المشهد اليمني بعد تعيين مبعوث أممي جديد

إعداد - رؤى خضور

2021.08.09 - 09:59
Facebook Share
طباعة

مع تعيين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، يوم الجمعة الدبلوماسي السويدي، هانز جروندبرج، مبعوثاً جديداً له إلى اليمن، مازال مشهد الوحدة الإقليمية غائب عن البلاد.

وفي ندوة عبر الإنترنت بعنوان "هل يمكن لمبعوث جديد للأمم المتحدة أن يحقق السلام في اليمن؟"، استضاف معهد ميدل إيست الأمريكي خبراء دوليين أجمعوا على أن خطة الأمم المتحدة في اليمن "كارثية للغاية"، فقد قال الخبير بيتر سالزبوري، كبير المحللين إن التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة بين الحكومة وحركة أنصار الله هو خطة فاشلة مسبقاً، وهذا النوع من الصفقات "لن يحدث" وإن حدثت قد تكون "كارثية"، بحسب رأيه، ومن شبه المؤكد أنها ستؤدي إلى جولة جديدة من الصراع.
ووضح سالزبوري أن الأمم المتحدة بحاجة لتغيير نهجها وإشراك دائرة أوسع من اليمنيين بما فيهم النساء، ووضع رؤية أوسع لعملية سياسية شاملة بدلاً من السعي لتحقيق السلام فقط.

في المقابل، قالت الخبيرة ندى الدوسري "لا ينبغي الاعتماد على الأمم المتحدة لحل مشاكل اليمن، وبحسب الدوسري فإن مقاربة الأمم المتحدة لعملية السلام في اليمن خلقت مشاكل من خلال التركيز على تسوية سياسية داخل النخبة بين حكومة هادي وأنصار الله، وهذه المقاربة كانت بعيدة عن الواقع، كما أن عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة تفتقر إلى الشمولية والنفوذ دون أن تأخذ في الاعتبار الحقائق العسكرية على الأرض.

وفي هذا السياق، ذكر رينيه تيبل في مقال له لموقع المونيتور أن هناك مؤشرات متزايدة على أن الحكومة اليمنية غير قادرة على تأكيد وحدة أراضي اليمن، حتى أمام حلفائها الدوليين.

وإحدى هذه المؤشرات ظهر في آذار/مارس 2021، عندما تم تداول صور الأقمار الصناعية من شركة Intel Lab الأمريكية عبر وسائط مثل Drive و TRT ، والتي أظهرت أعمال الإصلاح والتوسيع على مدرج بطول 1.8 كيلومتر في جزيرة بريم، في البداية كان هناك غموض كامل حول من كان ينفذ عقد البناء، وتوجهت الشكوك على الفور نحو الإمارات، التي أرادت بناء مدرج بطول ثلاثة كيلومترات للطائرات المقاتلة في الجزيرة في وقت مبكر من العام 2016 ، لكنها أوقفت العمل في العام التالي، لكن في نهاية أيار/مايو، وفقاً لصحيفة ديلي صباح، اعترف التحالف الذي تقوده السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية بتأخره في بناء المدرج، وهذا يتناقض بشكل واضح مع تصريح وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، الذي نقلته وكالة الأناضول، بأنه "لا يوجد اتفاق مطلقاً مع أحد على إنشاء قاعدة عسكرية على الأراضي اليمنية".

يذكرنا الحادث بحادثة مماثلة في أواخر آب/أغسطس 2020 عندما تحدثت وسائل الإعلام على الإنترنت عن أنشطة إسرائيلية إماراتية في جزيرة سقطرى، وهي منطقة إقليمية نائية في اليمن تقع على بعد 340 كيلومتراً جنوب اليمن و 100 كيلومتر قبالة القرن الأفريقي، في حين لا يوجد تأكيد لخطط إنشاء قاعدة تجسس يمكن من خلالها مراقبة حركة النقل البحري في المحيط الهندي بسهولة، حذر عيسى سالم بن ياقوت، زعيم قبائل سقطرى، في أيلول/سبتمبر 2020، من تقويض الحقوق السيادية لليمن، وكان يشير إلى أنشطة الإمارات لكسب موطئ قدم عسكري في ظل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي سيطر على الجزيرة منتصف العام 2020، ومن ناحية أخرى ربط الجزيرة بشكل أوثق بالإمارات العربية المتحدة، كما ذكرت مؤخراً France24 و Responsible Statecraft.

وبحسب الكاتب، من خلال مشاريع البناء الخاصة بهما، لا يقوم التحالف السعودي والإمارات بتأمين الجزر لأهدافهما الاستراتيجية الخاصة فحسب، بل يحبطان أيضاً تحركات مماثلة من دول مثل روسيا، التي ترغب أيضاً في تعزيز قدراتها على عرض قوتها في المحيط الهندي.

الوضع يشكل خطراً كبيراً على اليمن، وإذا كانت السلطات اليمنية غير قادرة على الحفاظ على السيادة الإقليمية تجاه العالم الخارجي والدخول في اتفاقيات استخدام مع الحلفاء، فسيكون هناك حافز إضافي للدول المعنية للعب للوقت، وتشجيع حكومة يمنية لا حول لها ولا قوة، والسماح بهذا الوضع بالاستمرار. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7