصر.
ونقل البيان عن الأمين العام للنقابة أسامة عبد الحي، أن قيام أهل المريض بخطفه عنوة من المستشفى وحمله في سيارة نقل لا تقع مسؤوليته على الأطباء، وإنما هي مسؤولية أمن المستشفى، مشيرا إلى أن الطبيب دوره توقيع الكشف والتشخيص وتقديم النصح والعلاج، وليس تأمين حركة الدخول والخروج. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 10